علي السوداني
قطة مهروسة فوق الإسفلت . هذا هو زوم المشهد . زوم المشهد هو مهوى الكاميرا وزبدة القنص . صبية يتفرّجون ويضحكون . منظر القطة المفككة ، ليس مضحكاً . ألأطفال الأوغاد يتضاحكون .
ألبلاد ليست على ما يُرام . بلادي ليست على ما أروم . ما ترومون وتشتهون وتحبّون ، ليس تحت اليمين . هذه رجعة مستعجلة صوب خشم مكتوب الإسبوع البائد . مثيرة هي إعلانات المدينة . دكان قهوة مشمور بخاصرة الشارع . قهوته طيبة . قهوته مزروعة في اليمن السعيد ، لكنّ أصلها نابت في بلاد السامبا . سرد عليَّ صاحب الدكان تلك الطقطوقة ، ألف مرة . أنا أصدّقهُ تماماً . هو يحبّني طبعاً . هو لا يكذب . لستَ شجاعاً بالضرورة . قد يكون خصمكَ جباناً . حلوة جداً كانت جملتي الفائتة . ألعلّة تنام أبداً في السطر الأول . بعدها تتنزّل الحروف ، فترتّقُ النصّ ، وتروفُ ثقوبه ، وترقّع رُقَعَهُ . حكمة كتابية مذهلة . ألكتابة خدعة ، مثل الحرب . ألنصُّ ينبني ، سافاً فوق ساف . ألساف يتعدّل بالشاقول . شاقول البناء ، خيطٌ قطنيٌّ طويل ، تتلولح في مؤخرته ، حديدة منحوتة مثل آدميّ مشنوق . عمّي كان خَلفةْ . عمّي يحبّ أبي . عمّتي كانت مثْله . عمّي بنى دارنا بسعرٍ رخيص . مزاج أبي على عكرة أبدية . ثمة مفردتان مغبّشتان غائمتان ، هما الساف والخَلْفةْ ، ليس بيميني تظهيرهما . خاء الخلفة مفتوحة ، وذيلها ساكنْ . بمقدوري الآن إضاءة المسألة بالقول ، إنَّ السافَ سافٌ ، والخلفةُ خلفةْ . سمّتني الناسُ ، كاتباً ساخراً ، فصرتُ رهينَ مَحبَسٍ غادر . كان أبي رهين محبسين . إشهارٌ ضخمٌ مشتولٌ في أول الشارع يصيح : زكاتُكَ حياتي . في خاصرة الإعلان ، تصوير ملوّنٌ لطفلة مسرطنة . في بلادي ، أطفال مسرطَنون ، وقوّادون يقعدون فوق خزنةٍ من ذهبٍ ودينار . ألكاتب الضحّاك ، مثل مهرّج سيرك ، يرتقي خشبة الفرجة ، فتضحك الناس ، وفي غرفة تبديل الملبس ، سيكون بمستطاعك ، رؤيةَ حمرة عينيهِ من قوة الدمع . ألألم المنولد في غرفة تغيير اللبس ، يشبه الوجع المنزوف فوق طاولة تبديل الحروف . سعر بطاقة ولوج خيمة السيرك ، أرخص من سعر دمعات المهرّج . عنكبوت يمشي على سقف الغرفة . مشْيَتُهُ عجيبة . ألمنطق يريد من العنكبوت الشاطر ، أن يسقطَ فوق رأسي . ألعنكبوت يواصل رحلتهُ . ألحانة مقفلة الليلة . عشرة عناكب ستنمو هناك ، والنادل في هجرة . لا ثيمة حتى اللحظة . أشتهي نقطة ارتكاز ، كي أنمو فوقها . أعني نماء الحكاية . حكايتي مع البلاد ، مثل حكاية وردة مع الزمان . أشتهي الآن كرعَ سطلة ضحك . سأضحك بقوة عشيرة . إستمعوا إليَّ وأنصتوا ، لعلّكم تضحكون : ههههههههههههههههههههههههههههههه
ههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههههههههههههههه
هههههههههههههههههههه
هههههههههههههه
هههههههههه
ههههههه
هههه
هه
ه
إنتهى المكتوب . ألمْ أقلّ لكم من قبل ، إن الكتابة هي كلاوات . خدعة ضخمةٌ ، تبوّق لحرب ؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
عمّان حتى الآن
927 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع