أسرار وكواليس الإطاحة بالرئيس مرسي

 

أسرار وكواليس الإطاحة بالرئيس مرسي
بقلم: سمير الحجاوي
التخطيط امريكيا والتمويل سعوديا اماراتيا والتنفيذ عسكريا

بعد أسبوعين من الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري المنتخب الدكتور محمد مرسي بدأت تتكشف الخيوط والأسرار واللاعبين والممولين الذين وقفوا وراء هذا الانقلاب، وتظهر المعلومات التي تكشفت خلال الأيام الأخيرة أن أطرافا عديدة لعبت أدوارا بارزة في العملية الانقلابية فقد كان التخطيط أمريكيا والتمويل سعوديا إماراتيا فيما ترك التنفيذ لعبد الفتاح السيسي وجنرالاته وقادة جبهة الإنقاذ وحركة تمرد.
هذه المعلومات أماطت اللثام عنها تقارير نشرت في عدد من الصحف الأمريكية والأوروبية، منها جريدة الوول ستريت جورنال والهيرالد تريبيون الأمريكيتين وليموند الفرنسية، فقد ذكرت صحيفة الوول ستريت أن "التحضير لهذا الانقلاب استمر عاما كاملا، أي من اليوم الذي تسلم فيه الرئيس مرسي مقاليد الحكم"، فيما قالت الليموند إن قرار "الإطاحة بالرئيس محمد مرسي تم اتخاذه قبل 30 يونيو، وأن خطط الإطاحة بالرئيس وحبسه أعدت قبل أسابيع من الثورة الشعبية التي تعطي الغطاء لهذا الانقلاب العسكري تحت ستار "الإرادة الشعبية". وهي خطة ذكية، قضت بتنظيم مظاهرات بمشاركة الملايين لإيهام الناس أن الجيش ينصت لهم ويهتم بأمرهم، إنه انقلاب آخر من جديد"، وهو ما فسرته وول ستريت جورنال بالتفصيل بكشفها عن "تنسيق سري شبه يومي كان يجري بين القيادة العسكرية المصرية وبين قيادات حركة "تمرد" طوال الأسابيع التي سبقت انقلاب 30 يونيو "الاجتماعات السرية ضمت جنرالات من الجيش المصري ومحمد البرادعي "منظر الانقلاب " وعمرو موسى وحمدين صباحي، في نادي ضباط البحرية على النيل كانت تستهدف تعظيم وتوسيع حركة المعارضة الشبابية لضمان إسقاط مرسي والإخوان".
وكانت الخطة تنص على حجب الخدمات الضرورية عن المواطنين مثل الكهرباء والبنزين، وغياب الأمن لإقناع الناس أن الوضع لا يطاق وأن السبب في ذلك هو الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، ويرافق ذلك حملة إعلامية منظمة لـ"شيطنة" الإخوان المسلمين والرئيس مرسي وتحميلهم مسؤولية كل الأزمات التي تعاني منها مصر، ودفع الناس إلى التذمر، على أن تقوم "حركة تمرد" التي كونتها الأجهزة الأمنية المصرية بقيادة "حملة التذمر" عبر حملة توقيعات جماهيرية إيجاد مبررات للإطاحة بالرئيس محمد مرسي.
هذه الخطة نفذت كما رسمت بالضبط من قبل "مهندسي التحركات الجماهيرية" في واشنطن والقاهرة، التي قامت بهندسة التحركات والغطاء للانقلاب في عملية استخدم فيها المكر السياسي والتحايل والخديعة والتلاعب بالمعلومات والتحكم بالمزاج الشعبي، وبتمويل سخي من الإمارات والسعودية، كشف أحد الإعلاميين في برنامج على الهواء مباشرة أنه كلف حوالي 6 مليارات دولار، لتمويل المظاهرات والاعتصامات والحملات الإعلامية المركزة والبلطجية وهو ما دفع "وول ستريت جورنال" إلى القول أن "هذا التحالف السري والتنسيق بين العسكر وشباب "تمرد" هو كلمة السر التي جعلت يوم 30 يونيو يشهد خروج الملايين إلى الشوارع لإسقاط مرسي، وإعادة العسكر من جديد إلى حكم مصر"، في واحدة من أفضل عمليات "هندسة الجماهير" وإثارتها لتنفذ المطلوب منها بلا وعي، وهو ما نجح بشكل منقطع النظير في مصر.
كثيرة هي التفاصيل المهمة التي يمكن الحديث عنها منها ما أوردته جريدة الهيرالد تريبيون من أن الفريق عبدالفتاح السيسي معروف تماما للأمريكيين وللحكومة الإسرائيلية وقد استمر هو ومكتبه في التعاون والتنسيق معهم، حتى في ظل حكم الرئيس مرسي. وقد شغل الفريق السيسي في وقت سابق منصب مدير المخابرات الحربية في شمال سيناء وكان حلقة الوصل مع السلطات الأمريكية والإسرائيلية.
لكن مزيدا من الأسرار كشفتها جريدة وول ستريت جورنال وقالت: "كان هناك تنسيق مستمر وسري بين وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي ووزير الدفاع الأمريكي شاك هاجل وأن هذا التنسيق هو الذي تحكم بمجرى الأحداث في مصر، فقد كان الرجلان ينسقان ليس فقط فيما يخص توالي الأحداث في مصر وإنما أيضا الموقف في الشرق الأوسط عموما، وأن وزير الدفاع الأمريكي تولى مهمة حث الجيش المصري على استعادة النظام والديمقراطية بطرق ترضي معايير واشنطن".
لكن أهم ما ذكرته "وول ستريت جورنال" هو أن "الرسائل الخاصة والمكالمات الهاتفية في الأيام الأخيرة بين هاجل والسيسي، تم وضع نقاطها من قبل صانعي السياسات من مختلف أرجاء الإدارة، بما في ذلك البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، واعتبرت الصحيفة أن "صناع السياسات الأمريكيين يعتبرون السيسي بمثابة "نقطة الارتكاز" في مصر، ما يجعل قناة الاتصال بينه وبين هاجل الأكثر أهمية، لأن العلاقة بين الرجلين تعود لأكثر من 30 عاما، حسب مصدر عسكري أمريكي. وبدت علاقتهما واعدة في 24 أبريل الماضي، حينما تناولا الغداء لمدة ساعتين في القاهرة، أثناء زيارة هاجل الأخيرة، وبعدها حث وزير الدفاع الأمريكي مساعديه، على العمل مع السيسي بشكل وثيق"، لأنه "مألوف بالنسبة للأمريكيين، ويسهل من التعامل معه".
هذه هي بعض تفاصيل الانقلاب الذي خططت له إدارة أوباما والجنرالات الخارجون على القانون في الجيش المصري الذين أعلنوا قبل انتهاء المهلة التي منحوها للرئيس مرسي لكي يتنحي أنهم ضد "كل إرهابي أو متطرف أو جاهل"، وهي المرة الأولى في تاريخ مصر التي يصف جيش قائده الأعلى والرئيس المنتخب شعبيا بأنه "إرهابي وجاهل ومتطرف". وهؤلاء هم الذين أقسموا على أن يفتدوا مصر بدمائهم، فإذا بهم ليسوا أكثر من أدوات تحركها واشنطن للانقلاب على الشعب الذي منحهم المناصب والنياشين وهم الذين لم ينتصروا في معركة واحدة

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1194 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع