د. محمد البرزنجي
مؤرخ عراقي كردي
يَحزّ في قلب كل حرّ غيور، أن يرى شعب مصر وقد تكالبت عليه الفلول والقوى والأمم من كل حَدَب وصوب، ومرافق الدولة تكاد تغرق في فوضى عارمة والبلد على حافة حرب اهلية لا سمح الله..
لمصلحة من يا حكماء مصر هذا السكوت القاتل ؟
ماذا تنتظرون أكثر مما رأيتم ؟
لقد رأيتم كيف يُسفك الدم المصري بأيدي مصرية ولأول مرة يسفك الجيش المصري دماء أبناءه ... دون اعتذار او ندم او عزاء... بالله عليك أيها الفريق السيسي لو قتل جندي إسرائيلي عن طريق الخطأ على حدود مصر كم مرة كنتَ ستعتذر الى الحكومة الإسرائيلية ؟
وكم كنت سوف تعزي وتواسي ذويه؟
فأين مواساتك لشعبك ؟
وقد قتل أبناءهم بأيدي جنودك حين صلاة الفجر
وبالله عليكم يا قنوات مصر الإعلامية الخاصة والعامة ماذا يعني صمتكم عما يجري ليل نهار من خنق للحريات وزج الناس في السجون وقتل للمتظاهرين في الشوارع؟
نعم كما قلت مرارا في مقالاتي واحاديثي وكما اكد نجل الأخ الرئيس مرسي لقد أخطأ الرئيس مرسي، ولكنه لم يُجْرم.... وكنتم أيها الإعلاميون تشتمونه علانية فلم يزج بكم في السجون.. ولم يأمر الشرطة والجيش بسحق الجماهير الغاضبة التي خرجت عليه (كما قال سابقه مبارك: شوية عيال امسحوا بيهم الأرض)....
فكيف كان وفاؤكم ؟
على أية حال الحديث ذو شجون
والشعب المصري كله في سفينة واحدة آيلة الى الغرق فليتفق جمع من الحكماء ممن لا مطمع لهم في السلطة فيصلحوا بين الطرفين.. ويُرجعوا برئيسهم معززاً مكرّماً الى قصرالحكم حقنا للدماء وحفاظا على المصلحة العامة
وعليه عندها أن يخرج بخطاب إلى الجماهير (كما سبق ان كتبت وقلت انا العبد الفقير)على إحدى القنوات قبل انقلاب العسكر وخلع الرئيس مرسي بالقوة .. بأيام: ليس أمامه الا ان يخرج أمام الشعب المصري فيقول بالحرف الواحد قررت كرئيس لدولة مصر ان أعيّن رئيساً جديداً للوزراء من غير الإخوان يرضاه جميع أطياف الشعب وليس الفلول.. وأن أتنازل عن بعض صلاحياتي له .. وعليه ان يشكل حكومة مشتركة ائتلافية ثم يعيّن الرئيس مباشرة موعداً لانتخابات رئاسية وبرلمانية لا تتعدى ستة اشهر
وبالرغم من كوني لا انتمي الى أي حزب او جهة ولم اكن يوما من الأيام من الإخوان المسلمين ولطالما انتقدت سياسات الإخوان لحكم مصر، ولكني اليوم وبعد الانقلاب العسكري على اختيار الشعب المصري: اقول كلنا الأخ الرئيس محمد مرسي.. وأقول أيضا للمتآمرين على التوجه الاسلامي في مصر ليس عزل مرسي نهاية للمطاف ولا زوال الإخوان يعني زوال الإسلام.. ولا يمكن حصر الاسلام العظيم بين دائرة لحزب سياسي اسلامي أو مدرسة فقهية معاصرة.. والله سبحانه قد تعهّد بحفظ دينه وإعلاء كلمته ونصرة عباده وصدق سبحانه
( مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ المُؤمِنينَ عَلىَ مَا أنْتُمْ عَلَيْهِ حَتّىَ يَمِيزَ الخَبْيِثَ مِنَ الطَيّبِ).
أخوكم المؤرخ العراقي الكردي
د. محمد البرزنجي
885 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع