فوزي البرزنجي
حكاية صورة و التي تعادل ألف كتاب
في نهاية شهر شباط سنة 1988 قام الجيش العراقي الباسل قبل 34 سنة بعمليات عسكرية في قاطع السليمانية في المنطقة الحصينة جغرافياً معقل بيشمركه حزب الإتحاد االوطني الكوردستاني شمال غرب السليمانية المنطقة المحصورة بين طريق ( السليمانية – جوارته) شرقاً و سلسلة جبال (أزمر- سورداش) جنوباً وطريق( السليمانية – دوكان) غرباً وطريق (كاريزا – مالومه – دوكان) شمالاً لتطهير المنطقة من المتعاونين مع الجيش الإيراني في حوض ماوت وكتبنا مقال عن هذه العملية العسكرية ونشر في مجلة الكاردينيا الثقافية الألكترونية تحت الرابط أدناه :
https://www.algardenia.com/terathwatareck/5817-2013-08-09-21-00-35.html
العملية العسكرية الأستباقية التي أجهضت أحتلال مدينة السليمانية
كانت مهمة لواء المشاة التاسع عشر الذي تشرفت بقيادته طيلة خمس سنوات من عمر الحرب العراقية الإيرانية تطهير حوض جوقماغ من المتعاونين مع الجيش الإيراني ،
بعد إنتهاء فصل الشتاء وحلول فصل الربيع ينمو في جميع أراضي الشمال الحبيب نبات أسمه (كعوب) يجمع من الأرض ويستخدم كغذاء من قبل المواطنين ، أغلب سكان قرى المنطقة تركوا قراهم قبل بدأ العمليات العسكرية ، في أحد أيام نهاية شهر نيسان أو بداية شهر آيارإتصل مساعد الفوج الثالث بغرفة حركات مقر اللواء في حوض جوقماغ ، أخبر ضابط الركن في غرفة الحركات بمشاهدتهم شخص أسفل سفح جبل ( دروكاني خلان ) الشمالي يقوم بجمع نبات الكعوب من الأرض ، أخبرني ضابط الركن بالحادثة بدوري أوعزت إلى سرية هندسة الصولة يرافقهم ضابط أمن اللواء بتفتيش المنطقة بحذر مع مراعات عدم التعرض للأشخاص الذين سيعثرون عليهم ، وخلال عملية التفتيش وجدو إشكفته في سفح جبل ( دروكاني خلان ) يتواجد فيها رجل كبير السن مع ثلاث نساء أيضاً كبيرات السن يعيشون في هذه الشكفته أحضروهم إلى مقر اللواء مرعوبين خوفاً أحضرنا أحد منتسبي مقر الواء الذي يجيد التحدث باللغة الكردية ، أمرت بتقديم طعام مع شاي لهم من مطعم الضباط و طمأنتهم بأن لايخافوا وسوف لن يصيبهم أي أذى .
بعد فترة ساعة أو أكثر قدم قائد الفرقة الرابعة الشهيد المرحوم اللواء الركن عصمت صابر بطائرته السمتية يتفقد القطعات لعدم وجود طريق للعجلات شاهدهم عند نزوله من الطائرة وتحدث معهم فيما إذا لديهم أقرباء في مدينة السليمانية ويعرفون محل سكنهم وعند مغادرته أخذهم معه بالطائرة السمتية وبعد وصول الطائرة إلى مقر الفرقة أوعز بإصالهم بسيارته الخاصة إلى محل سكن أقربائهم في مدينة السليمانية ، في نهاية العملية العسكرية سميت ب ( الأنفال ) أصحاب الضمائر الميتة ملئوا وسائل الإعلام الدولية زعيقا بإن الجيش العراقي قتل الأكراد ، هذه الصورة تعادل ألف كتاب من الكتب التي ألفها المأجورين للطعن بسمعة الجيش العراقي الباسل .
أحد الأخوة من ضباط الجيش العراقي الباسل تواصل معي عبر المسنجر و أرسل هذه الصورة ليذكرني بهذه الحادثة بعد 34 سنة من وقت حدوثها .
اللواء المتقاعد فوزي البرزنجي
19/ 1 / 2022
1004 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع