حسن ميسر صالح الأمين
افتونا فيما نقرأ ان كنتم للموصل محبين
بعد ان ناشدنا اكثر من جهة ومجلس ومركز وعناوين شتى اتخذت وتتخذ من الموصل ومآسيها مادة دسمة لتجمعاتهم ولقاءاتهم والتي غالبيتها (99%) تنتهي بأخذ الصور ونشرها للضحك على الذقون لا غير ولا يتعدى الأمر سوى تثبيت موقف فارغ لا يسمن ولا يغني من جوع، وهناك من استمع للحقيقة الكاملة دون رتوش او تحريف ولكنه اتهم قائليها بأشياء ما انزل الله بها من سلطان، وهناك من يبدو ان تم وعده بشيء فالتزم صمت القبور امام الحقيقة وليعلن التأييد للمنكر نهارًا جهارًا، حيث طالبنا ايلاء القدر الكافي مما يجب ان يكون عليه امر الموصل عامة وموضوع الجامع النوري بشكل خاص وظهر علينا ابو زيد الهلالي على حصانه الأبلح شاهرًا سيفه ومتوعدًا وهو ليس إلا من الرويبضة من الرجال والنساء الذين طفحت بهم الموصل بعد الأحداث من الذين يدعون ويحذرون ان المنحة سيتم الغاؤها (وهي التي تعادل صرفيات يومين لا اكثر في العراق وعجبًا كيف يرضى ان يسجل اسماء الغير في انجاز هذا الصرح ليتم ذكرها وتذكارنا بها كل حين وليتم فرض واقع غير مقبول اطلاقًا، واجزم وبقوة ان المنحة هي لفائدة الموصل وليس للإساءة لتاريخها وإرثها الحضاري وليس هناك اي اعتراض او ممانعة لتصويب الاخطاء الحاصلة والتي سببتها منظمة اليونسكو)، وفي الوقت الذي وضع البعض اصابعهم في اذانهم وللأسف الشديد وتقمصوا دور الطرشان واللا أباليين فيما يجري على مرآى ومسمع، وآخرين اداروا ظهورهم لينشغلوا بسفاسف الأمور والقشور والترهات عن هذا الموضوع وأهميته بعد ان صدعوا رؤوسنا كذبا وزورًا انهم من المهتمين والمحافظين ولكن لم يصدر عنهم وعن اي جهة لحد الان اي بيان يعكس بوضوح تام راي اهل الموصل عامة والمختصون من الآثاريون والمعماريون خصوصًا رغم العشرات من القاءات والتجمعات التي عقدت هنا وهناك بالإضافة الى الظهور شبه اليومي بالقنوات التلفزيونية.
خالص الشكر للشخصيات المميزة والمعدودة على اصابع الكف الواحد والتي لبت دعوات الحضور وبذلت جهود كبيرة في سبيل توضيح الحقائق وتقديم التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالموضوع بدافع وطني موصلي خالص وبامانة علمية تاريخية صادقة.
اليوم اضع امام تلكم الشخصيات المخلصة والصادقة قولًا وفعلًا ... التقرير الذي اصدره المعماري العراقي الكبير الدكتور احسان فتحي المتخصص في التراث وهذه نبذة سريعة عن سيرته العلمية خشية ان يظهر علينا فاتح الموصل (ربعي بن الأفكل العنزي) أو وريثها الشرعي ابا عن جد ليدعي ان كلامه غير علمي ولا يستند على حقائق وان هذا الشخص لا يرغب في اعمار الموصل ويقف عائقًا فهو: (1968 بكالوريوس هندسة معمارية، جامعة كاردف - المملكة المتحدة - 1974، ماجستير تخطيط مدن من كلية العمارة، جامعة شفيلد، المملكة المتحدة - 1977، دكتوراه هندسة معمارية، تخصص الحفاظ على التراث من كلية العمارة، جامعة شفيلد في المملكة المتحدة)، وشغل المناصب التالية (2007 عميد كلية الآداب والفنون، جامعة عمان الأهلية - 1997- 1999 عميد كلية الهندسة والتصميم ، جامعة البيان، أبو ظبي - 1993- 1995 عميد كلية العمارة والفنون جامعة البترا، عمان - 1986-1991 رئيس قسم العمارة، جامعة بغداد) وحاليًا يشغل عضو هيئة تدريس، جامعة فيلادلفيا، الأردن) وعضوًا في (رابطة نقاد الفن العالمية (AICA ) منذ 1985 - جمعية المعماريين العراقيين منذ 1982 - جمعية المهندسين العراقيين منذ 1968 - جمعية الفنانين التشكيلين منذ 1968).
كل التحيات والتقدير للشخصيات القديرة التي لم ولن ترضى بالسكوت على الخطأ او تطبيقه على ارض الموصل والتي ما برحت تصدح عاليًا مطالبة بحقوق الموصل واهلها، واتمنى من هم دون ذلك الاقتداء بهم، وتفضلوا بقبول وافر الاحترام والتقدير.
حسن ميسر صالح الأمين
28-5-2021
مقال الدكتور احسان فتحي
الباحة المستباحة وعناد اليونسكو!
تحياتي...
شاهدت هذا اليوم الجزء الاكبر من ندوة (اليونسكو- عراق) الثالثة او الرابعة او الخامسة... لتبرير اختيارهم المؤسف للمشروع الفائز لإعادة احياء الجامع النوري في الموصل. وكعادتهم، اختاروا جميع المتكلمين من الاطراف المعنية والمشاركة او المسؤولة عن اختيار هذا المشروع، ولم يوجد اي طرف ولو حتى محايد بينهم حول الموضوع الذي اثار اكبر ضجة وخلاف في تاريخ المشاريع المعمارية في العراق على الاطلاق!
والكل يتساءل...ما الهدف من كل هذه النقاشات واجترار المديح لمشروع فيه من الاخطاء القاتلة ما جعل الاغلبية الساحقة من المعماريين والمهتمين بالتراث العراقي تستشيط غضبا من هذا الاختيار...وقبل ذلك حتى من المسابقة المعمارية الكسيحة؟ انظر الى مايلي:
• نقابة المهندسين العراقية باسم نقيبها واعضائها ال (226000) عضو رفضت هذا المشروع...
• جمعية المهندسين العراقية التي تأسست عام 1938 رفضت هذا المشروع...
• جمعية الحفاظ على الموروث العراقي رفضت هذا المشروع...
• جميع المكاتب الاستشارية الرسمية في العراق لم تشارك في المسابقة..
• الاغلبية الساحقة تماما من المعماريين في العراقيين، في الداخل والخارج، لم تشارك، او رفضت المشاركة في هذه المسابقة...
• عدد كبير من ابرز المعماريين العراقيين رفضوا المسابقة ونتائجها...ونتحدى اليونسكو بذكر اسم معماري عراقي ممارس ومتخصص في العمارة الاسلامية وافق على المشروع المختار... اسم معماري بارز واحد فقط...من غير المشاركين او العاملين مع اليونسكو طبعا...
• عدد من ابرز المعماريين العرب اعترضوا على المسابقة واعضاء لجنة التحكيم والمشروع المختار.
وبالرغم من كل هذه الاعتراضات من اهم الاطراف المهنية والجمعيات وابرز المعماريين، لايزال مكتب (اليونسكو-عراق) يصر على تبنيه ودفاعه المستميت والبائس للمشروع المختار...ان عناده لعدم مناقشة الامر مع نقابة المهندسين هو امر في غاية اللاعقلانية والاستخفاف تجاه اهم واعرق نقابة رسمية في العراق...ان المسؤولين في هذا المكتب، اجانب كانوا ام عراقيين، سيتحملون تبعات عنادهم غير المبرر...انها سابقة مذلة ومشينة لمؤسسات عراقية رسمية لها وزن مهني ومعنوي هائل، وهي معنية مباشرة فيما يجري من مشاريع عمرانية في ارض وطنها...ما هي الصلاحيات القانونية التي خولت هذه الجهة الاجنبية ان تتصرف بهكذا استخفاف؟ انا لم اعهد ابدا ان تسكت اطراف عراقية تجاه هذا التصرف المشين ! وفي اي دولة اخرى، كان سيطرد المسؤولون عن مثل هذه المهزلة من العراق خلال اربع وعشرين ساعة.
لقد سمعت احد المصممين للمشروع المختار وهو يتكلم عن "حوار الافنية... بعد عملية الحرب" وان هناك "حاجة لحل الازمة في المدينة" وان "الباحة" ويقصد الصحن، وهو التعبير الاصح، ستوفر الفرصة للمصالحة!...مصالحة مع من؟ ويبدو واضحا ان المتكلم لا يدرك ما جرى في الموصل وهو يعتقد انه كانت هناك حرب اهلية بين الموصليين! ان الفكرة الاساسية للمشروع المختار هي مبنية كليا على انفتاح الموقع من خمسة محاور(مداخل مفتوحة تماما) الى هذه "الباحة المستباحة" لكي يصبح المجمع، كما قال "بؤرة التقاء لكل المجتمع". والفكرة هي ان يتجمع الناس بكل اطيافهم واديانهم واعمارهم والوانهم... في هذه الباحة للتحاور والمصالحة، وبعدها ان رغب احد المسلمين ان يصلي فما عليه الا ان يتجه نحو الرواق الجديد ويدخل الجامع. اما اذا كان مسلما مهما (من الدرجة الاولى) فهناك مصلى امن ومحروس وله مدخل خاص...ولا اعلم كيف تعامل اعضاء هيئة التحكيم مع هذه الميزة المذهلة والفريدة من نوعها في العالم الاسلامي...؟
اما اذا رغب شخص غير مسلم او سائح اجنبي ومعه كلبه المدلل الذهاب من الباحة الى المتحف، او المعهد الحرفي فما عليه الا ان يمشي قليلا في الباحة... او ان رغب مشاهدة طلاب وطالبات المدرسة الثانوية المختلطة...فما عليه الا ان ينتقل قليلا من الباحة الى الركن الجنوبي الغربي...ليطلع على لاعبي كرة السلة في القاعة الرياضية المجاورة لهذا الجامع!
اكرر...ان هذه الباحة مستباحة تماما وهي بدعة جديدة لاتمت بصلة الى مفهوم الصحن كمساحة طاهرة للمسلمين حصرا...لم ار اي سيطرة في هذه المداخل الخمسة...ولا ابواب...ان الموقع هو ارض مشاعة للجميع...صدقوني انا لا ابالغ ابدا فيما اقول...الاخوة المصممين وقعوا في اخطاء اساسية قاتلة حتى من الناحية الشرعية ...ولا ينفع استبدال الطابوق بحجر الحلان...لقد فات الاوان...
ان الاوان ان يعترف مكتب (اليونسكو-عراق) بوجود اشكاليات كبيرة في امر المسابقة والمشروع المختار، وان يحترم كل هذه الآراء المعارضة باعتبارها مشروعة وصحيحة، وهي تأتي من اطراف عراقية وطنية وحريصة، وان يبدء بحوار مباشر مع نقابة المهندسين للخروج من هذا المأزق الخطير.
احسان فتحي
معماري عراقي متخصص في التراث
27-5-2021
* لمتابعة اصل المقال في الفيس بوك على الرابط ادناه :
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10225021404983521&id=1269245661
2976 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع