علي المسعود
كيفين كارتر المصور الذي انتحر بسبب صورة ؟؟؟
الصورة إلتقطها المصور العالمي كيفن كارتر الذي تم إرساله في مهمة إلى السودان لتوثيق المجاعة المروعة التي اجتاحت البلد الإفريقي. ونشرها على الملأ وهزت الضمير العالمي الانساني بعد أن نشرت في مجلة نيويورك تايمز الأمريكية لأول مرة في 26 مارس 1993 .
كانت هذه الصورة المؤلمة للطفل السوداني الهزيل، الذي يجلس على الأرض وإلى جانبه طائر جارح يود التهامه ، ونال على إثرها كيفن كارتر جائزة بوليتزر في 23 مايو عام 1994 لافضل صورة انسانية. مشهد الطفل ، وهو يحبو نحو مكان توزيع الغذاء ، والصقر الذي ينتظره، بينما المصور كيفن كارتر يلتقط الصورة المأساوية للطفل دون أن ينقذ حياته ، اثار هذا المشهد العديد من التساؤلات ، كما اختلف العديد من النقاد حول الجائزة التي نالها كيفن دون أن يهتم بإنقاذ حياة الطفل وخصوصاً أن المصور لم يدر شيئاً عن مصير الطفل بعذ ذلك على الرغم من أن البعض يقول أنه انتظره عشرون دقيقة حتى مات واستولى عليها الصقر .
لكن كيفن دافع برد غير مقنع عن اسباب عدم انقاذه ، وقال "لقد تم تحذيرنا نحن الصحفيون الغربيون من عدم الاقتراب من هؤلاء ، خشية انتقال أية أمراض منهم إلينا" ، فبالرغم من أن هذه الصورة كانت بمثابة رسالة واقعية جدا لما يحدث في هذا البلد وساعدت في جمع عدد كبير من التبرعات إلى جانب لفت نظر العالم لما يحدث في منطقة لا يصل إليها الكثير ليرى ذلك على أرض الواقع، فإن “كارتر” تلقى نقدا لاذعا بسبب هذه الصورة، ما أدى إلى دخوله في مشاكل عديدة منها إدمان المخدرات والتوقف عن العمل والدخول في نوبة اكتئاب شديدة . و بعد ثلاثة أشهر من الجائزة بالتحديد في يوليو 1994 إنتحر كيفن كارتر وترك رسالة تشير إلى تحسره لعدم انقاذ الطفل والعديد من الأرواح التي زحقت على مرآي من عينيه وعدسة كاميرته ،حيث قال في رسالته :
" أنا مكتئب.. بلا هاتف.. بلا مال للسكن.. بلا مال لإعانة الطفولة.. بلا مال للديون.. المال أنا مطارد بالذكريات الواضحة لحالات القتل والجثث والغضب والألم.. وأطفال جائعون أو مجروحون، مطارد من المجانين التواقين لإطلاق النار، من الجلادين القتلة.." .
كان هذا آخر ما كتب المصور الجنوب أفريقي الأسطورة كيفن كارتر الذي أبكى العالم بسبب صوره التي عكست حياة الأموات التي يعيشها سكان القارة السمراء. فلم يكن كارتر يتخيل أن الصورة التي التقطها في 1993 ستكون السبب في مقتله ، تلك الصورة التي هزت مشاعر العالم من أقصاه إلى أقصاه، وتتذكرها الأذهان حاليا مع اجتياح الجفاف منطقة القرن الأفريقي .
2968 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع