متى نستطيع النوم في الوطن ...

                                                                                    

                                مجيد حداد


متى نستطيع النوم في الوطن ...؟؟

حينما كنا صغار احدنا لا ينام في الظلام وان زاد خوفه تسلل الى حضن امه وان كان لدية اخ صغير فلا مكان له الا في جوف اباه الذي لا يتذمر من الاستيقاظ في اي وقت .ونتسابق مع بزوغ الشمس كي نستطيع ان نلعب ونجري ونبكي ومن ثم يأتي الليل فنظمن النوم كاملا دون حبة فاليوم او كاس لبن رائب او وضع عصبه على عينيك . لان جسمك مبرمج ولأنك لا تعلم ما يخفيه الوطن من ظلام دامس ان كنت في اوربا او في اسيا او دول حول ذلك ؟؟؟

في الغرب حينما وصلت الحروب ذروتها والدكتاتورية اكلت ابناءها من الرجال وابقت نسبة كبيرة من النساء فتخلخل المجتمع وطاف به الخوف من المستقبل وانطفئت به حركة البناء والتطور . فكرو كثيرا وتأملوا النتائج واتضح ان الدين ليس هو المسبب بل من يحمل الكتاب المقدس هو المؤثر في نقل الحقيقة بين الله والبشر فقطعوا يد الكاهد وقللوا من اضاءة الكنائس وجعلوا اصوات النواقيس لا تدق الحيهما تبدا الصلاة وبذلك امنو رجال السلطة الجدد من ان الشعب بعد اخذ حريته الكاملة بدا بالنوم من جديد بعد ان بدا يبحث عن وسادة طبية وفراش متين كي ينام في سبات طويل ... هذا في الغرب ... اما اسيا والشرق .فعلمونا اهلنا ان ننام وان كان فينا شيئا من الالم . علمونا ان نحضن الوسادة حتى ننام دون ان يعلموا بحقيقة بكاءنا او حتى فشلنا بأبسط شي يحدث لنا . جعلوا الخوف يواكب حياتنا في الفطور والمسير والعمل والدراسة حتى بالجنس وكأننا نفعل المحرمات دون ان نعلم اننا ازواج نمارس اصول الحياة . اما مشقة الحياة في الرزق او حتى في الاستماع الى الحاكم او ان تفكر كيف تستمتع بحريتك التي ضمنها الله لك قبل القوانيين والدساتير , ستعلم انها برمجة عليك ان تكون لها خاضعا وعبدا لها وان كنت في يوم من الايام قد شاركت في صياغة كتابتها . كل ذلك لانك حتى تبلغ رضا السلطان او رضا الوالد او حتى رب العمل فعليك ان تسير معه كمسير البعير مع البدوي وانت تعلم انك اعلى شائنا منه الا ان الحياة تتطلب منك ان تكون له ناقة وجمل في وقت واحد ...بعد كل هذا الحديث الذي هو عبارة عن فلسفة فطنازيه او رواية عربية تريد ان تعرف متى ننام ؟؟؟او حتى متى نستطيع الاستيقاظ ,,,وان نمنا بنوم عميق .

ما يضحكني هو اننا نصحو على صوت الطائرات تحلق فوقنا وكأنها ذبابة او صوت مدوي لعمال دون ان يراعو وقت الصباح وهم يعلمون علم اليقين اننا بذلنا المستحيل حتى نحصل على نوم مريح ... واخر المطاف بعد المخاض والالم عسرة الهضم وامساك البطن التي ترفض خروج المحتل من بطنها تأتينا الانتخابات ويصرح من خسر بها بان السلاح سوف يدوي في اي وقت ان لم تصحح مسير الاصوات . يعني كل هذا الخوف من اخي الذي يعيش معي في الوطن والمتسلط والحاجب عني كل شي من حقوقي الافتراضية . وتريد مني النوم في الوطن . هيهه ضحكة أطلقناها حينما نصحنا بهلول بالبحث عن فندق في دول المهجر فلربما ننام دون ان نستيقظ والسلاح على رؤوسنا ان كان عصابات ميليشيات 4 ارهاب شرطة او ورطة او ربما يأتيك شيخ عشيرة ويرمي بيتك بالخطاء بوابل من الرصاص ويقول انا اسف ... وتريد مني النوم . ابحث لي عن فراش وان كان خارج المعهود ..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1027 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع