أحمد طابور
جاءنا خبر من كربلاء وأي خبر جاء لكربلاء الحزن السرمدي ، فمن المؤكد لا تنقل لنا غير البكاء فلانها الأرض التي روت ترابها من دماء السعداء من دماء أبي الأحرار الحسين ، فكان ان أصبحت مدينة لا تحترف الا الحزن والبكاء فتلك أرضنا تلك هي كربلاء .
الغريب رغم توق الإنسان الى الفرح والسعادة كغريزة مرتبطة بوهج الحياة الا ان الذي يرتوي من ماء كربلاء ينشد إليها رغما عنه ويذوب في حزنها السرمدي وعلى اثرها يكون غالبا مستعدا للموت من اجلها، وبالماضي القريب وبمثل هذه الأيام توج أبنائها البررة محبتهم وذوبانهم الروحي لكربلاء بانتفاضة عارمة أحرقت جبروت صدام وإحالته الى حطام يركن في أزقتها القديمة وكان ان يوجد أبطال مرغوا وجه الدكتاتور بوحل الهزيمة والفضيحة ومنهم رياضي جميل مبدع دمث الأخلاق يحمل قلب طفل ووثبة نمر هو محمد عباس الشهير بابي سمية ، واسوة بإخوانه الأبطال وبعد انكسار انتفاضتهم المجيدة نتيجة تخاذل من تخاذل وهروب من هرب وتأمر من تأمر ، اضطرت جموع الأبطال لان تودع الأحباب منهم من اصبح رقما في مقابر المقبور صدام الجماعية ومنهم من تلحف المنافي حالما بعودته لكربلاء مدينة الحب والبكاء .
عودة محمد عباس ( ابو سمية )
عاد محمد عباس قادما من هولندا الى دياره العزيزة الى كربلاء بعد ان ذاق عذاب فراقها لسنين وسنين حالما ان يرسم من حزنها لوحة لشبابها تعزز فيهم روح محبتها وبلا مقابل غير بسمة من هذا وحب من ذاك ، فقتلوه! وفي شعبان التي تصادف ذكرى بطولته الانتفاضية حينها لم يستطع المجرم صدام ان يقتله فقتله اخوته ياللعار !
من قتل البطل ؟
فُتِش عن القاتل بين لوائح المجتمع فبزغ اسم القوات الأمنية وتحديدا قوات " سوات" نفر ضال منهم مارس بوحشية بالغة طرق الضرب فتمدد على اثرها البطل غائبا عن ما يدور حواليه حالما بصفوة عابرة تجسد الأشياء البعيدة حبا ورياضة واحترام فتمدد يصارع ضراوتهم بتنفس لا يجاري نقص الأوكسجين الذي طالما وفره للآخرين " الأوكسجين مهم لدوران الدم وبالتالي نحصل على لياقة عالية " كانت جزء من حكمته التدريبية ، لكن عصا ال ( السوات ) حرمت رئتيه ان يصل لها الأوكسجين وبالتالي توقف القلب الرياضي القلب الذي ينبض حبا لهم توقف عن العمل معلنا اعتزاله المبكر ومفارقا بدون تلويحة وداع .
نحن من قتل البطل !
عجبي من يضع باللائمة على نفر ضال من قوات ( سوات) او على القوات الأمنية رغم اني اسجل لبعضهم الشكر والتقدير لمواقفهم ومحاولاتهم المستمرة لوقف نزيف الدم وحفظ سلامة المواطن العراقي وامنه على الرغم من تعسف بعضهم مستمدين ذلك من التربية الخبيثة لنظام المقبور صدام ،فالعجب يكون بان اللائم لا يوقع باللائمة علينا وعليه ذاته لان تمادي ممارسة تذليل الناس وتخنيعهم لا يخرج هكذا من الجدار بل الظلم يخلق بالاستكانة والابتعاد السلبي عن تشخيص الظلم والانتهاك ومبدأ ( الشعلية والمعلية) فيتفرعن الظلم مادا أغصانه المريضة صوب الأزهار التي تنضح بالحياة محاولا خنقها والتمدد على مساحاتها الملونة ، وهذا ما حدث ويحدث وسيحدث ، سيخنقنا سكوتنا كما خنقنا البطل محمد عباس وعليه بان من قتل البطل نحن لا هم لأننا منذ ان اعتلت أجسادنا خرائط الخنوع تمادت الضباع وانقظّت لتقضم بقايا حياة وعليه دعونا ان نصرخ وبأعلى أصواتنا لا للظلم لا للموت نعم للحياة .
وكما قالوا "الذئب ما كان ليكون ذئبا ما لم تكن الخراف خرافا"
احمد طابور
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
875 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع