سعاد عزيز
مالجديد في التجربة الصاروخية الجديدة لطهران؟
يطغي التشاٶم بقوة على محادثات فيينا وليس هناك من يمکن أن يتوسم بها خيرا، بل إن ميخائيل أوليانوف، ممثل روسيا في اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، المعروف بميلانه لصالح النظام الايراني في تصريحاته، قال بحسب مانقلته عنه وكالة تاس الروسية للأنباء، يوم الاثنين الماضي، إن أحد الموضوعات التي نوقشت في المحادثات كانت أجهزة الطرد المركزي التابعة للنظام الإيراني في المواقع النووية لتخصيب اليورانيوم. وقال:" ماذا يمكننا أن نفعل بأجهزة الطرد المركزي هذه؟ أحد الخيارات هو إخراجها من إيران. خيار آخر هو تدميرها، والخيار التالي هو تخزينها وختمها تحت رعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية."، وهذا مايدل على موقف ووضع النظام الايراني ليس على مايرام خصوصا وإن کبير مفاوضيه سارع في تغريدة له بإلقاء اللوم على الدول الکبرى والسعي لإظهار نظامه بموقف الحريص المخلص، ولکن لايبدو إن هناك في العالم کله من يمکن أن يصدق النظام الايراني!
في ظل هکذا أوضاع، فإنه يبدو بأن النظام الايراني يستعد لإطلاق صاروخ فضائي وفقا لأحد الخبراء وصور الأقمار الصناعية نشرتها وكالة AP الأميركية. ويأتي الإطلاق المحتمل من قاعدة الإمام الخميني بعد أن عرضت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية قائمة بإطلاق الأقمار الصناعية المقبلة المخطط لها في إطار برنامج الفضاء المدني لإيران، والذي عانى من سلسلة من عمليات الإطلاق الفاشلة، بحسب وكالة AP الأميركية. وقال جيفري لويس، الخبير في مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار والذي يدرس برنامج طهران، إن كل هذا يتناسب مع التركيز المتجدد على الفضاء من قبل الرئيس الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي.
الجديد في هذا الخبر، والذي يأتي في خضم تدهور موقف النظام الايراني في المفاوضات النووية وتوجيه الاتهامات الدولية له لممارسته المراوغة والخداع في المحادثات، کما إنه يأتي في ظل سخونة الجبهة الداخلي ضد النظام ولاسيما شريحة المعلمين التي إنتفضت يوم 13 ديسمبر الجاري بقوة ضد النظام، فإن تجربة صاروخية للفضاء هدفها هو حرف الانظار عن تدهور المحادثات النووية من جانب وعن الاوضاع الداخية المتفجرة من جانب آخر، خصوصا وإن وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق باتت تنشط بصورة غير عادية وصارت تلعب دورا فاعلا ومٶثرا على الشارع الايراني في سائر أرجاء إيران.
النظام الايراني الذي يحاصره حالات الفشل والاخفاق على مختلف الاصعدة ويواجه أزمة عميقة حادة لايجد لها من علاج، فإن لجوئه الى هکذا لعب وسيناريوهات فارغة خيار يفرض نفسه عليه ولاسيما إنه لايمتلك سبيلا لمواجهة أزماته وإيجاد حلول لها!
1054 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع