اوراقي في الصحافة والحياة

                                    

                          د.رعد العنبكي

            

هبة عراقية من سماء انكليزية

اوراق صيغة قلادات صدق ورأي  عن 55 عاما مضت

(جنكل )  معاصرة في كتاب  اوراقي في الصحافة والحياة

          

عندما بدأت يومي ..كنت اتوقعه يوما روتينيا كجميع أيامي في قريتي الأنكيزية الهادئة  , ولكن المفاجئة الرائعة قد  ايقظتني الإستثنائية  في يقظتي القلقة ,  وانا ما انفك اتابع اخبار بلدي الحبيب العراق , وأتأسى لها ..فقد استلمت في صباح يومي الجميل المشمس كتاب  الاستاذ صبري الربيعي   القيم الموسوم ( اوراقي في الصحافة والحياة )

تنبهت الى طرقات  على الباب , وعندما فتحته  فاذا به  ساعي البريد,  وقال لي لك ارسالية من بغداد , وقد استغربت  عندما  وجدته يتكلم اللغة العربية  ,والاكثر من ذلك الارسالية نفسها  ,فلم استلم اي رسالة او ارسالية من وطني الحبيب لمدة ( 25 ) عاما  ..ويالها من ارسالية  مصدرها  بغداد أمّنا  , وبيد ساعي بريد خاص  عراقي  الصورة  والروح واللغة  ,وهو يحمل صندوقا متوسط الحجم مغلقا باحكام تفوح منه رائحة عطر فواح ..استلمت الصندوق بعد ان اخذ توقيعي بالاستلام  معتذرا عن تناول الفطور معي لمشاغله

في الحقيقة  قد كان شعوري مزيجا من الدهشة والاستغراب والفرحة العارمة , كيف لا ؟  وهي المرة الاولى التي استلم ارسالية من وطني العزيز, وبعد فترة طويلة منذ الاحتلال الغاشم لعراقنا الحبيب.

وقبل تناول فطوري , اسرعت في فتح الصندوق الفواح  بعطر ملء بيتي , واذا بداخل الصندوق هدية اخي العزيز الاستاذ  الرائد الصحفي صبري الربيعي  كتابه  الثمين الشيق ( اوراقي في الصحافة  والحياة ) وكذلك مرفق مع الكتاب ذلك  القطعة من العطر الفواح

شكرت اخي العزيز ابو رغيد , وقد بدأت قراءة  هذا السفر الكبير الذي حمل مذكرات كاتبنا الربيعي , خلال مايربو على 50 عاما مضت , بكل احداثها وتناقضاتها وصراعاتها سياسية كانت ام  ثقافية اجتماعية ..ولم أفق  من عالمه الساحر  اسلوبا ومضامين حتى انهيت  التهام مضامينه  , مانحا نفسي  الاستسلام الى مهارة لغوية راقية واسلول روائي  , اخذت على الاستاذ الربيعي عدم اتحافنا من قبل بروايات  , ترفع من مستوى الرواية العراقية  , في عوالم الابداع والسمو ..ولم استطع تركه جانبا  ,لانه يشدك اليه لما فيه من قصص وحكايات لاتصدق ! ولكنها الحقيقة واقولها بصدق الصادقين , لقد وجدت  فيه  ما يرتفع بالكتابات المقروءة عن هذا الكتاب  , كونه من تلك الكتب  الآخذة بلب القاريء , والملبية لأهتماماته في فترات هامة من تأريخ العراق  , والرائع في الأمر اني كنت شخصيا على اطلاع بكثير من الاحداث , كما حمل لي معرفة بالأكثر من الوقائع والأحداث التي طمرها الزمن عني  وعن جيلي والاجيال اللآحقة حتى الساعة ..كتاب لايمكن اغفاله , واتمنى علي هيئات التدريس وعمادة كليات الاعلام  , اعتماده في مناهجها كنموذج للكتابة المازجة بين رواية التاريخ باسلوب معاصر, واسلوبية الادب السياسي , لما حملته مضامينه من  اجواء مهنية صحفية ,واساليب كتابة المادة الصحفية , واجواء العلاقات داخل الوسط الصحفي  كما اني قد وجدته  نبعا صادقا صافيا لطلاب الصحافة والسياسيين والمؤرخين في شؤون العراق الحديث , باعتباره (موسوعة علمية اخبارية ) متكاملة  عن العراق  واحداثه وتناقضاته , وما جرى وراء الكواليس من معلومات تشد القارئ الكريم طوال الوقت ,

وانا شخصيا  قد أمضيت عمري في الدراسة والبحث  , واكملت دراسة اكثر من ستين كتابا  , وفي كل مادة او موضوع  تجدني أحاول الإنصراف وبسرعة , لكي انتقل لموضوع اخر,  ولكن كتاب الاخ العزيز  الاستاذ صبري الربيعي ( اوراقي في الصحافة والحياة )  وجدت فيه من المتعة والفهم , وسرد الاحداث باسلوب لايستطيع اي كاتب من ان يصوغ مثله  , وكم  أحزنني إكمالي قراءة الكتاب  , والله شاهد عليّ حين أقول فقد عشت احداث العراق واخبار الصحافة ومايدور بداخل بناياتها من خلال  وفاء صادق وراق للكلمة , وايراد فريد للحقائق بشجاعة وجرأة  وصراحة  نحن أحوج مانكون لها  , وكأنها عالم جديد عليّ , لم اعتاده او ألجه  , وقد  وصفته بعالم الغابات الموحشه ( الجنكل ) ضمخه فكر وقلم الاستاذ الربيعي .

وفي الختام ادعو استاذنا العبقري والرائد صبري الربيعي  بان يتحفنا بالجزء الثاني  ,وكذلك ادعو جميع المعنيين بشؤون الصحافة والثقافة  لدراسة هذا الكتاب الثمين , الشيق . والممتع , والمفيد

وشكري لكل من ساعد في انجاز هذا الكتاب , وشكري الاجزل للكاتب والصحفي الرائد  الاستاذ صبري الربيعي والشكر الجزيل موصول الى نجله البار الاعلامي الاستاذ رغيد صبري

ولكم مني اطيب المنى

اخوكم المخلص

الدكتور

رعد العنبكي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

967 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع