عبدالله عباس
كلمات على ضفاف الحدث: وهذه الحكاية ...!
المجتمع الكُردي ‘ كجميع مجتمعات المنطقة ‘ عانت من ظلم (السيد الأقطاع) الذي يسمى عندهم (آغا) ‘ ففي اية منطقة كانت واقعة تحت سيطرة (ألاغا) كل شيء مباح له ولاسرته ‘ وإلأقتراب بأي سوء له ولمكانته و أسرته جريمة لاتغتفر ‘ فيروى : في أحد المناطق ‘ و(آغا – سيد القوم) وفي أحد ألاعياد عندما أصطف الناس ليقدموا التهاني عن طريق (تقبيل اليد) ‘ فكان راعي القرية معه إبنه فتكرم آلاغا وأهدى (عرقجين–طاقية) إلى الطفل ! ومرت الأيام وفتح بموافقة من (آلاغا) مدرسة في القرية ‘ ودخل إبن الراعي المدرسة ‘ وأكمل مرحلة الإبتدائية بنجاح وذهب إلى المدينة لاكمال مرحلة المتوسطة ‘ وفي المدينة فتح الولد عينه وشعر بأن الوعي هوطريق الخلاص من جبروت الآغا ‘ وفي أحد الايام وهو في زيارة الآهل في القرية وهو يسير مع والده صادف موكب الآغا يتجول والناس يسلمون عليه بتقبيل اليد وبخشوع ‘ عندما وصل الراعي إلى آلاغا و قبل يده وآمر الإبن ليفعل كذلك ‘ ولكنه رفض ولم يقبل اليد بل ابتعد عن الموكب وترك الوالد والموكب ‘ وفي مساء ذلك اليوم حضر إثنان من خدم الآغا وجلبو الراعي وإبنه إلى (الديوه خان) ... والآغا بدء يحاسب الولد ويذكره باليوم الذي اهداه (الطاقية) قائلاً وبعصبية : ( لماذا لاتحترمني ألَستَ الوحيد الذي اهديتكَ طاقية ‘حتى لو جوعان عطشان ؟ ولكن اني اهديتك طاقية ‘ ابوك يرعى غنمي ويتعب صحيح ؟ ولكن أني اهديتك طاقية ‘ بيتكم صغير وانتم عائلة كبيرة ولكن أنا أهديتكَ طاقية .......ألخ) وهكذا كان آلاغا يؤشر كل مأسي حياة الولد وعائلته كأن لسان حاله يقول رغم كل ذلك ولاني أهديتكَ طاقية وأنت طفل عليك و والدك والعائلة كلها ان تبقون مُدينين وخاضعين لي ....! تذكرت هذه الحكاية بعد أن مرت سنوات وسنوات وتغيرت الكثير من الأمور في حياة المجتمعات والشعوب ‘ ولكن الغريب في مراجعة مراحل التغييرات ‘ وانتهاء عصر إلاقطاع الصغير ‘ ابتلى الناس والعباد في البداية بمجموعة من الاقطاعيات على مستوى الكون وكان الصراع يدور تحت عنوان (الحرب الباردة!) مع أن في الكثير من مناطق العالم دارت الحروب الدموية والمذابح الجماعية تندم لها جبين الإنسانية ‘ إلى أن وصلنا إلى عصر العولمة يديرها أقطاعي كبير يسمى إلامبراطورية الأمريكية و إدارتها تشجع تحويل العالم إلى واحه مباحه أمام كل من له إمكانية تحقيق مايريد دون رقيب ‘ وتروج لـ (معنى العولمة ) بإتجاه تقويض كل معاني السيادة الوطنية للدول ‘ حتى الدعوة إلى إعادة النظر في مفهوم الدولة الوطنية والعمل من أجل إعفاءها من بعض الصلاحيات أو تحجيم دورها في بعض الميادين ودفعها للامتثال وإلانسجام مع النموذج الكونى (ولايعنى هذا النموذج إلا الولايات المتحدة الأمريكية !!) في المجال السياسي و الإقتصادي والإجتماعي ‘ إلى تحذير العالم من التراخي في فن التعامل مع ظاهرة (الصحوة الدينية ) في العالم وتهديد هذه الصحوة لـ (حضارة الفكر البشرية المعاصرة في حرية الإختيار) والويل لمن لايلتزم لهذا الإنفتاح في عالم الجنوب عموماً و الدول الغنية بالموارد الطبيعية فيها على وجه الخصوص ‘ وأتذكر أنه وبعد إحتلال العراق كيف كانت تهتم إدارة الإحتلال بعقد الندوات لبعض النخب الشبابية دربهم قبل الإحتلال في الغرف المغلقة تم غسل دماغهم من كل معاني الانتماء الوطني و كانوا يتحدثون (للجمهور) أن يَعوُا لمواجهة أي محاولة لاحياء روح الوطنية الكلاسكية في العراق !! مع ذلك ترك العراق في اتون الصراعات الطائفية وبدعة المحاصصة ‘ مشابهاً تصرفاتها الوحشية بما فعله الاقطاعي متاباهياً بأنها (لبس العراق طاقية التحرير ) !! وفتح اقصر طريق لنهب طويل الأمد .
• ومختصر المفيد:
إذا كان قانون الفيزياء يقول: إن الضغط يولد الانفجار، فقانون الاجتماع يقول: إن الضغط يولد النفاق الاجتماعي / خبير في علم الاجتماع
1179 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع