مصر بدون مرسي

                                       

                         علي لطيف الدراجي

يوم جديد تواعد عليه المصريون وكانوا يتمنونه على شرط ان يكون بدون محمد مرسي وهذا ماافرزه الموقف الصلب للشعب وهو يقود روعة يومه للخلاص من كابوس الاخوان.

اكثر من رائع ذلك الموقف الكبير والتلاحم اللامحدود لكل فئات المجتمع وهم يملأون الميادين لتحقيق مطالبهم في مشهد حير القريب والبعيد واربك العدو قبل الصديق لتنجلي غمامة الشك بعمل بطولي جاء بعد جهد وصبر كبيرين.

العمر الاخواني الذي لم يتجاوز العام كان مليئاً بالاثارة ، واذا كان مرسي يتفاخر بثمة ارقام قرأها على الملأ في خطابه اليتيم فأن الواقع كان يشير عكس ماتفوه به ، خصوصاً انه تحدث عن قفزة غير معقولة في مستوى المعيشة والرواتب والوضع الاقتصادي العام طيلة 60 عام مضى !!
على كل حال ، الرجل اصبح في خبر كان ولكن حلم(بوكره) بحاجة الى عمل وخطأ الصناديق الذي ارتقى من خلاله مرسي دفة الحكم بحاجة الى حكمة اكبر كي يصل من هو بمستوى طموح شعب لايهوى الطيش والخطابات والوعود الكاذبة ، اضافة الى ترميم ماخربه البعض تحت غطاء الشرعية والبناء والنهضة والتطور.
اذا كان درس مبارك بعقوده الطويلة قد اكتوى بناره المصريون وتجرعوا مرارته فأن درس مرسي وجماعته كان اعظم منه بكثير لأن عام واحد من مرسي اثقل هموم المصريين واقلق ارواحهم لأن سلوك مرسي والاخوان كان مكشوفاً بأنها اجندة من خليط الماضي وشهيق القضبان وسنوات الحرمان وكأن شعب مصر هم من كان يحاصر نواياهم يوم كان مبارك رئيساً للجمهورية رغم احقية مبارك في تضييق الخناق على الاخوان لأنه كان يرى فيهم خطراً كبيراً على مستقبل مصر.
ورغم العثرات وحالة الخصام التي يراها المصريون بأنها كفيلة لوضع حد للأخوان كي لايتطاولوا من جديد او يحلموا بالعودة الا ان الامل لايزال معقوداً على البعض منهم ، اذ لربما ليس كل الاخوان كانوا على خط واحد من المرشد او مرسي وكذلك لأن المرحلة القادمة بحاجة الى تقارب اكبر لوجهات النظر وتركيز الجهود تجاه مستقبل جديد خال من المطبات ولأن حب البلد بحاجة الى التسامح واعطاء الفرصة كي يظهر الكل حسن نيته تجاه بلده وتاريخه في مرحلة تكاد تكون حرجة ومصيرية.
مصر الان باتت بدون مرسي واضحت على شمس يوم ملئ بالامل ولكن لكي تكتمل الجهود على الجميع ان يدرك بأن الحفاظ على ثورة واحدة كان عملاً مضنياً والان على المصريين ان يحافظوا على ثورتين وهي ثورة الاصلاح التي لم يفهمها البعض وثورة الخلاص التي لابد ان يفهمها الجميع.

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

955 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع