لوحة فك الارتباط

                                                      

                          د سالم مجيد الشماع

       

لوحة فك الارتباط:

في اللغة:

فك الارتباط هو انهاء ارتباط منطقة بمنطقة إداريا وقانونيا.
وفك الشيء: فصله عن اجزاءه.
وفك الأسير: حرره.
وفك اليد: فتحها.
ارتباط مصدر من فعل ارتبط.
ارتبط: شخصان اتقفا وتعهداعلى امر.
ارتباط: اتصال وتلازم وتعلق.
كل هذا يعني ان الحياة يشوبها المشاكل بصورة فردية أو مجتمعية ما دام هناك خلافات بين الناس, لابد للمشاكل ان تحدث بالرغم من ان هنالك كثير من القوانين والأعراف التي تحث على التماهل في إيصال الاختلافات بين الجانبين ... فالحروب كانت ولا زالت على قدم وساق ... حروب كونية كما يقال, وحروب صغيرة ... ومشاكل بين الدول وخلافات على الحدود والمياه وعلى الحصول على كثير من مستلزمات الحياة, والقوة دائما تحكم المشهد.
وفي بلد واحد, أي بلد فيه ناس مختلفين في الاثنية او الطبقية او المذهبية او الدينية ...الخ تجد المشاكل قائمة يعلو صوت القوة مرة هنا ومرة هناك, دون تحكيم العقل او المنطق او الحق.
وكثير ما تكون القوة متداولة مرة هنا ومرة هناك وافضل ما يشاهد عند الدول التي ترزح تحت قوانين العشائر او الأحزاب المتضاربة.
ومن هذا المنطلق – القوة تحكم – تحدث مشاكل في مجتمعات دول العالم الثالث خاصة,لان الدول المتقدمة قد تركت أساليب القوة جانبا في هذا المضمار, اقصد المشاكل العشائرية او العائلية.
وهنا وجدت ان اكتب عن قصة حقيقية ارويها باختصار شديد مع بعض التحويرات لتكون نموذجا للقصة الرمزية, ومعروف ان القصة الرمزية هي قصة مقتضبه تتضمن معاني أخلاقية أو دينية او قانونية وقد يسودها الظلم في معظمها.
تبدأ قصتنا بفتاة بعمر الزهور جميلة رقيقة و ابوها رجل لطيف عفيف محب لعائلته, ولكن القدر شاء ان يموت الاب بعد مرض عضال, تزوجت أمها برجل ظالم قاس القلب واليدين شرس قاتل غير مؤتمن وقد تقاطر عليه لصوص قتلوه وسرقوه وقتلوا أمها وخطفها احدهم ونال منها ما نال ... وظلت شراسته تنهال عليها دون رحمة, وعشرة أعوام مضت هزت كيانها وجاء الوقت فضعف حال رجلها الظالم و قد تسنم مراكز مهمة في نظام الحكم و كان لديه زمرة ظالمه مثله فجمع امولا طائلة و عقارات و يقيم لمن مثله حفلات ماجنة ثم جاء الوقت اختل فيه زمن القوة في الحكومة و المجتمع فضعفت حال رجلها الفاسد و تردت قوته و صحته و جبروته و انقض عنه كثير من اعوانه وحانت لدى بطلة قصتنا فرصة وعملت مما تبقى لها من عقل واحلام بتغيير وضعها لكي تتخلص من رجلها ولكن بالطرق القانونية ... أحلامها ذهبت الى امكانية ان يجود الزمن برجل مثل ابيها حنون مسالم يقيها ويحبها لعلها تأخذ قسطا من الحياة الطيبة.

تذكرنا هذه القصة بما حصل و يحصل في كثير من دول الشرق الاوسط و من ضمنها العراق ...وفلسفة ان الحياة قائمة على الضدين قديمة ناقشها كثير من العلماء أما ابيض او اسود, السالب والموجب, الشر والخير, الظلام والنور, الذكر والانثى, الرخاء والفقر, الحب والكراهية, الايمان والالحاد, الجنة والنار, النوم واليقظة, الغنى والفقر, الحياة والموت ... الخ ولكن كما يقال لكل قاعدة شواذ.
ونستذكر قصيدة أبو قاسم الشابي الرائعة:

اذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلا بد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي ... ولابد للقيد ان ينكسر

لله درك ياعراق


في اللوحة:
في اسفل ايمن اللوحة موجود جزء من وجه فتاة يوحي معاني البؤس وعدم الرضى وفوقه أحلام لأفكار لمهرجانات الحياة التي لم تعيشها.
وفي ايسر اللوحة وجوه تعسة ظالمة قاتلة حادة المشاعر لمن يكتنز أموال الفساد دون حق.


د سالم مجيد الشماع
١١\١١\٢٠٢١

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

2609 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع