الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
صراع الذئاب في العراق المحتل
ازدادت صراعات ذيول الاحتلال وذئابه ومريديه حدة في الاونة الاخيرة بعد ان جاءت نتائج انتخاباتهم المشوهه المزورة مخيبة لامالهم وكانت صفعة وجهت اليهم بالصميم الامر الذي يعني احتمال تعرض مصالحهم ومغانمهم غير المشروعة للخسارة في بعض مواقعهم في العملية السياسية سيئة الصيت،ويبذل المالكي الطامع بولاية ثالثة جهود جبارة لاستغلال هذه الفوضى لتأليب اعداء الشعب من الاحزاب اللااسلامية وغيرهم من المتضررين من نتائج المهزلة الانتخابية ،ويحتضن منزل المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون بالعاصمة بغداد عدة اجتماعات مهمة تضم القوى السياسية باستثناء الصدريين وتحديدا تلك التي تضررت مصالحها من نتائج الانتخابات لمناقشة التطورات السياسية والطعون بنتائج الانتخابات(واحتمال تشكيل واجهه برلمانية ضد مقتدى الصدر)،والتلويح بالخيارات الاخرى؟؟!! علما انه سبق لهذه القوى الباغية المجرمة ان جابهت الاحتجاجات السلمية للشباب العراقي الرافض لهم بقوة وقسوة ووحشية عندما طالبوا بأبسط حقوقهم (الوطن) مع التأكيد على ان كل ما حدث ويحدث من كوارث هو من نتاج مؤامرات هذه القوى ضد العراق وشعبه،ومنها مهازل الانتخابات التي لم ولن تسفر في جميعها الا الى زيادة احكام سيطرتهم على البلاد والعباد.
منذ التاسع من نيسان 2003 والشعب العراقي يعاني من تغييبه في اطار سلسلة متوالية ومستديمة من الازمات المعدة له سلفا بطريقة علمية ممنهجة وتأتي مهزلة الانتخابات الاخيرة صفحة سوداء معتمة اخرى لتعمق هذه الازمات التي عادة ماتستحضر فيها مصالح واهداف واطماع كل الاطراف التي اسهمت في دمار وسرقة العراق بأستثناء الشعب العراقي الذي اصبح بالنسبة لهم مجرد ديكور ووجوده اعتباري معنوي وممنوع عليه التدخل بأي شئ حدث اومايحدث رغم انه الضحية الاولى من الجرائم التي ترتكب ضده وبأسمه منذ احتلال بلاده،وهذا سببا آخر لرفضنا واستنكارنا لكل مهازل العملية السياسية وما يرافقها من عمليات تزويق وتبيض وتجميل من قبل الاحتلال ،تحت شعارات مضلله وممارسات واهنة تحت مايسمى بالممارسات الديمقراطية التي شبع العراقيين من كثرة تردادها دعائيا في وقت غابت فيه اية محاولة لتصويب معاناته الدائمة والمتفاقمة.
وجهات نظر امريكية
لخصت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية في 16 من الشهر الحالي عدد من وجهات نظر قادة الرأي الأمريكي بما انتهت اليه نتائج الانتخابات العراقية الاخيرة عام 2021
1- نتائج الانتخابات توشر سوء التنظيم بين الفصائل المسلحة وضعف الادارة والتنافس الانقسامي والتغالب غير الممنهج.
2-ايضا توشر الانتخابات عدم تقيد الفصائل بالتعليمات التي تقترحها ايران.
3- تبرز قوة التيار الصدري الدينية والسياسية من خلال هذه الانتخابات لان عدد المصوتين للتيار الذي يبلغ حدود 600 الف تقريبا يساوي عدد اصوات الفتح (600) تقريبا, مع انهم يشكلون مجموعة كبيرة من الاحزاب خصوصاالفتح معا ن التيار الصدري حصل على زيادة (20) مقعد عن انتخابات عام 2018 بينما حصل القانون على (26) مقعدا.
4- تبرز بقوة عدم اهمية الشعارت الانتخابية والتعبوية التي يرفعها الفتح في عقل الجمهورالشيعي من الدفاع عن الحشد وغيره كون الجمهور متعلق بالخدمات والمنجز الواقعي.
5- الفتح تلقى ثلاث خسارات سياسية مع عمره القصير سياسيا الاولي عام 2019 بسقوط حكومة عادل, والثاني في نتائج الانتخابات عام 2021 والثالثة في ان الجمهور الشيعي يوشر عليهم الفساد وعدم تقديم الخدمات مما جعله يتراجع عن الساحة السياسية.
6- المرجعية الدينية في النجف لم تعد موثرة في دفع الشيعة الى المشاركة في الانتخابات بسب رفض الجمهور الى الاحزاب وتكرار الوجوه مع انها تحتفظ في مكانتها وسمعتها الا ان صدمة الجمهور من سوء الخدمات منع الجمهور ان يستجيب الى نداء المرجعية في المشاركة.
7- فشل المشروع الايراني السياسي في العراق كونه يركز على ذات الوجوه ولم يهتم بانعاش الاقتصاد ومحاربة الخلل المعيشي وانه متصل بالسياسين والاحزاب اكثر من اتصاله بحاجات الشعب.
8- الشيعة في العراق في اسواء مراحل الحكم سياسيا والانقسام السياسي الحاصل قد يتطور الى انقسام مسلح كما ان عزوفهم عن المشاركة في الانتخابات يوشر ان العملية السياسية مستقبلا قد تفقد شرعيتها الاجتماعية.
9- حالة الانسداد السياسي التي حذر منها المرجع السيستاني في بيانه حصلت بعمق فذات الاحزاب تكررت وصحبت معها خلافاتها وازماتها ولم تظهر وجوه جديدة تمنح العملية السياسة عمرا وحياة وحيوية وقوة بل تعمقت الازمة بانشطار الموقف الشيعي السياسي بين قطبين لايمكن الجميع بينهما وربما تنعكس خلافاتهم القادمة على الحياة السياسية مما ينذر بموقف خطير وتراجع في الخدمات.
10- خروج اغلب الاحزاب السياسية الشيعية المعروفة (النصر والحكمة والفضيلة وتنظيم العراق وغيرهم) عن الحكم والتاثير الا القانون وهو محاصر من التيار الصدري الان التيار الصدري هو الاخر محاصر من الرفض الشيعي لان وجوده مصادرة للقرار الشيعي ويهدد الجميع.
11- تشكيل الحكومة معقد جدا مالم يقدم الطرفان الشيعيان تنازلات هو امر غير ممكن ويمكن ان يكون الحل من خارجهم بايكال رئاسة الوزراء الى المستقلين او الليبراليين كما حصل بعد استقالة عادل عبد المهدي والا فيكون الحل بالسلاح او الفوضي او الذهاب الى حكومة موقتة.
12-نتائج الانتخابات عام 2021 لايمكن اعتبارها نتائج الصناديق بل نتائج السياسات الخاطئة والتراكمية في العراق.
13- بروز التيار الصدري مهم مرحليا لامريكا ليقف بالضد من السلاح المنفلت وينهي دور تاثيرات ايران او يحد منه.
14- سوف تكون النجف عاجزة عن معالجة العقد الحكومية التي تنشاء من التعقيد الذي انتجته نتائج الانتخبات وايضا يتعذر على الاحزاب نفسها ان تجد مخرجا للحل وسوف يكون موقف ايران معقدا وعسيرا.
15- بحكم نتائج الانتخابات يكون الوضع السياسي السني والكردي المستقبلي افضل والضعف عميق لدى الشيعة واكثر من اي مرحلة سبقت
شهود الزور
كعادة كل الادارات بالدفاع عن احتلالهم للعراق وتجميل سياساتهم الفاشلة فيه ،هنأت إدارة بايدن صنيعتهم حكومة العراق على إجراء الانتخابات وإن الولايات المتحدة تأمل تشكيل حكومة تعكس إرادة الشعب العراقي.؟؟؟ وان الادارة تسعى إلى شراكة متعددة الأوجه مع العراق ، إلى جانب برامج المساعدات الأمريكية ،مع استمرار وجود 2500 فرد عسكري أمريكي كدعم للعمليات العراقية ضد فلول الدولة الإسلامية العنيدة.؟؟؟ علما انه سبق للقادة الأمريكيون والعراقيون ان قرروا في تموز الماضي ان يكون وجود القوات ألامريكية في العراق بحلول 31 كانون الأول (ديسمبر) 2021 لاغراض استشارية غير قتالية، ويبدو ان ادارة بايدن غير آبهه من تداعيات مخرجات الانتخابات لاسيما إن خسارة جماعة ايران كالفتح لمقاعد قد تجعلها أكثر تعنتاً في مفاوضات تشكيل الحكومة والإصرار على الحفاظ على النفوذ على قوات الحشد الشعبي (الميليشيات التي تم دمجها رسميًا في قطاع الأمن)،رغم توقعنا ان هذه الاحزاب العميلة ستختار مرة أخرى تقاسم السلطة الشامل لتجنب المواجهة ، وحتما ان الحكومة الجديدة ستواجه احتجاجات متجددة اقوى واكبر من سابقاتها ويحتمل أن تكون مزعزعة للاستقرار.
أصدر مجلس الأمن الدولي،الجمعة الماضية ، كما هو متوقع بياناً بشأن نجاح الانتخابات المبكرة في العراق، فيما جدد دعمه لحكومة العراق والتزامه باستقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه.وذكر المجلس، أن "أعضاء مجلس الأمن، يهنئون الشعب العراقي والحكومة العراقية بمناسبة الانتخابات الاخيرة التي أجريت في العاشر من شهر اكتوبر الجاري. ورحب أعضاء مجلس الأمن بالتقارير الأولية التي تفيد بأن الانتخابات المبكرة سارت على نحو سلس وتميزت عن جميع الانتخابات التي سبقتها باصلاحات فنية وإجرائية مهمة".وأضاف البيان، أن "أعضاء مجلس الأمن أثنوا على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لإجرائها انتخابات سليمة من الناحية الفنية، وأثنوا على حكومة العراق لتحضيراتها للانتخابات ولمنع العنف في يوم الانتخابات".وأثنى أعضاء مجلس الأمن، على "بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) لتقديمها المساعدة الفنية للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتوفير فريق تابع للأمم المتحدة لمراقبة يوم الانتخابات الذي طلبته حكومة العراق لتعزيز العملية الانتخابية وتعزيز الشفافية"، معربين عن شكرهم بعثة يونامي على مساعدتها".وأثنوا أيضاً، على البعثة لإظهارها الموضوعية في جهودها التي قدمتها لدعم العراق خلال العملية الانتخابية"، مرحبين بجهود المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق لتعزيز المشاركة السياسية للمرأة".ورحب أعضاء المجلس، بجهود الدول الاعضاء والمنظمات الدولية الأخرى لمراقبة الانتخابات، ولا سيما بعثة الرصد الانتخابي الطويلة الأمد التابعة للاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها، وكذلك المنظمات المحلية".وأعربوا، عن "أسفهم للتهديدات الأخيرة بالعنف ضد بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، وموظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، الى جانب آخرين".وتابع البيان: "وكرر أعضاء مجلس الأمن دعوة الأمين العام للأمم المتحدة الى جميع الاطراف ذات العلاقة للتحلي بالصبر والالتزام بالجدول الزمني الانتخابي".وشدد أعضاء المجلس، على أن "أي خلافات انتخابية قد تنشأ يجب حلها سلمياً من خلال الطرق القانونية المعمول بها"، معربين عن تطلعهم بعد التصديق على النتائج، إلى "التشكيل السلمي لحكومة شاملة تمثل ارادة الشعب العراقي ومطالبه بترسيخ الديمقراطية".وجددوا، دعمهم لحكومة العراق والتزامهم باستقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه، ودعمهم لجهود حكومة العراق لتحقيق إصلاحات جادة وتشجيع الحوار السياسي الشامل الذي يهدف إلى تلبية المطالب المشروعة للشعب العراقي للتصدي للفساد، وتوفير الخدمات الأساسية والضرورية، وتنويع الاقتصاد، وتوفير فرص العمل، وتحسين الحكم، وتعزيز مؤسسات الدولة لتتمتع بالحيوية والاستجابة.
الاحتمالات
اصبح واضحا أن احزاب السلطة والمليشيات المسلحة الموالية لإيران قد فقدت بعض الدعم الذي كانت تستغله لقمع الاحتجاجات ، ومع ذلك فأنهم سيستخدمون الموارد التي سيطروا عليها في ممارسة عمليات الترهيب والعنف ضد من يقف بوجههم للحفاظ على نفوذهم. علما اننا نتوقع بعد كل هذه الافلام الهندية أن يتفق اعداء العراق على حكومة ائتلافية كحل وسط، هذه الحكومة ستبعد الاخوة الاعداء عن مخاطر المواجهة العنيفة فيما بينهم ، مع تغييب احتمالية إجراء بعض الإصلاحات حتى وان كانت شكليه لاسيما التي سبق وان طالب بها الثوار الذين أسقطوا حكومة عادل عبد المهدي وقدموا من اجلها الف شهيد واكثر من ثلاثين الف جريح واعداد من الذين تركوا مدنهم هربا من بطش السلطة والمليشيات العميلة.
2917 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع