كم انتِ عظيمة يامصر

                                           

                            د .علوان العبوسي
 
كم انت عظيمة يامصر بشعبك بارضك بسمائك  بنيلك الخالد  بنسيم غيطانك الخضر المعطاء نتنسم منه نسيم الوحدة والحرية والانعتاق الى عالم افضل بوحدتك الوطنية التي لاتضاهيها اي وحدة في العالم كله ،

نتعلم منكِ الدرس وخسر من لايفهمه ، بعلمائك ومفكريك وكُتابك يذكرهم التاريخ بكل فخر واعتزاز اطرو لمصر نهجها وثقافتها الوطنية  ودربها الذي تسير عليه باقتدار عال كَرَمك الله بذكرك خمس مرات في كتابه الكريم بشكل صريح ، تسلطت عليك الانظار منذ فجر التاريخ القديم تعززه  آثارك تحكي تاريخ هذا الوطن ،   برموزك الوطنية المشهودة امثال احمد عرابي وسعد زغلول ومصطفى كامل ومحمد علي باشا ومحمد عبده وجمال عبد الناصر  وطه حسين واحمد شوقي وسيد درويش وام كلثوم  ... وغيرهم اسسو لمصر ثقافتاً وتاريخاً مُشَرفاً ودرباً معبداً لاحدود لمداه يحتظن وحدتك الوطنية ،  كنتِ اول من نادى بالوحدة العربية انتشر صداها في عالمنا العربي  وكانت وحدتك مع سوريا خنجراً بقلب الاستعمار والصهيونية العالمية لم يهدء لهم بال حتى افشلوها ، ناهيك عن مواقفك الوطنية المشهودة في مواجهة اعداء العروبة والاسلام ضد الكيان الصهيوني وكل اعداء امتنا العربية بجيشك الوطني ، لا زلتي نبراساً يضيىء لاجيالك وللعروبة  الدرب لمستقبل افضل .
وهكذا هي مصر  حبلى بالاحداث الوطنية والقومية فحدث يوم30 حزيران (يونيو)2013 الذي جاء تلبيتاً لحركة  تمرد قادها شباب مصر الواعد لمستقبل افضل خرج على اثره  اكثر من ثلاثين مليون مصري طوعاً في تظاهرات حاشدة من كل انحاء مصر يطالبون برحيل نظام الرئيس محمد مرسي  بعد ان استشاط غضباً من هذا النظام الذي لم يستطيع ان يلبي ولو لجزء يسير من وعوده او يضع اللبنات الاساسية للثورة الشبابية في  25 كانون الثاني(يناير)2011 ناهيك عن تعامله المشبوه مع الولايات المتحدة الامريكية  لتدمير وتشتيت الشعب المصري  من الداخل من قبل ابنائها دون تدخلها كما في سوريا  وبالتالي تقسيمها عرقياً ودينياً.
كتبنا وكتب الكثير عن ثورة 25 يناير 2011  العظيمة جاءت شعبية خالصة لم يخطط لها ولم تقوم بها وحدات عسكرية كما جرت العادة لكنها جاءت عبر وحدة شعبها ضد الظلم والفساد   ،  ثم تابعنا موضوع الانظمة الحكومية التي جاءت بعد هذه الثورة لحين حصول حزب الاخوان المسلمين على الاغلبية الدستورية من خلال الانتخابات العامة التي جرت في مصر 2012 وتسلم الدكتور محمد مرسي العياط رئيس حزب الحرية والعدالة الاخواني رئاسة الجمهورية ...لقد تابع شعب مصر نهج واسلوب ادارة الاخوان خطوة بخطوة ويوم بيوم ينتظر الوعود التي وعد بها الرئيس محمد مرسي الشعب كاول رئيس اخواني بتاريخ مصر لكنه ايقن ان مسارهم غير سليم وسرعان ماتبدل الى اسوء من النظام السابق الذي ثار عليه فهناك الفوضى وسوء الادارة وعدم الكفاءة وتحايل على الشعب قد تؤدي الى تقسيمه الى طوائف واحزاب وهذا سيخل في وحدته الوطنية التي يدافع عنها طوال تاريخه الحضاري  ويُضعف سمعته  تجاه دولنا العربية والعالمية .
من الامور التي ولدت الشك لدى الشعب المصري هو التحايل عليه ، فالدكتور مرسي اراد ان يحتكم لارادة فئة معينة من الشعب تجاوزاً على السلطة القضائية الممثلة بالمحكمة الدستورية العليا باعادة مجلس الشعب الذي سبق حله من قبل هذه المحكمة وفق عدد من الاعلانات الدستورية بعد تسلمه رئاسة الجمهورية في 30 من حزيران (يونيو) 2012 التي تنظم عمل رئيس الجمهورية قبل اكتمال الدستور ، وقد  اقلقت هذه الاعلانات  معظم فئات الشعب بتجاوزه على قرار هذه المحكمة  مطالبتاً الرئيس العدول عنها ضمن فترة حددت له  وكذلك فعل المجلس الاعلى للقوات المسلحة  الا ان ذلك لم يحدث ، فما كان من هذه المحكمة الا ان تصدر قرارها بالغاء قرار رئيس الجمهورية جملتاً وتفصيلاً مؤكدة  حل مجلس الشعب لحين الانتخابات التشريعية بعد الاستفتاء على الدستور الجديد للبلاد ، وقد كان رد فعل رئيس الجمهورية هادءً  مؤكداً بالغ احترامه للدستور والقانون وتقديره للسلطة القضائية وقضاة مصر والتزامه باحكام القضاء المصري يقول الدكتور محمد مرسي في بيانه الصادر من رئاسة الجمهورية( اذا كان حكم المحكمة الدستورية العليا قد حال دون استكمال المجلس مهامه فسنحترم ذلك لاننا دولة قانون يحكمها سيادة القانون مؤكداً احترام حكم الدستورية وتقديره لقضاة مصر الشرفاء....) وانتهى الامر وعاد الهدوء الى الشارع المصري وهو راضي  بقضاء مصر.
ولكن بعد حين اتضح للمصريون ان الدكتور  محمد مرسي بعد ان الغى عدد من الاعلانات الدستورية بضغط من الشعب والمحكمة الدستورية العليا  يعود مرة اخرى باصدار اعلان دستوري في تشرين الثاني( نوفمبر)2012 ينص على ماياتي  (الإعلانات الدستورية والقوانين والقرارات السابقة عن رئيس الجمهورية منذ توليه السلطة في 30 يونيو 2012 وحتى نفاذ الدستور وانتخاب مجلس شعب جديد تكون نهائية ونافذة بذاتها غير قابلة للطعن عليها بأى طريق وأمام أية جهة ، كما لا يجوز التعرض بقراراته بوقف التنفيذ أو الإلغاء وتنقضي جميع الدعاوى المتعلقة بها والمنظورة أمام أية جهة قضائية ) ، مثل هذه الامور تعطي دلالة واضحة ان رئيس الجمهورية لايملك سلطة القرار فهو يلغي ثم يعود لها ثانيتاً مما يعطي مبرر ان سلطته لم تكن نابعة من اجل الشعب المصري ولكن تنفيذاً لاجندات اثبتت الاحداث علاقتها بالولايات المتحدة الامريكية  لتدمير مصر من الداخل كما اسلفت .
اما عن الجيش المصري فهو اقدم جيش نظامي في العالم  استمد قوته من المعارك الكثيرة التي خاضها قديماً منذ 7000 سنة وحديثاً بعد اعادة تاسيسة من قبل الوالي محمد على باشا 1805- 1848 م وقد حافظ هذا الجيش على عقيدته المستمدة عبر تاريخه الطويل والمعارك التي خاضها من اجل مصر ودروسه المستفادة منها وكان هذا الجيش قريباً جداً من شعبه ومتحسساً لمشاكله فهو منهم واليهم عليه لم يتدخل يوماً في  امر يخل بهذا المبدأ ومثالنا القريب ثورة 25 يناير كان عوناً لها حامي ابنائها بكل هدوء وروية  لم يالو جهدا الا قدمه من اجل شعبه حتى بات مثالا للانضباط المهني لحين تسلم الاخوان قيادة البلاد في 30 حزيران (يناير)2012 ،وكان قادة الجيش وعلى راسها وزير الدفاع الفريق الاول عبد الفتاح السيسي عوناً لهذه القيادة الفتية التي لم يسبق لها ان استلمت مهام البلاد من قبل آخذاً بيدها لكل ما هو يعزز امنها القومي ووحدتها الوطنية ، ولكن لم تاتي الرياح بما تشتهي السفن فقد امعنت  قيادة الاخوان المسلمون في نهجها المتشدد في قيادة البلاد نتج  عنه العديد من المشاكل السياسية في الداخل والخارج وفي هذا الصدد يذكر الكاتب المصري المعروف جمال الغيطاني في جريدة الاخبار تحت عنوان عودة الروح ماياتي(الحديث يطول حول جرائم الاخوان المباشرة وسياستهم الفاشلة التي حولت حياة الناس الى جحيم وجرائمهم الغير مباشرة التي ادت الى زعزعت جهاز الدولة ونهب البلاد وفصم مصر عن حلفائها الطبيعيين في العالم العربي وفي مقدمتهم دولة الامارات والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودول الخليج العربي ، اما كارئة مياه النيل فتحتاج الى حديث تطول ابعاده ....فبعد عام من حكم الاحتلال الاخواني ادرك الشعب المصري ان الوطن العريق قد اختطف من احدى عصابات المافيا وانه ماضي الى خراب لم يعرفه حتى في اشد انواع الاحتلال فتكاً وضراوة ....من هنا ظهرت حركة تمرد والتي كانت فعلا خالصاً من الشباب ...) هذه الحركة استطاعت اجراء استفتاءً حول ما يجري في البلاد بعد مضي عام من حكم الاخوان جمعت من خلاله اكثر من 15 مليون توقيع ترفض حكم الاخوان  وتطالب الرئيس محمد مرسي  التنحي عن الرئاسة فوراً .  
وقد ادرك الجيش وعلى راسه  الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع ذلك وحذر الدكتور محمد مرسي من انهيار الوضع الداخلي  بسبب حاله الانقسام التي تشهدها البلاد من خلال عدد من النصائح والتوجيهات التي تهم الامن القومي المصري وان  القوات المسلحة علي وعي كامل بما يدور في الشان العام الداخلي دون المشاركه او التدخل لان القوات المسلحه تعمل بتجرد وحياد تام وولاء رجالها لمصر وشعبها  ، كما اشار السيسي  ان هناك حاله من الانقسام داخل المجتمع واستمرارها خطر علي الدولة المصرية ولابد من التوافق بين الجميع ويخطئ من يعتقد ان هذه الحاله في صالح المجتمع ولكنها تضر به وتهدد الامن القومي المصري، كما يخطئ من يعتقد اننا في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة المصرية ولن نظل صامتين امام انزلاق البلاد في صراع يصعب السيطره عليه . وقد اكد له  الرئيس محمد مرسي  انه يدرسة  مشورته بداً باقالة حكومه الدكتور هشام قنديل استجابه لمطالب الشارع والقيام بعدد من الاصلاحات ، ولكن الرئيس مرسي لم يسعى الى التغيير والاصلاح ولو على شكل وعود قد تفيد التهدءة  في ظل الاوضاع السياسية المتازمة وظل متمسكا باعلاناته الدستورية التي تزيد من حدة التازم والتوترالشعبي ، ففي 30 من حزيران (يونيو)2013 خرجت الملايين من شعب مصر وهي تملئ الميادين والساحات  وكافة شوارع الجمهورية  تطالب الرئيس بالتنحي واسقاط حكم الاخوان الى غير رجعة .
في 1تموز(يوليو)2013 امهلت القوات المسلحة كل الاطراف السياسية في البلاد 48 ساعة كفرصة اخيرة لتلبية مطالب الشعب المصري وقالت في بيانها (إن الساحة المصرية والعالم أجمع شهدوا امس مظاهرات وخروج لشعب مصر العظيم ليعبر عن رايه وإرادته بشكل سلمي وحضاري غير مسبوق وان الجميع رأى حركة الشعب وسمعوا صوته باقصى درجات الاحترام ومن المحتم ان يتلقى الشعب رداً على حركته وعلى ندائه من كل طرف يتحمل قدراً من المسؤولية في هذه الظروف الخطرة المحيطة بالوطن ، وشددت القوات المسلحة في بيانها انها كطرف رئيسي في معادلة المستقبل وانطلاقاً من مسؤوليتها الوطنية والتاريخية في حماية أمن وسلامة الوطن لن تكون طرفاً في دائرة السياسة او الحكم ولا ترضى ان تخرج عن دورها  في الفكر الديمقراطي الاصيل النابع من ارادة الشعب مؤكدة ان الامن الامن القومي للدولة معرض لخطر شديد..وهو ما يلقي عليها بمسؤوليات كل حسب موقعه للتعامل بما يليق من اجل درء هذه المخاطر ....واهابت القوات المسلحة بالجميع بانه اذا لم تتحقق مطالب الشعب خلال المدة المحددة فسيكون لزاماً عليها استناداً لمسؤوليتها الوطنية والتاريخية واحتراماً لمطالب شعب مصر العظيم ان تعلن عن خارطة مستقبل وإجراءات تشرف على تنفيذها وبمشاركة جميع الاطراف والاتجاهات الوطنية المخلصة بمن فيهم الشباب الذي كان ولا يزال مفجراً لثورته المجيدة ودون إقصاء او استبعاد لاحد ) .
يذكر الفريق الاول عبد الفتاح السيسي في خطابه للشعب المصري بعد انتهاء مهلة 48 ساعة (ان القيادة العامة للقوات المسلحة اجتمعت يوم 22/6/2013 مع الرئيس محمد مرسي وعرضت عليه رايها المتضمن رفضها لما يجري من اساءة لمؤسسات الدولة وترويع وتهديد جموع الشعب المصري ووضعها خارطة مستقبل بما يحقق طموحه ورجاؤه ...الا ان خطاب الرئيس قبل انتهاء مهلة 48 ساعة جاء بما لايلبي طموح جموع الشعب ، الامر الذي استوجب من القيادة العامة للقوات المسلحة التشاور مع رموز القوى الوطنية والشباب واتفق المجتمعون على خارطة مستقبل تحقق بناء مجتمع مصري متماسك وتنهي حالة الانقسام المجتمعي ....)، حيث تم تعطيل العمل بالدستور الذي وضعه الاخوان بما يلبي طموحهم في اسلوب ادارة البلاد بغية تعديله في المستقبل القريب ، إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ،وتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار عدلي منصور ادارة البلاد للمرحلة الانتقالية ،وتم التحفظ على الرئيس محمد مرسي لدى القوات المسلحة بعد رفضه اللجوء الى اي بلد يختاره .
على اثرهذا الخطاب التاريخي دبت الفرحة لدى معظم الشعب المصري وخرج الملايين لتملئ الشوارع والساحات في عموم الجمهورية تاييداً لخطاب السيسي  وبالمقابل رفض انصار الرئيس مرسي من الاخوان هذا الخطاب واعتبروا ما جرى هو انقلاب على الشرعية وهددوا وتوعدوا باعادته  الى منصبه بكل الوسائل  بضمنها استخدام الاسلحة المتاحة  ،كما ندد الرئيس الامريكي اوباما واعتبر ما جرى انقلاب عسكري وطلب اعادة الامور الى سابق عهدها واعادة الرئيس مرسي الى منصبه  واوعز الى سفيرته بالقاهرة آن باترسون متابعة واقع الاحداث بعد تلقي توجيهاته من واشنطن كما هدد بقطع المعونة المتعارف عليها الى مصر ،وقد باركت العديد من دول العالم هذا الاجراء المتخذ وهي تشد على ايدي القوات المسلحة الذين اخرجو  مصر من نفق الله يعلم ابعاده وتداعياته ، القاء القبض على عدد من قيادات الاخوان ومنع قياداتهم العليا من السفر خارج مصر ، ضبط كميات هائلة من الاسلحة والذخائروالقنابل التي كانت معدة لضرب المتظاهرين ، اما البورصة المصرية فقد حققت اكبر صعود بتاريخها احتفالا برحيل نظام الاخوان وحققت ارباحاً تاريخية بلغت 22.8 مليار جنيه ، تكاتف الشعب المصري بكل رموزه على اختلاف مسمياتهم القيام بحملة تبرع طوعية شاملة لمواجهة اي تهديد مالي او اقتصادي جَمع في يوم واحد مبالغ جاوزت عدد من مليارات الجنيهات المصرية ساعدت على تحسن صرف الجنيه المصري ، كما بادرت كلا من السعودية والامارات بدعم مالي كبير عزز حملة التبرع التي اشرت اليه آنفاً .
ان ما جرى فجر يوم 8 تموز (يوليو)2013 من هجوم مدبر من قبل الاخوان ضد قوات الحرس الجمهوري حيث اندفعت  عناصر من الاخوان بشكل منظم وفقاً لخطة كانت معدة مسبقاً نحو مقر الحرس الجمهوري لغايتين الالى تحرير الرئيس المخلوع والثانية في طلب الشهادة ،وقد فشلت خطتهم بعد ان اتسمت خطة قوات الحرس بالدفاع عن المقر  وسقط جراء ذلك 50 قتيل و400 مصاب من الطرفين .
 وقد كشف مصدر عسكري بعد الهجوم المدبر على مقر الحرس الجمهوري  محاولة السفيرة الامريكية بالقاهرة آن باترسون لاشعال واثارة الموقف في مصر بعد التموين المالي والمادي الذي قدمه اوباما الى جماعة الاخوان بعد توليهم الحكم ، وكشف المصدر العسكري ان باترسون اكدت للقيادة السلفية المؤيدة لخطاب واجراءات القوات المسلحة  ان الرئيس مرسي سيعود وان عليهم عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة لحين قيام الاخوان باقتحام الحرس الجمهوري واثارة الفوضى بالبلاد ، كما اتضح ان السفيرة الامريكية اتصلت بالفريق السيسي لتعرض عليه اجراء مفاوضات مع الاخوان وهو ما رفضه بشدة لانه يصر على القاء القبض على كل من مارس القتل ضد المصريين وهذا لم يرق لباترسون  وحذرها من التدخل في الشؤون المصرية واخبرها انها مجرد سفيرة لايحق لها التدخل لا هي ولا دولتها في الشأن المصري لكنها المحت له بالتهديد قائلة – بان ذلك يجعل السيناريو السوري هو الاقرب بهذه الطريقة للوضع المصري ، وكشف المصدر ان السفيرة باترسون قامت بتكثيف اتصالاتها مع الاخوان والسلفيين من اجل خلق فوضى تربك تشكيل الحكومة الجديدة واثارة الفتن في الشارع المصري وفي النهاية اعطت الضور الاخضرللاخوان بالاعتداء على مقرالحرس الجمهوري مؤكدة على عصام العريان (نائب المرشد ) والبلتاجي ضرورة حدوث الاحتكاك قبل الصباح لان السلفيين لن يستطيعوا عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة اكثر من ذلك .
ذكرني موقف السفيرة الامريكية بالقاهرة بموقف السفيرة الامريكية بالعراق ابريل كاثرين كلاسبي عندما طلبت مواجهت الرئيس صدم حسين على عجل قبل احتلاله الكويت في 2/8/1990  واعطته الضوء الاخصر بالهجوم على الكويت وفق خطة خبيثة دبرتها الادارة الامريكية لتوريط العراق باحتلال الكويت ومن ثم تدمير مرتكزاته الاساسية وقواته المسلحة وقد ابتلع صدام حسين الطعم وتورط باحتلاله الكويت ادى ذلك الى تدمير 50% من القوات المسلحة العراقية وتدمير مرتكزات البنى التحتية ، وكما فعلت السفيرة الامريكية بالقاهرة بتعاونها البناء مع الاخوان لاشعال فتيل حرب داخلية وتوريط القوات المسلحة بها كبداية لمستقبل غير معلومة ابعاده ، وشيىء بالشيئ يذكر فقد قامت الادارة الامريكية بالتعاون مع الحرس الثوري الايراني ومنظمة بدر الايرانية ابان انسحاب القوات العراقية من الكويت في 29شباط (فبراير)1991 بالسماح لها التسلل عبر المحاور العراقية الجنوبية والشرقية من ايران التوغل بالمحافظات الجنوبية وخلق الفوضى والتخريب بمنشآت الدولة واستهداف القادة والضباط والجنود العراقيين عند انسحابهم المرتبك من الكويت وقتلهم بدم بارد وهم عزل من السلاح في خطوة لاسناد القوات الامريكية   بتدمير الجيش العراقي .
اما الخطوة الثانية التي اتخذتها القوات الامريكية بعد احتلالها العراق في 9 نيسان (ابريل )2003 فهي حل الجيش العراقي الاصيل والقوي ذو السفر الخالد والمآثر العظيمة من اجل الحق العربي والاسلامي واحلال مليشيات طائفية معادية للعراق بدلا عنه ليخلوا لها الطريق في التصرف بهذا البلد  ، ناهيك عن قتل وتهجير منتسبيه من القادة والضباط ، اما الخطوة الاخرى التي قامت بها الادارة الامريكية في العراق هي تشتيت الوحدة العراقية وبث جذور الطائفية البغيضة فقد روج لها من المعارضة العراقية قبل الاحتلال في الخارج ان جنوب العراق سوف يستقبل قواتهم بالورود عند دخولهم العراق ويساعدهم على احتلاله وهذا لم يحصل بل على العكس فقد قاتلهم الجنوبيون اشرس قتال ادى الى طلبهم الاسناد بقوات اضافية ، استمر العراق متماسكا بوحدته الوطنية ولم يستطيع الاميركان استغلال الشحن الطائفي لشق الوحدة الوطنية العراقية الا بعد ان سمح لايران بتفجير مرقدي الامامين حسن العسكري وعلي الهادي في سامراء وسط العراق(وهي منطقة سنية تحتضن هذين الصرحين منذ أكثر من الف سنة )عندها تفجر الحقن الطائفي لدى الشيعة محملين السنة من قام بتفجير الامامين وحدث ما حدث بعد هذا العام من فتنة طائفية تزيدها الادارة الامريكية اشتعالا في كل حين بعد ان اوكلت ادارة  العراق الى ايران امنياً وسياسياً دون اكثراث لهذا المشروع الخطير للايغال بتدمير العراق دون ان يكون لها دور مباشر في ذلك  ،هذا الامر انعكس في تطوير مايسمى  الربيع العربي بعد ان وجدت الادارة الامريكية ان تدخلها المباشر في دولنا العربية لاداعي له ولكن يمكن الاستفادة من تدخلها  غير المباشر باشغال شعوب المنطقة بمشاكل ذات تاثير طائفي او عرقي وبالنتيجة ستتآكل هذه الشعوب من داخلها ووجدت ذلك افضل سبيل فهي تتدخل في العراق و ليبيا وسوريا واليمن ولبنان والسودان والان مصر بالشكل الذي يجري سعياً لتدمير الشعب والجيش المصري المتبقي من الجيوش العربية القوية  .
بكلمة اخيرة ...ان الاحداث الاخيرة في مصر واستهداف قوات الحرس الجمهوري اثبتت بشكل لايقبل الشك مخطط تفكيك وإضعاف والغاء الجيوش العربية لصالح القوى الاستعمارية ، ينفذه عملاؤهم في المنطقة ،وهذا المخطط بدأ تنفيذه من العراق ثم  اليمن وسوريا والان مصر آخر الجيوش العربية الصامدة والكفوءة لكي يكون الكيان الصهيوني هو الاقوى في المنطقة مما يسهل لها تنفيذ مخططات الولايات المتحدة والغرب وعدم  التفكير باستعادة وتحرير الاراضي العربية المحتلة ، ومع الاسف الشديد ان من يساعد ذيول الاستعمار هي تنظيمات تدعي تمثيلها للاسلام ولكنها كما يبدوا عصابات مافيا تنفذ مخططات واجندات غربية .... ستبقى مصر عصية قوية بشعبها وجيشها ضد كل قوى العمالة والاستعمار وستظل رايتها عالية خفاقة ترنو لغدٍ افضل ، ولتكن ارادتها دروساً مستفادة  لباقي شعوبنا المضطهدة في كل وطننا العربي الكبير واقول للعروبة لتكون مصر قدوتاً لنا كما هي دائماً ورحم الله شاعرنا ابو القاسم الشابي في قصيدته :

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر
كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر
ودمدمت الريح بين الفجاج وفوق الجبال وتحت الشجر:
إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المنى ونسيت الحذر
ومن لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر
مع تحياتي...وكل عام وانتم بخير

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

873 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع