يوسف علي خان
نعم الغش يملأ كل فراغ بيتك وما يحتويه من عدد وادوات وما تستعمله في حياتك اليومية حتى في اماكن عملك فالقلم الذي تكتب به فهو نوع رديء... والورق الذي تكتب عليه ايضا رديء..
والكمبيوتر الذي تستعمله غير كفوء... وادوات مطبخك أنت ياسيدتي في كل ما يحتويه نوع رديء من قدور وخلاطات وافران .... كل ذلك بفضل التجار المستوردين ....إذ لم يعد هناك شيء يصنع داخل وطننا وما بقي فهو في طريقه للتدمير فكيف يمكن أن يصنع شيء داخل البلد وهو بحاجة الى معمل ومكننة تصنعه وهي جميعها تتحرك بالكهرباء وليس هناك كهرباء فتوقفت الصناعة وبدأ الاستيراد يهل علينا من كل حدب وصوب ... وهو أمر ليس بجديد... فقد بدأه القائد الضرورة بعد تصريحه المشهور الذي قال فيه (( أنا بامكاني أن اجعل العراق مثل سويسرا واحسن منها ولكني اريد أن اعلم العراقيين على الكونة )) أي القتال..... فقد جلب خطابه الخراب والدمار للعراق وتوقفت عجلة التصنيع التي انتعشت والحق يقال بشكل جيد في زمن (((البكر))) مع كل أخطائه... وهو الرجل الذي اطاح به صدام بامر من الامريكان لكي يدخل البلاد في اتون الحروب.. فدمر العراق وصناعة العراق فتولت حاشيته واعوانه وعلى راسهم اولاده تجارة الاستيراد واحتكروها بهم فقط.... فاستوردوا اسوا البضائع وغابت على اثرها الصناعة الوطنية عن الانظار وحلت محلها الصناعة الاجنبية الرديئة إذ لم يعد بالامكان استيراد البضائع الجيدة بسبب انخفاظ سعر الدينار العراقي نتيجة لنشوب الحروب ونفاذ الخزين من الارصدة فقد بيعت اطنان الذهب المخزون لشراء الاسلحة فتهاوى سعر الدينار العراقي .. فبعد أن كان قد رفعه عبد الكريم الى 777/3 دولار للدينار العراقي الواحد أي ما يقارب الاربعة دولارات فقد غدى العكس في عهد صدام فاضحى سعر الدولار الواحد 000/3 دينار عراقي فلم يعد بامكان المستورد العراقي استيراد البضاعة الغربية الجيدة فقد اضحت مرتفعة السعر بالنسبة للدينار العراقي المنهار اضافة لانخفاض دخل المواطن العراقي الى ادنى الدرجات إذ اضحى راتب الموظف لايزيد عن ثلاثة دولارات شهريا وهو مبلغ زهيد لا يكفي لشراء ابسط الحاجيات.... فلم يعد بامكان المواطن المنهك شراء السلع الاوربية الغالية الثمن... فتوقف المستوردون عن استيراد مثل تلك البضائع لعدم امكان تصريفها أو ايجاد مشترين لها اضافة الى تولي اولاد صدام عملية الاستيراد فقد ارادوا لحقدهم على الشعب العراقي حرمانه من البضائع الجيدة وحصرها بهم يتنعمون فقط ... كي يظهروا متميزين عن بقية ابناء الشعب المقهور... فقد اضحوا المستوردين الوحيدين للبضاعة في العراق فالتجاوا الى البلدان الاشتراكية التي كانت عملتها ايضا منهارة ومستعدة أن تبيع بارخص الاثمان ومقابل دولارات قليلة كثمن لها وقد كانت بضاعتها من النوع السيء... كما بدا الاستيراد من الصين ذات التصنيع الرخيص بسبب انخفاض كلف الانتاج لرخص العمالة فيها وتوفر المواد الاولية في اراضيها الشاسعة ولقدرتها الفائقة على التقليد ... ولانحصار الاستيراد بيد اعوان صدام وابناءه فقد تعذر حتى على من يريد أن يستورد البضاعة الجيدة استيرادها لعدم استطاعته إلا عن طريق اولائك الجلاوزة الكبار ..واستمر الحال في التراجع وتوقفت المصانع العراقية واقفلت ابوابها بسبب ارتفاع كلف الانتاج وتوقف الكهرباء وانقطع التيار فانتشرت البضاعة الرديئة المستوردة فقط..أما في زمن الحصار فقد اخذ الجيران يدفعون كل ما لديهم من بضائع سيئة بائرة لم تجد لها اسواق داخل بلادها أو في غير العراق من البلدان فارسلتها عن طريق التهريب... فاضطر الشعب العراقي الى شراءها لعدم توفر غيرها في الاسواق... وتفشى الغش فيها فمعظمها كان فاسدا ومنتهي الصلاحيات... فكانت تروج وتباع عن طريق الغش والتدليس في تغير التواريخ واجراء التحويرات... وامتلات الاسواق بالاجهزة المعطلة او السريعة العطب والتي لم تكن تدوم سوى وقت قصير فيضطر المواطنون لشراء غيرها واستبدالها بشكل مستمر ترهق دخولهم الضعيفة.... فعاش الشعب في دوامة الاحتيال والتدليس حتى الملابس لم يكن يجد الجيد منها إلا في اللنكات .. في الوقت الذي كان يحرق فيها صدام مليارات الدولارات في الحروب ويبني القصور الشامخة له في كل مكان .. فانتشرت صناعة المعاد.... إذ تذاب المواد المستهلكة ويعاد تصنيعها من جديد بشكل سيء ورديء داخل ورش صغيرة في الازقة والمحلات فصنعت الانابيب من الاحذية البلاستيك المستهلكة وصنعت دهون السيارات ((الكريز )) من اكياس النايلون التالفة وصنعت العديد من عدد السيارات في الورش وبشكل سيء ورديء.... فكثرت الاعطال وعم الغش والاحتيال جميع مرافق الحياة وعاش الشعب في ضغط نفسي رهيب.... وعم التذمر ولكن ليس هناك من مجيب.... وقد زاد الطين بلة تدفق الملايين من اخواننا العرب خاصة من المصريين .. فلقد كانوا والحق يقال ابرع خلق الله في الغش والتتزوير والدجل... ومهرة في كل المخالفات فقد ارسلهم رحمه الله السادات من خلف قضبان السجون ودفعهم الينا كي يتخلص منهم ومن اذاهم وكلف الصرف عليهم...... وهو اعتراف من قبل العديدين منهم وحلوا محل العراقيين الذي دفعهم صدام الى الجبهات ليقتلوا هناك .. فقد أجاد المصرييون في مختلف انواع التدليس وفي جميع المجالات حتى في بيع الفواكه والخضر فلم تعد تجد فاكهة جيدة تشتريها إلا وتجدها عند رجوعك للبيت بانها ىتالفة لا تصلح للاكل وهو ما جرى على الخضر وكل البضائع.. فلم يتركوا مرفق إلا وخربوه فقد اعانوا صدام في تخريب البلاد..... بل قد علموا الشعب العراقي كل فنون الدجل والشعوذة والجريمة (((ولكن الله يمهل ولا يهمل ---اللهم لا شماتة ))) فقد حل بهم اليوم ما عشناه في عهد صدام وهم الان يريدون التعويض... ونحن نعدهم بالدفع من منطلق الاخوة العربية والحمية الانسانية واصبحنا مدينين لهذا وذاك من شذاذ الافاق وولاة امورنا مستعدون على الدفع لاسكات الجميع..... ولكن ومع كل ما فعله صدام لتدمير البلاد لم يشفي ذلك غليل الامريكان وحقدهم فقد ارادوا المزيد.... وقد وجدوا هناك من ابناء الشعب العراقي من هو مستعد أن يقدم المزيد ويخرب كما يشتهون .. فازاحوا صدام عن الطريق وجاؤا بالنشامى مما ابدى الاستعداد لينشروا الزيف والفساد في البلاد وبشكل اكثر ايغالا في التدمير من صدام فنشروا الغش وقننوه وسرقوا الوطن وافلسوه وانشاؤا مؤسسات ومكاتب للتزوير فمنحوا الشهادات من مختلف الدرجات وعم الجهل في البلاد .. فلم يقتصر الغش على البضائع والتدليس فقد شمل كل مناحي الحياة وانتهت الصناعة من البلاد حتى تلك الورش التي كان يعتاش عليها الكثيرون اغلقوها كي ينفرد المخلصون جدا في الاستيراد ويحل بعض السياسييون محل عدي وقصي فقد كانوا مستشاريهم فيما سبق ...فيستوردوا الرديء ويشاركهم في ذلك حتى بعض السياسيين من الهاربين والذين سيهربون ومن الذين اُنتخبوا أو سيُنتخبون.... فهي فرصة لا تعوض على الشاطر ان يستغلها فسوف لن تدوم... وخير طريق للربح هو الاستيراد والتزام المقاولات ففيها مكسب عظيم... أما الصناعة الوطنية مما بقي منها قائمة على قيد الحياة فلم تجد لها الاسواق داخل العراق.... فالسمنت العراقي لا احد يشتريه ويستعاض عنه بسمنت اخواننا الاردنييين والسودانييين فهم بحاجة الى المال وبامكانهم أن يسجلوا الاسعار باضعاف سعرها الحقيقي كي يرضون المستوريدين... والاسلاك الكهربائية المصنعة في العراق لاتفيد... بل فالنستورد الاسلاك من الدول الاجنبية والتبور الصناعة الوطنية فالى جهنم وباس المصير...... فليس هناك من رقيب أو حسيب إلا على شاشات التلفزيون.. فلقد المني أن أُشاهد الانتاج الوطني من الاسلاك الكهربائية الجيدة مركونة في المعامل العراقية لاتجد من يشتريها من الوزارات او من وزارة الكهرباء بالتخصيص.... ولا ادري ما هو السبب ؟؟؟؟ ولربما ادري ولكن ليس كل ما يعلم يقال ..... وكذا الحال بالنسبة للسمنت العراقي الجيد الممتاز فاين هم المسؤولين وهل ستبقى الامور على هذا المنوال والى متى نعيش في هذا الحال ؟؟؟؟ ثم يقولون هذا المتحدث مشاغب ... فهل انا مشاغب أم أن من يخرب بلده من اجل بلدان اخرى ومنافع ذاتية زائلة يجب ان يحاسب ويقف في قفص الاتهام ؟؟؟؟؟...ألا تخزكم ابر دجلة والفرات يامن شربتم من مياههأ وعشتم على ارضهأ افلا تخجلون اليس من الواجب أن تكونوا وطنيين ولو ليوم واحد يا عراقيين... وهل الحياة كلها دولا رات؟؟؟؟ وكم منها ستدخلون الى قبوركم وكم ستتسع تلك القبور؟؟؟؟ وهل ستبقون عبيدا للامريكان؟؟؟....ومع ذلك فهناك كم من المخلصين الكثيرين... فنامل منهم أن يعدلوا الميزان ويصلحوا ذات الشأن... وإننا لمنتظرون ؟؟؟
892 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع