الحل السلمي للقضية السورية

                                              

لايمکن التشکيك في النوايا المصرية الصادقة بشأن إيجاد حل سلمي للقضية السورية و وضع حد لإراقة الدماء و الدمار الذي يلف بعموم سوريا من جراء المواجهة الاستثنائية بين الشعب المنتفض و النظام الدکتاتوري القائم، وان المبادرة المصرية بشأن عقد إجتماع بين مصر و ترکيا و إيران و السعودية بشأن القضية السورية، هي في خطها العام مبادرة إيجابية ويمکن  الثناء عليها فيما لو سارت بسياق و إتجاه يتماشى و يتجاوب مع مطالب و إرادة الشعب السوري المنتفض بوجه جلاديه.

اجتماع الدول الاربعة الذي عقد يوم الاثنين الماضي 17/9/2012، ولم تحضره السعودية، استمر أكثر من ثلاثة ساعات أعلن بعدها وزير الخارجية المصري:(ناقشنا مجموعة من الافکار و المبادئ بصورة عامة من شأنها التوصل لحل للوضع المأساوي في سوريا وبما من شأنه وقف نزيف الدماء.)، مؤکدا بأنه قد تم الاتفاق على إستمرار عملية التشاور و تقرر عقد الاجتماع القادم بين هذه الاطراف في نيويورك على هامش إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي الوقت الذي أکد فيه أحمد داود اوغلو وزير خارجية ترکيا ان" الاجتماع جاء لبحث مايمکن تقديمه من إسهامات لوقف نزيف الدم السوري"، فإن وزير الخارجية للنظام الايراني علي أکبر صالحي قد صرح بدوره قائلا:(الکل أکد ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة السورية.)، لکن، عند التمعن على الارض في حقيقة و واقع مايدور على الارض في سوريا من أحداث و أمور دامية و مفجعة، نجد أن هنالك حصة کبرى للنظام الايراني بهذا الخصوص، فهو و کما تعلم مختلف الاوساط السياسية و الاستخبارية و الاعلامية في المنطقة و العالم، يضطلع بدور اساسي و مباشر في دعم و مساندة نظام بشار الاسد و الحيلولة دون سقوطه، وان المساعدات اللوجستية و المالية و النفطية و التسليحية التي قام و يقوم بها النظام الايراني من أجل بقاء النظام الدکتاتوري في سوريا، ترسم أکثر من علامة إستفهام على کيفية و نوعية الحل السلمي للأزمة السورية کما يريدها وزير خارجية النظام الايراني، والتي قطعا لايمکن أن تکون بإتجاه يتعارض مع استراتيجيته بشأن النظام السوري.
الاوضاع المتفاقمة في سوريا و نزيف الدم الاستثنائي الحالي، لم يکن بالامکان بقائها و استمرارها لو لم يبادر النظام الايراني الى التدخل بصورة غير عادية و رکز کل جهوده و إمکانياته في سبيل الوقوف ضد إرادة الشعب السوري و حماية النظام و الدفاع عنه و الحيلولة دون سقوطه، بل وان سعي النظام الايراني للإشتراك في مسعى سلمي لحل الازمة السورية، کان على الدوام مسعى مشبوها و مثيرا للشکوك و القلق و التوجس وخصوصا من جانب الشعب السوري الذي ينظر بإرتياب کبير لدور هذا النظام و يراه عامل شر و فتنة على الارض، ولذلك فإن مختلف القوى الوطنية السورية رفضت عقد أي لقاء اوإجتماع مع ممثلي النظام الايراني على الرغم من تهافت هذا النظام على ذلك، ومن هنا، فمن الضروري جدا على القيادة المصرية و لاسيما وزير الخارجية، أن يدرك هذه الحقائق و يعي بأن النظام الايراني لا و لن و لم يريد حلا سلميا يتقاطع و يتعارض مع مصالحه و مصالح النظام السوري، وهدفه النهائي هو إبقاء هذا النظام و فرضه على الجميع، وهو مايتقاطع و لايتفق البتة مع إرادة الشعب السوري، ومن هذا المنطلق، ليس هناك من أي أمل او إحتمال قائم بأن يقدم النظام الايراني أية مساعدة او إسهام إيجابي لحل الازمة السورية حلا يضمن مصالح الشعب السوري و تحقيق إرادته، بل وان النظام الايراني يجد في إنتصار الثورة السورية و إسقاط النظام السوري خطرا يهدده و يحدق به و يترك آثارا بالغ السلبية على مستقبله و لذلك فإن النظام الايراني سيسلك کل السبل و الطرق المتاحة من أجل الابقاء على نظام بشار الاسد و إفراغ الثورة السورية من محتواها النضالي و الثوري، ولذلك فمن الاجدر بالاخوة المصريين أن لايجروا خلف سراب الحصول على موقف إيجابي من نظام الملالي بشأن القضية السورية إذ أن ذلك المستحيل بعينه!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

899 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع