أطباء خدموا الكرخ بعلميتهم وإنسانيتهم وعاشوا فيه

                                     

                            د. عمر الكبيسي

كتب الأخ المبدع أحمد زيدان في مسلسله الخامس عن الكرخ والحنين الى الذاكرة متطرقا الى أطباء الكرخ ذاكرا منهم الأستاذ الدكتور احمد صميم الصفار والدكتورسعدون حمام والدكتور بهجت الناصري( رحمهم الله) وحسنا فعل فهم صفوة خيرة من أطباء الكرخ عرفوا بنبلهم ومهنتهم ..

أثار هذا الموضوع ذاكرتي والإدلاء بذاكرتي حولهم وذكر غيرهم ممن كان له اسهامات رائعة من أطباء ترعرعوا وتخرجوا من بين أزقة الكرخ ودرابينها او قدموا خدمات جليلة للكرخيين لا تنسى  ومنهم المرحوم الدكتور عبد المجيد القصاب والذي يعد من أبرز الشخوص الطبية الإدارية الحازمة من خلال المناصب الطبية التي تقلدها ناهيك عن عمله الخاص في عيادته والتي كانت ايضا تستقبل اعداد كبيرة من الكرخ ولم يعرف عنه في مزاولة المهنة انه كان ماديا او تحسب عليه اية مخالفات لسلوكه المهني الطويل وكذا الحال فيما يخص أطباء آل القصاب كشخوص علمية لامعة كالأستاذ المرحوم الدكتور خالد القصاب والدكتور مثنى القصاب ورياض القصاب .ومن أطباء الكرخ البارزين  الدكتور شامل السامرائي أطال الله في عمره كوزير او كطبيب في عيادته الخاصة وهو الطبيب الذي سافر الى بريطانيا ليختص بعد ان نال من ويلات السياسة ما نال بعمر متقدم وعاد ليزاول المهنة في الكرخ باروع السلوك المهني والمتابعة العلمية ، كما يجب ان لا ننسى استاذنا الكرخي الأصيل الدكتور عبد الستار فاضل الذي كان استاذا في كلية الطب وتسعيرة الكشف على المريض كانت ربع دينار فقط . في رعيان البلوغ انا واحد من الذين عالجهم كل من الدكتور احمد صميم الصفار والدكتور بهجت الناصري والدكتور عبد الستار فاضل كانوا حقيقة مثالا رائعا للسلوك والخلق والمتابعة العلمية وكنت طالبا في الصف الثالث في كلية الطب حين كان المرحوم الدكتور الصفار عميدا لكلية الطب ومع انه لم يكن يعرفني حينها عند مراجعته في العيادة لم يكتفِّ بالامتناع عن أخذ الكشفية بل أصر على عدم تقاضي اجور العلاج بإشارة خاصة الى الصيدلي الذي كانت صيدلتيه في الكرخ  تحت العيادة ، مقابل طرشي حنانش بين التكارتة والجعيفر ان يصرف العلاج لي على نفقته كما هو معتاد لنسية كبيرة من مرضاه ، وحين أصريت على الدفع قال أبني روح اشتري بيها كتاب طبي .  هذا الطبيب الانساني الكبير الزاهد في الدنيا والعرافة في اختصاصه ( علم الطفيليات) شاء القدر ان ألتقيه ويزورني  كل اسبوع في البصرة عندما كنت في البصرة وكان يزور كلية طب البصرة اسبوعيا وهو بعمر متقدم ليحاضر في الكلية والذي لم يعرف عنه انه كان يستلم أجورا عن هذه المحاضرات والسبب انه كان ياتيني كل صباح يزور فيه الكلية هو كي يوفر للكلية جهد تخصيص سيارة لنقله صباحا من المطار الى الكلية بقوله السيارة ممكن ان تنقل غيري  ، كان رحمه الله ياتي الى بيتي القريب من المطار كي نذهب الى الكلية صباحا . هذا هو الاستاذ الدكتور احمد صميم الصفار .
 لي مشهد لا أنساه في جامع حنان في ساحة الشهداء مع الدكتور عبد الستار فاضل رحمه الله حيث حضر المرحوم الرئيس عبد السلام عارف لأداء صلاة الجمعة وكان الدكتور عبد الستار فاضل من الحضور جالسا في أحد الصفوف وعندما دخل الرئيس عبد السلام عارف شاهد الدكتور عبد الستار فاضل جالسا ولأنه يعرفه منذ الطفولة ومرحلة الدراسة فضل الجلوس بجانبه فعندما اصطف بجانبه وشاهد الدكتور الموقف وما صحبه من اهتمام بادر الدكتور عبد الستار للرجوع الى صف خلفي ربما بحسبان ان وجود مرافقين او حراس يستوجب تبديل مكانه ، فما كان من الرئيس عبد السلام المشهور بالمزح اللا ان قال ،( هاي شنو دكتور اني اريد اكعد يمك وانته ترفض صايره جاريه بالله عليكم )
او بهذا المعنى ، ياله من خلق وتواضع نفتقده اليوم ساسة وأطباء  .
 اما الدكتور بهجت الناصري فانا اذكر جيدا اني لم ازره يوما دون ان اجد منضدته في العيادة زاخره  باخر اعداد مجلتي اللانسيت والبي أم جي الطبيتين التي تصدر اسبوعيا في لندن . والذي فارق الحياة رحمه الله ولأكثر من ثلاثة عقود وحتى انقطاعه كان يتقاضى ربع دينار في عيادته لفحص المريض . ثلاثة اطباء  خدموا الكرخ ومرضاه بشكل علمي و رصين كانوا اطباء عامين لكن كفائتهم العلمية والتشخيصية كانت عالية وتضاهي ارفع الاختصاصين بسبب المتابعة والممارسة وهم المرحوم الدكتور توما كافي الموت والدكتور صالح مطير والدكتور بهجت الناصري . كما لا ينكر من اطباء الاسنان دور المرحوم سيد حميد جرجيس العاني  في ساحة الشهداء ابو فاروق وثامر ومركب الاسنان عبد الرحمن مطر . ومن عيادات الاطباء المزدحمة كانت عيادات الأطباء الدكتور سعد المختار ومجيد الراوي وحسان الراوي وسعدون التكريتي والاطباء السياسين غائب مولود مخلص وتحسين معله وعبد الرحمن الرحيم .
 خرج الكرخ ودرابينه العديد من رموز الطب منهم الدكتور محمد خضر العاني وزوجته الدكتوره المختار ومحمد صالح العاني وراجي التكريتي  وفاروق ولي العزاوي  وهاشم عبد الرحمن واديب الفكيكي وهاشم العاني وحاجم السامرائي ومقداد العاني وحميد العاني  ومهند العاني وحميد التكريتي وفوزي العاني واحمد شاكر العاني وفخري الحديثي ونجم الحديثي  وحسن الحارس وفيما بعد كان صحبي وجيلي من أطباء الجيل الثالث منهم طارق علي العاني وفرات فائق ومقداد العاني وعلي الزبيدي وفؤاد العاني وسلام طه التكريتي وعامر سلوم ونافع ومحمد العاني  وهكذا تتابعت الاجيال اللاحقة من أطباء الكرخ واحياءها. هذا ما أردت التعقيب عليه مع فائق التقدير للأستاذ احمد زيدان ولموقع الگاردينيا ومبدعه الأخ جلال چرمگا وكادره على حسن ما يختار من مواضيع الذاكرة ورمضان مبارك .
د. عمر الكبيسي . عمان .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1107 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع