روحاني الذي لن يغير شيئا

                                        

                         علاء کامل شبيب

يبدو أن فرحة و غبطة بعض الاوساط الدولية بمجئ روحاني لسدة الحکم کرئيس للجمهورية و إعتقادهم بأنه سيغير من الامور، سوف لن تدوم طويلا کما کان الامر مع لعبتي رفسنجاني و خاتمي،

ذلك أن التصريحات الاخيرة لرجل الدين أحمد خاتمي عضو هيئة رئاسة مجلس الخبراء للنظام، أکدت مرة أخرى و بصريح العبارة أن حسن روحاني مجرد وعاء و أمعة ولاشئ غير ذلك!
أحمد خاتمي الذي قال و بالحرف المليان:" ولاية الفقيه هي شاخص النظام ولا أحد حتى رئيس الجمهورية المنتخب لا يحق له
اتخاذ موقف ضدها." أي أن روحاني مجرد موظف ضمن قائمة الموظفين المستخدمين في نظام ولاية الفقيه، و الانکى من ذلك ان جهات أخرى ضمن قائمة"المؤتلفة"التابعة لجناح مرشد النظام قد وصفت في وقت سابق الحکومة التي سيعينها روحاني بأنها"اوهن حکومة" حتى الان وهذه الجهات أکدت لروحاني من أنه اذا ارتكاب خطأ في تعيين الوزراء سينال غضب الولي الفقيه ومؤيديه.
روحاني الذي جاء في واحدة من أسوأ المراحل الحرجة و الحساسة التي يمر بها نظام ولاية الفقيه، على الرغم من أن النظام يحاول جاهدا إستخدامه کحصان طروادة من أجل شق وحدة الصف الدولي ضده و الاصطياد مجددا في المياه العکرة، يحرص النظام أشد الحرص على تقييده و تحجيمه و تحديد تحرکه لأنه"أي النظام"لم يعد يثق بأحد و هو يجد في سياسة الانکماش و تقليص دائرة التحرك للجميع التي يتبعها حاليا، الخيار الوحيد المتاح لديه من أجل المحافظة على نفسه من الاخطار المحدقة به، وهذه السياسة المتشددة و المنطوية على نفسها لهذا النظام الاستبدادي قد جاءت عقب الانتصارات السياسية الباهرة التي باتت المقاومة الايرانية و طليعتها الظافرة منظمة مجاهدي خلق تحققها على مختلف الاصعدة، ويکفي أن نشير هنا الى أن منظمة مجاهدي خلق التي نجح النظام في إبقائها لفترة 15 عاما ضمن قائمة الارهاب ظلما و زيفا، قد إنقلبت من منظمة تدافع سلبيا عن نفسها الى الدفاع الايجابي المفتوح و الاهم من ذلك أنها تخوض اليوم حربا سياسيا ضروسا من أجل إحالة ملف حقوق الانسان لنظام الملالي الى مجلس الامن الدولي، کما ان المساعي الجدية التي بذلتها المنظمة بخصوص الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل شرعي للشعب الايراني و سحب الاعتراف بالنظام الايراني، ناهيك عن حملتها الاعلامية المکثفة بخصوص کشف و فضح المخططات و المؤامرات المشبوهة للنظام على الصعيدين العربي و الاسلامي، کل ذلك دفع بالنظام للتفکير بجدية أکثر في سبيل مواجهة الهجوم الکاسح للمقاومة الايرانية و منظمة مجاهدي خلق، ولأن مسرحية الانتخابات الرئاسية للنظام و من سوء حظه کانت متزامنة و متقاربة الى حد ما مع المهرجان السنوي الکبير للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية، وهي مناسبة دولية متميزة يتم خلالها الکشف عن مخططات و مؤامرات و دسائس النظام المشبوهة الموجهة ضد العالم بصورة عامة و ضد الشعب الايراني بصورة خاصة، ولهذا فإن النظام ومن أجل الافلات من هذه الورطة العويصة و لغرض إيجاد منفذ ما يخلصه من مطبه هذا، فإنه فضل"رغم أنفه و على النقيض من رغباته"السماح بإنتخاب روحاني"مکبلا"لمنصب الرئيس على أن يرى الشعب الايراني و المقاومة الايرانية يهجمان عليه و يحطمان عرشه المبني اساسا على الکذب و الزيف و الدجل و الخداع.
مشکلة الملالي الکبيرة التي يجب أن يعلموا به و يدرکونها ان روحاني الامعة و الوجه الکارتوني، لن يکون بإمکانه أبدا أن يغير شيئا من واقع الامور وان الحال سيبقى على ماهو عليه، وسوف لن يقبض المراهنون على هذا الوجه الجديد سوى الکلام و الکلام فقط کما کان حالهم دائما في سباق مراهنتهم على المهادنة و المسايرة مع هذا النظام، لکن، هل سيفعل المجتمع الدولي شيئا مفيدا على أرض الواقع و هل سيلتفت أخيرا الى الخيارات الاهم على الساحة الايرانية؟
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

876 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع