سلام مسافر
مزحة خروشوف النووية!
اثناء زيارته المشهورة الى لندن في نيسان/ ابريل 1956 مع المارشال نيكولاي بولغانين رئيس الوزراء ، تجاذب الزعيم السوفيتي نيكيتا خروشوف، أطراف الحديث، بعد العشاء ، مع الملكة إليزابيث وزوجها فيليب،وعدد من وزراء صاحبة الجلالة.
تحلق الجمع حول مدفاة في قصر بيرمنغهام البارد حتى في الصيف.
لم تكن fireplace، مشتعلة، لكن خروشوف المعروف بقفشاته اللاذعة، سخّن الجلسة الودية، قائلا للملكة الشابة آنذاك، باسلوب هزلي::
" تعرفين صاحبة الجلالة، حين حسبنا كم تحتاج الجزر البريطانية من قنابلنا النووية لاغراقها تماما في البحر، أكتشفنا ان الامر لا يحتاج لأكثر من قنبلتين!"
قهقه راعي الغنم الذي تعلم القراءة والكتابة متاخرا . وراقب رد فعل صاحبة الجلالة التي لم يسعفها البرود الإنكليزي المعهود، فشهقت مرتعبة ، ولم يخفف من روعها غير تعليقات فيليب المعروف بحبه للفكاهة.
لم تترك دعابة نيكيتا خروشوف الثقيلة ، وفق كتاب سيرته، اثرا أبعد من مدفأة قصر برمنغهام، لكن دويها، تفجر بعد شهور، وتحديدا في اكتوبر/ تشرين أول من نفس العام.
ففي هذا الشهر، شن الثلاثي، إنكلترا وفرنسا وإسرائيل، العدوان على مصر، عقابا على تأميم قناة السويس.
عندها، أمر خروشوف سفيره في لندن، ان يلتقي وزير الخارجية البريطاني، وان يذكره بالجلسة عند مدفأة قصر برمنغهام.
استعاد وزير الملكة اليزابيث، وقائع تلك الأمسية، بكل تفاصيلها، وتوقف عند نكتة خروشوف النووية، وفهم الرسالة .
في هذه الاثناء، صدر إنذار بولغانين الشهير، الذي أوقف في غضون 24 ساعة العدوان الثلاثي على مصر.
فصاحبة الجلالة، لا تريد لجزرها الغرق، ونكتة خروشوف، لم تكن مزحة!
1076 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع