منى سالم الجبوري
يريدون الخبز مع تغيير النظام
يزداد القلق في طهران من جراء التظاهرات المستمرة في العديد من المدن الايرانية وخصوصا مع إهتمام وتعاطف ملفت للنظر من جانب مختلف أوساط الشعب الايراني على مواقع التواصل الاجتماعي معها، خصوصا وإن التظاهرات الغاضبة التي إجتاحت مدينة"إيذە" حيث نزل الناس للشوارع ورددوا هتافات غير عادية نظير"خامنئي قاتل وحکمه باطل" و"الموت لرئيسي"، قد تکون البداية لکسر جدار الخوف والرهبة من النظام ومع إنه وخوفا من تصعيد الاحتجاجات، نشر النظام قطعان الحرس والباسيج وقوات الأمن والاستخبارات في الشوارع من جهة، وقطع الإنترنت في معظم مدن خوزستان من جهة أخرى، لکن وبالرغم من ذلك فإن طلب علي رضا حبيبي مدير إذاعة "فرهنك"، الرسمية في رسالة له الى مسٶولي الاذاعة والتلفزيون وخوفا من هذه التظاهرات الغاضبة بسبب إرتفاع الاسعار، فرض الرقابة على أخبار الاحتجاجات ووصفها بأنها قضية أمنية!
حبيبي الذي قال في رسالته محذرا:" انظروا إلى الوضع الراهن في المجتمع ونظرا لمشكلة الغلاء والخبز والمعكرونة وغيرها، كل هذه المشاكل موجودة. ونحن نواجه ظرفا يتطلب من وسائل الإعلام أن تحسن الوضع النفسي للمجتمع ولا أن تصعد. أرجو، أيها الأصدقاء، احرصوا على أن تراقبوا قليلا، وتكونوا منتبهين، أعزائي المنتجين عليكم ألا تظهروا فجأة أمام العدسة .. وتنتقدوا الحكومة .. الآن ليس الوقت المناسب" وأضاف والقلق واضح عى کلامه"انتبهوا لعناوين الصحف .. لا تكتبوا عناوين سوداء وعناوين ناقدة عن ارتفاع الأسعار و… انتبهوا .. اقول لكم.. كونوا حذرين في محادثاتكم وفي اتصالاتكم وقوموا بإدارة الوضع. ارتكاب الخطأ لا يغفر حتى وان كان صغيرا. لأن نوع النظر حول هذه القضية هو أمني"، ومن دون شك فإن هذه الرسالة تفسر نفسها بنفسها وتعطي أکثر من إنطباع للمتابعين للأوضاع في إيران، بأن الامور تسير بإتجاه يمکن وصفه بذلك الاتجاه الذي کانت الامور تسير عليه قبل إنتفاضتي 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، ولاسيما وإن ترديد هتافات غاضبة تطال خامنئي ورئيسي في حدها مٶشر على المنعطف الخطير الذي وصلته هذه الاحتجاجات.
خامنئي وخلال العام الماضي، قام بالتسويق لابراهيم رئيسي والحکومة التي سيشکلها وأکد على إنها ستتمکن من حل وتجاوز کل الامور والقضايا الصعبة التي تواجه الشعب الايراني، ويومها کان يوجه إنتقادات لاذعة لحکومة الرئيس السابق روحاني محملا إياها مسٶولية الاوضاع السيئة في البلاد وهو بذلك کان يبرئ النظام من المسٶولية، ولکن وبعد مضي بضعة أشهر على تولي ابراهيم رئيسي، فإن الاوضاع ليست لم تتحسن فقط بل وحتى صارت أسوأ من السابق بکثير، وإن ترديد شعار في مستوى" خامنئي قاتل وحکمه باطل"، يعني فيما يعني إن المشکلة في النظام نفسه وإن الشعب وهو يريد الخبز فإنه يريد الى جانب ذلك أيضا تغيير النظام!
1198 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع