د.سالم مجيد الشماع
لوحة كورونا:
كلمة كورونا: اطلق عند عامة الناس لمرضى فيروسي من سلالة فيروس سارس كوف -٢ واطلق عليه اسم كوفيد ١٩. فصار اسم المرض عالميا جائحة كورونا.
جائحة: هي كلمة ليست في قواميس اللغة العربية وانما هي مفردة استعملت حاليا اثر المرض كورونا لكي تتخطى مدلولاتها هيمنة الوباء التي في اللغة فالوباء هو كل مرض شديد العدوى سريع بانتشاره ولكنه محدود بجغرافيته يصيب الانسان والحيوان.
فجائحة هو مرض منشر يجتاح شعوب الأرض كلها ويصيب البشر في كافة مجتمعات العالم.
ينتشر بين الناس من خلال السعال او العطاس او التكلم او الغناء او التنفس بجزيئات او قطيرات كبيرة الحجم في الجهاز التنفسي, ويصيب العدوى من خلال الانف او الفم او العين.
اكثر اعراض المرض شيوعا هي الحمى والسعال الجاف والاجهاد وقد تزاد بآلام الحلق والصداع وألم المفاصل والدوخة وقد لا تظهر في بعض الحالات اية اعراض او تكون طفيفة.
ولكن هناك حالات اعراضها وخيمة مثل ضيق التنفس وانعدام الشهية وانخفاض مستوى الوعي واضطرابات النوم والاكتئاب او الهذيان ومضاعفات عصبية قد تصل الى التهاب الدماغ او السكتة الدماغية, وهناك حالات التهاب رئوي حاد متقدم ... فالحالات الشديدة تحتاج الى رعاية في المستشفى.
يتعافى المريض لمعظم الأشخاص نحو ٨٠٪ الذين اعراضهم بسيطة دون اللجوء الى المستشفى و١٥٪ من الذين تكون الاعراض شديدة ومضاعفات خطيرة تحتاج الى الاوكسجين, واما ٥٪ فتكون حالتهم حرجة فيحالون الى العناية المركزة.
يعتمد تشخيص المرض على فحص مسحة من مخاط الانف او الحلق او عينه من اللعاب.
الوقاية ضرورية عند انتشار الجائحة منها البقاء في المنزل لأطول فترة ممكنة, المحافظة على مسافة آمنة من الاخرين, غسل اليدين عدة مرات يوميا, لبس كمامة على الانف والفم, تهوية المكان, التباعد الجسدي, تعقيم اليدين بالكحول.
كثيرة المعلومات حول الجائحة وهي معلومات دقيقة ,ولكن أهمها على الاطلاق هي الوقاية على المستوى الفردي والمجتمعي إضافة الى معدات ومستلزمات الوقاية. ولأن الجائحة ليست مرضا عاديا فهي تحتاج دور الاعلام العالمي وتواصله مع كل دول العالم ... لان حتى في الأنظمة الصحية في جميع الدول المتقدمة هناك ضعف وخروقات في الوقاية والتشخيص والرعاية على المستوى الرقابي والعلاجي وادامة ما يحتاج افراد الشعوب من مصاريف الوقاية والطعام والعلاجات والبقاء في البيت دون عمل (نسبه الفقر تزداد والبطالة كذلك). ولوحظ بصورة واضحة افتقار معظم دول العالم الى المعدات الأساسية والوقائية والعلاجية وبصورة خاصة الفقيرة منها حيث سيكون سكانها بؤرة لانتشار الجائحة وهذه نقطة تعاني منها منظمة الصحة العالمية كما تعاني منها الدول الكبرى:-
١ـ حماية الفئات الضعيفة في الموارد.
٢- مواصلة الأنشطة الطبية.
٣- حماية العاملين في مجال الطب والصحة الوقائية.
٤- حماية الأشخاص الاكثر عرضة للمرض.
وهذا يقودنا الى ان نشير الى احد أسباب الجائحة الرئيسية وانتشارها حيث ظهر أولا في الصين قبل كانون الأول سنة ٢٠٢١ وتتهم أمريكا الصين بإخفاء الإصابات بالوقت المناسب. فكان من الاجدر ان تقوم الصين والدول الكبرى اولهم أمريكا وفرنسا وألمانيا وانكلترا لم يستطيعوا تثمين مدى خطورة الجائحة وفات عليهم الوقت عندما تسابق بعدها مختبرات البحوث عندهم لمعرفة حقيقة الفيروس وان الجائحة تفشت بسرعة هائلة وانهم لا يمكن ان ينتجوا اللقاحات ضد المرض اللازم بالسرعة الممكنة مع معدات ومستلزمات الوقاية والعلاج في دول العالم إضافة على شعوب دولهم.
السؤال: اما كان الاجدر بهم ان يوصلوا معدات المختبرات البحثية وصناعة اللقاحات المطلوبة لكافة دول العالم الثالث وحتى الفقيرة جدا بالسرعة الممكنة ... وفات الوقت ونتج عن ذلك موت كثير من الأشخاص وقصور في الصحة الجسمية والعقلية والنفسية وفي المجال الاقتصادي ايضا.
(اجمالي عدد الحالات في العالم ٤٩١ مليون, ومجمل عدد الوفيات ٦.١٥ مليون – تحديث ٣ نيسان ٢٠٢٢ – منظمة الصحة العالمية). وفي العراق وحده اجمالي الإصابات ٢,٣٢ مليون. وعدد الوفيات ٢٥,١٧٣ (بنفس التحديث).
اللوحة:
هناك مريض لديه قسطرة لإعطاء الاوكسجين عن طريق التنفس الفموي وكمامة تلبسها ممرضة وفتاة باكية على ما أصاب من أهلها. وهناك امثلة رمزية للفايروس كوفيد-١٩ – وقانا الله شره – وهذا دعاء لطمأنه انفسنا ... ولكن وجوب الالتزام بالوقاية والعمل (المسؤولون من الكوادر الطبية والبحوث) الدؤوب على إيقاف سلسلة الطفرات لهذا الفايروس.
د سالم مجيد الشماع
٦\٤\٢٠٢٢
938 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع