العقوبات لوحدها لاتکفي مع الملالي

                                      

                          علاء کامل شبيب

لايمکن تجاهل أهمية دور العقوبات المفروضة على النظام الايراني و تأثيرها في الحد من توسيع و تطوير نشاطاته، إلا انها وعلى الرغم من ذلك تبقى عاجزة في تهديد النظام نفسه و زعزعته، وان المجتمع الدولي الذي إختط طوال الاعوام المنصرمة نهج العقوبات المؤطرة بالمحفزات، ليس في وسعه القول أبدا بأن نهجه هذا قد حقق الاهداف المرجوة من ورائها.


مطالبة الولايات المتحدة الامريکية و بريطانيا و فرنسا مجلس الامن الدولي بتشديد العقوبات الدولية المفروضة على النظام الايراني، بسبب تزويدها للنظام السوري و حزب الله اللبناني بالسلاح بما يتعارض مع الحظر المفروض عليه، بوسعنا القول بأنه سيشکل عامل قلق و توجس آخر للنظام لکن من دون أن يرقى الى تشکيل تهديد له، لکن فيما فکرت هذه البلدان الثلاثة بصورة خاصة و المجتمع الدولي بصورة عامة الى السعي لتغيير نهجها و المبادرة الى اسلوب و طريقة أخرى تضيف الى مسألة العقوبات بعدا و عمقا استراتيجيا بما يمکنه أن يشکل في النهاية تهديدا جديا للنظام و يجبره على الانصياع و الانقياد للمطالب الدولية بشأن برنامجه النووي و مسائل أخرى.
إغفال و تجاهل دور الشعب الايراني و المقاومة الايرانية على صعيد الملف الايراني، وعدم تفعيل هذا العامل الحساس و الخطير في عملية المواجهة بين المجتمع الدولي و النظام الايراني، مسألة خدمت مصالح و أهداف النظام الايراني و وفرت له أمنا و أمانا خاصا، في الوقت الذي أضر فيه هذا العامل بالشعب الايراني و المقاومة الايرانية و حدد و قلص من نضالهما و کفاحهما المشروع من أجل الحرية و الديمقراطية، بل وان سياسة مسايرة و مهادنة و مغازلة النظام الايراني إستغلها الاخير مرارا و تکرارا ضد الشعب الايراني ملمحا بأن ذلك يعني بأنه قد صار من وجهة نظر المجتمع الدولي أمرا واقعا يجب الاعتراف و الاقرار به، وان المناورة المشبوهة الاخيرة للنظام الايراني بإختياره لحسن روحاني کرئيس للجمهورية و دفعه لأطراف سياسية و إعلامية لکي تطبل و تزمر له کإصلاحي يحمل برنامجها للتغيير، هو مسعى آخر لهذا النظام من أجل فك العزلة الدولية عن نفسه و کسر طوق العقوبات، لکن برأينا نجد من الضروري أن يبادر المجتمع الدولي الى إتباع سياسة جديدة تعتمد على مسألة دعم و مناصرة نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية وان هذه السياسة بمقدورها تفعيل العقوبات الدولية المفروضة على النظام و تحشره في زاوية ضيقة و تقلل من خياراته و المساحة المتاحة له للمناورة، ونعتقد بأن هذا النهج"أي دعم الشعب الايراني و المقاومة الايرانية"، هو الطريق الاسرع و الاقوى و الاکبر تأثيرا ليس في التأثير على موقف النظام فقط وانما حتى في تحديد مصيره.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1135 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع