الدكتور صلاح رشيد الصالحي
الحضارة الحثية/ تأليف :نخبة من الباحثين الأجانب
ترجمة /الدكتور صلاح رشيد الصالحي
تخصص: تاريخ قديم
بغداد 2022
صدر هذا اليوم الاحد 9/1/2022 كتاب بعنوان (الحضارة الحثية) تأليف نخبة من الباحثين الأجانب، وترجمة الدكتور صلاح رشيد الصالحي، يتناول الكتاب (32) بحثا منشورا من قبل اساتذة أجانب لهم مشاركات في التنقيبات الاثرية في المواقع الاثرية للمملكة الحثية وعاصمتها حاتوشا في بلاد الاناضول (تركيا الحالية)، أو بحوث تتناول ترجمة النصوص القديمة الحثية في ارشيفات حاتوشا ممن يجيد اللغتين الحثية والأكدية، وقد باشرت بهذا المشروع الثقافي منذ ما يقارب عشرة سنوات، وخلالها عملت على تنوع البحوث التي ترجمتها لتشمل بعض مفردات حضارة المملكة الحثية، وكان لابد من اختيار البحوث بدقة لتضم شتى مجالات المعرفة بهذه الدولة التي نشأت من (1620-1200) ق.م، وكان لهذه المملكة وجود في الشرق الأدنى القديم سواء في النشاط العسكري، أوالدبلوماسي، أوالنشاط التجاري، وحتى تبادل الخبرات المستوردة من ممالك اقدم منها حضاريا من بلاد الرافدين، أو مصر، أو الحوريين، كما اقتبس الحثيون الخط المسماري ودونت به لغتهم الحثية فاستعانت بكتبة من بلاد الرافدين أو من مدارس شمال بلاد الشام، وأيضا اعتمدت في الكتابة على الالواح الطينية لتدوين رسائلهم، وحوليات ملوكهم، والاساطيرهم، كما اقتبست الخط الهيروغليفي ونقشت به النصب الصخرية التي تمجد منجزات ملوكهم الحربية، كما اقتبسوا أسلوب النحت من بابل فهناك رسالة من حاتوسيلي الثالث الملك الحثي يطلب من كدشمان-انليل الثاني ملك بابل ارسال نحاتين إلى حاتوشا العاصمة الحثية، كما تاثرت اساطيرهم بالثقافة الحورية والرافدينية فعرفوا اسطورة كلكامش، وقد ورد في رسائل ملوكهم المتبادلة مع ملوك بلاد الرافدين ذاكرين فيها أسماء الكتبة من بابل وآشور، والأطباء من بلاد الرافدين ومصر، والمعزمين، والنحاتين، كما جرت مصاهرات بين ملوك حاتتي من جهة واميرات بابليات من جهة اخرى، وهناك مصاهرة رعمسيس الثاني فرعون مصر من ابنة حاتوسيلي الثالث الملك الحثي، كما عقدت معاهدت سلام وصداقة مع بابل، وايضا معاهدة سلام بين مصر والحثيون ولا زالت بعض فقراتها منقوشة حاليا عند مدخل مجلس الامن في نيويورك باعتبارها افضل معاهدة سلام وصلتنا لحد الامن.
على اية حال هذا الكتاب أول بادرة في مجال الترجمة لبحوث المملكة الحثية، وحتما سيكون مشجعا للأساتذة ممن يجيدون اللغة الأجنبية بالخوض في هذا المضمار خدمة للعلم ومساعدة الباحثين في الوطن العربي، خصوصا ان الدراسات الحثية تجد لها اقبالا بين طلبتنا في الدراسات الماجستير والدكتوراة في الجامعات العراقية والمصرية، وأخيرا اتمنيى ان يحقق هذا المنجز العلمي نجاحا بين الباحثين من اجل مواصلة الكتابة والترجمة لتاريخ وحضارة المملكة الحثية، ومن الله التوفيق.
973 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع