د.سالم مجيد الشماع
لوحة انتظار وتوجس
في اللغة: الانتظار هو الترقب والنظر لما سيؤول الامر من خير او شر, وفيه شك ويقين في مدى الحدوث, وفيه تربص في مدته وحدوثه, وفيه رجاء لنتائجه.
في القرآن الكريم: (قل كل متربص فتربصوا فستعملون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى) طه ١٣٥,(وارتقبوا اني معكم رقيب) هود ٩٣.
الانتظار شعور فياض دافق يغمر النفس البشرية ويعجز العقل عن فك طلاسمه … يقسم الشعور بإحساس شديد لما قد يأتي به الزمن قصر او طال, فإن عجل مجيء الانتظار فتكف النفس (العقل) عن القلق, فما كان قد حُلَّ قد انتهى وافضى الى الفرح والطمأنينة او الى ضديهما ثم حلت احاسيس جديدة فإن كانت النتيجة انبلاج الى صلاح وسرور تسعد الشخص يتناسى ما كان من مشاعر القلق اثناء انتظار لم يبق طويلا, فإن طال امد الانتظار وصار اشبه ما يكون سمة لحياة تشوبها توجس وخيفة من امر قد يحدث اكثر مما حدث, فيتوجه الشخص الى انهيار في مشاعره واحاسيسه ويصيبه عطل كبير في التفكير الناجز وتذوب حالة توازن التفكير الى قلق شديد واحساس بالاخفاق والكآبة.
او قد يكون قادرا على الصمود والاستيعاب اذا ما شابت فترة الانتظار حالات قصيرة او وعود بانفتاح المشكلة, فإن حدثت وعاودت المشكلة عدة مرات فقد ينزع الشخص الى حصوله حالات هستيرية وافعال لم يكن يحلم بحدوثها تسوقه الى أفكار انتحارية او عدوانية. على ان كل ذلك يعتمد على شخصية وعمر ونوع العمل وثقافة الشخص.
وقد ينفذ الصبر فيهاجر الى أماكن خارج وطنه, ويتمنى ان يكون ذلك وقتيا, وقد تطول المدة فيتوطن في مكان دائم للمعيشة.
ان القوى الادراكية وكيفية التحكم بها وإيجاد الفرص لكي يكسر حاجز التأثير السلبي الذي يحسه الانسان بفترة الانتظار او فقدان الامل من انحسار ما يحدث له او مجتمعه قد يسوقه الى اعمال الفكر في وسائل لدرء ما قد حدث وكيفية معالجتها, فإن كان أمرا شخصيا فقد يجد لذلك حلا وقتيا او نهائيا او ان كان الامر يخص الموطن او جزءا منه فقد يقوده الى تجنيد الجهد الادراكي والمعرفي في سبيل إيجاد الطرق الى كيفية مقاومة ما يحدث في مشاكل بالتعاون مع كثير ممن يشعر بالشعور نفسه.
يبقى الانتظار يحدوه الامل, والامل كلمة حسية يتغنى بها البشر وهي صنو الانتظار وما اكثر من قالوا وتغنوا فيه قصائدا واشعارا. ولولا الامل لما بقيت حياة البشر. ولولاه لوقف الزمن ولم نصل الى القمر ثم المريخ وندرك اسرارا في انفسنا وفي الافاق وما بينهما.
في اللوحة:
رسومات لاحداث قليلة بسيطة دون تعقيد, تجد فيها مجموعة الظالمين الضالين (شبه كره) وهم عاملين على مصانع لصناعة أدوات وسلاح لمهاجمة من لا يؤيدهم ويستعملون السلاح المتفلت خارج أوامر الدولة او الحكومة ويطورون السلاح الى صواريخ ومسيرات.
وفوق هذه ال (شبه كرة وما يخرج منها) هناك من يسجل ويراقب كل شيء يحدث على الأرض المروية بالظلم والفساد ثم هناك (عين لوجه فتاة) تنتظر الامل في حدوث الاستقرار, وهي لازالت ترى وتعيش في خضم ما يحدث لاهلها ووطنها بارتياب من انتهاك واغتيال واختطاف واعتقال…
تري يكف ينهي المسار….
فالدنيا دوارة وتأريخ العراق منذ الازل عاش ويعيش بين فكي وانياب الوحوش من الشرق ومن الشمال ومن كل ابعاد الأرض ….
لك الله يا عراق.
د سالم مجيد الشماع
حزيران ٢٠٢١
1152 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع