الدكتور/ رافد علاء الخزاعي
إن رمضان شهر الخير والعطاء شهر نراجع فيه الإعمال التي قمنا بها خلال الأشهر الماضية من حسنات واثام وذنوب وماذا قدمنا لوجه الله من عمل صالح وكيف نتجاوز السيئات ومعها تزداد العلاقات الاجتماعية والروابط العائلية ضمن هذه العبادة الجمعية التي تضمن شعور المكلف بالرقابة الإلهية وحسن العمل في إتمام هذه الرياضة العبادية على الوجه الأكمل مع الإحساس بمعاناة الفقراء والمحتاجين وكيفية مساعدتهم من خلال ما يسمى بفطرة رمضان وهو التبرع بما يساوي عدد الوجبات التي تخلينا عنها من خلال الاعتماد على وجبتين من الطعام وهي وجبة الإفطار والسحور بعد إن كانت ثلاث وجبات.
وهكذا ترى بعض رجال الإعمال في الدول الإسلامية بإقامة موائد الرحمن في الشوارع لإفطار الفقراء والمحتاجين دون الإعلان عن أسمائهم او توزيع معونات وسلات غذائية رمضانية للمناطق الفقيرة والمعوزين دون الإعلان عن أسماء المتبرعين لأنها توزع عن طريق موسسات وجمعيات مجتمعية حقيقية وفعالة في تقديم الدعم المجتمعي المعتمد على تبرع الميسورين من رجال الإعمال الصالحين.
ولكن في العراق رجال الإعمال والشيوخ والميسورين يقومون بموائد رحمانية مرائية وإعلانية يدعون لهم من النخب ومسئولي الدولة وأصحاب القرار في موائد كبيرة تكفي إطعام وإفطار بعشرة إضعاف المدعوين وعندما يمر فقير يطرق الباب او يقف في إحدى الساحات او من ذو القربى يقولون له الكلمة المشهورة الحاضرة (الله ينطيك).
وهكذا عملت الفضائيات للدخول في هذه المسابقة المرائية لتجعل الفقراء ان يعيشوا في حلم إن تزورهم الشرقية او البغدادية ليكون فطوركم علينا من خلال كشف عورات الحكومة وكشف الفوارق الطبقية في المجتمع التي هي السبب الرئيسي في عدم استقرار العراق منذ الخمسينات وهي أسباب استشراء الإرهاب.
وفي العراق مثلا في زمن الحصار خرج علينا مذيع قناة العراق الرسمية بخبر عاجل يعلن عن مكرمة القائد في رمضان لتوزيع لكل عائلة دجاجة ضمن البطاقة التموينية لتخرج إذاعات المعارضة العراقية وجرائدها(الذين هم في الحكم الان ) بآلاف النكات والكاريكاتير عن دجاجة القائد الضرورة وحتى استقبل أهل الرمادي بذبح الاكباش السمينة احتفاء بوصول دجاجة القائد.
وبعد إن أصبحت المعارضة في الحكم بعد الاحتلال وسقوط الصنم غابت الحصة التموينية عن التوزيع رغم تقليل عدد المستفيدين منها الى 70% ممن كانوا ضمن الحصة وخلال هذا رمضان حاءات مكارم وزارة التجارة بهبة رمضانية بخبر عاجل من تلفزيون العراقية أيضا بتوزيع كيلوا عدس لكل عائلة مستفيدة من الحصة وذبحة العوائل العراقية المستفيدة دجاجة وبعضهم ذبح ديك فداء وشكرا لله لإطالة عمر الحكومة وحفظها وزيادة زرق وزرائها وخدمها ومن اجل عمل شوربة رمضانية وطنية لان عدس الحكومة دخل في مكوناتها الثورية.
وقد إضافات وزارة التجارة بتوزيع صمونة لكل عائلة يوميا في مشروع ابتداء ب16000 صمونة ويتوقع مدير عام شركة تجارة الحبوب علي هاشم بداي إن يزداد التوزيع الى 30000 صمونة نعم ثلاثين إلف صمونة وكانت عربة توزع الصمون في ساحة السباع في شارع الكفاح والموزع يقول وهو يضحك وهو يوزع صمونة صمونة إلى الفقراء هاي صمونتكم علينا والعدس هم علينا والفطور عليكم وابرؤونا الذمة على الحصة التموينية. إي حقه الموزع براءة الذمة في رمضان واجبة وما دام اكو عدس وصمون الشعب بخير لان العدس فيه فوائد عظيمة في زيادة تكيف المواطن مع حرارة الجو وكما يقول المثل الشعبي رحت منك عدس لكيتك قوزلاية......................
عدس وطني وكهرباء وطنية وصمون وطني وكلها وطنية في نعمة الصوم الوطني ومجلس النواب دايخ باختيار النشيد الوطني واني هنا أقدم اقتراح إن تعمل وليمة وطنية من العدس والصمون لإفطار أعضاء مجلس النواب الموقر حتى يرتقي تفكيرهم الى المستوى الوطني.
وكل رمضان وانتم بخير تحت ظلال عدس وصمون الحكومة وفطور الشرقية.
ويبقى شعار وزارة التجارة صمونتك علينا وعليكم الغموس وابرؤونا من حصة التموينية.
الدكتور رافد علاء الخزاعي
1266 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع