سيف الدين الألوسي
من قصص الجيل الذهبي للعراق ، اطباء الاربعينيات والخمسينيات !!
من اليمين الدكتور فاروق الألوسي و على اليسار الدكتور مجيد الألوسي
من ذكريات الاطباء نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات !!!
١- في نهاية الاربعينيات تخرج احد اساتذة كلية الطب في الستينيات والسبعينيات ومن عائلتنا من كلية الطب ، وكان مدللا ووالده من الرعيل العراقي الطبي الاول ووزيرا ورئيسا للصحة في الثلاثينات والاربعينيات وسفيرا لاحقا ،، وافتتح الابن المدلل عيادة بعد تخرجه في شارع المتنبي مجاورا لمكتبة المتنبي ،، وكانت احدى العجايز المعروفات بقوة الشخصية والترزل للغير ، وهي من شخصيات العائلة تسكن في بيتها المقابل لعيادته !! وهي تسكن وحيدة مع احدى العجايز من الاصل الافريقي اللواتي تربين في كنف هذه العائلة واصبحن منهم ودفنوا معهم متجاورين دنيا وآخرة !! الف رحمة عليهم جميعا !!
هذا الطبيب كان مدللا ويعرف كم صديقة يأتون كزلي ،، كمريضات للعيادة !! الحجية مگابله درج العيادة وكاعده تحسب عدد المرضى الصاعدين والنازلين واوقات الكزلي للنسوان !!! حرگت مذهبه للرجال ،، واخيرا اضطر ان يهج من المحلة ومن ساعة السودة اللي فتح بيها عيادة گبال حجية ..... !!! خبلته مثل ماري منيب !!!
الف رحمة عليهم جميعا !!
وقد راجعه ايضا احد اقاربه وهو ابن عم والده واكبر من والده قليلا ،، وكان من الرعيل الاول للمحامين بالعراق ولم يتزوج ومعروف عنه البخل ،، طلب من ان يفحصه وفحصه وزرقه بابرة وبعد ان انتهى ،، قال له اعطني فقط سعر الابرة مئة فلس !!! ،، غافل العم الكبير الطبيب واخذ الابرة الفارغة ، وبعد ان كت المية فلس ،، كانت توجد صيدلية قريبة ، ذهب اليها وسأل عن سعر هذه الابرة فقالوا له هذه مال نموذج دعاية وسعرها بالصيدلية اربعين فلسا لا غير ،، جن جنونه ورجع صاير عصبي ووجهه احمر وهو يرزل بالطبيب ويفشر عليه ،، واذا بأبن عم ابوك تاخذ منه لعد من الغريب شتاخذ !!! شلون بلوة !!! وبيمن ابتلى !!! فضحه بين كل العائلة !!! فلان حسبلي الابرة مرتين ونص بكد سعرها وهي ببلاش !!!
٢- أبن عم الطبيب اعلاه طبيب آخر تخرج قبله بسنة ،، نهاية الاربعينيات ،، كان في علاقة حب عذري قوية جدا مثل الوسادة الخالية ، مع ممرضة جميلة جدا جدا من الدين المسيحي ،، وبقيت تلك المحبة وذلك العشق العذري الى وفاتهما بعد اكثر من ستين سنة !!!
بسبب ذلك الحب الجارف وممانعة عائلة الممرضة لهذا الزواج ورغم قبول عائلة الالوسي بالزواج ، فقد هج هذا الطبيب ذو الشخصية العراقية المحببة للجميع الى الولايات المتحدة الاميركية ،،سنة ١٩٥٥ واصبح استاذا للطب هناك وتزوج أمرأة فاضلة اميركية وانجب خمسة ، ثلاثة بنات وولدين كلهم فخر لنا ،، لايزالون عراقيين للعظم ،، رجع لبغداد مع قانون الكفاءات واصبح استاذا في كلية الطب ورئيسا لقسم الباثولوجي ،، وكذلك عائلته كلها رجعت ،،ولكن زوجته هجت بعد ستة سنوات وهو بقي وحيدا وهج بعدها بثلاث سنوات ، وحيث رجع الى اميركا ولحين وفاته سنة ٢٠٠٩ وحيث أنا شاركت بدفنه ووداعه الوداع الاخير ، وللاسف توفي قبل وصولي بساعة ،، الف مليون رحمة عليه .
هذا العراقي الاصيل بحق ،، لم يترك بلده دقيقة في الواقع ،، كان يزوره سنويا ومرات اكثر من مرة ،، وخلال الحصار كان يأتي سنويا ليوزع بعض المساعدات للاقارب المحتاجين ويوزع الادوية التي يجلبها معه بالشحن ، وكذلك اخر العلوم والسلايدات لكلية الطب وطلابها ،، ويلقي بعض المحاضرات ،، ثم اوصى والدي رحمه الله وابن عمه الصغير ،، بأن يكون واسطة لتسليم الفلوس البالغة الف دولار شهريا ( في زمن الحصار كانت مبلغا كبيرا ) للحب الاولي ،، ابوية الله يرحمه كان يتشاقه وياه وگاله رح اشد گرون تالي وكت من وراك !! الحب الاولي لم تتزوج الى ان توفت رحمها الله مع العم في نفس السنة ،، وكانت تأتي الى عيادة الوالد رحمه الله ،كل ما توصل فلوس بيد احدا او حوالة ،، واحتفظت بجمالها الاخاذ ولحين اخر مرة رأيتها في عيادة الوالد سنة ٢٠٠١ ،، وكانت بوز كأنها ممثلة وگع بيها الدهر !
وهنالك طبيب واستاذ كبير بكلية الطب ومن عائلة عريقة بغدادية اخرى ، له نفس القصة ولم يتزوج بسبب حبه لممرضة حسناء مسيحية وتوفاها الله في منتصف الثلاثينات من عمرها،، وبقي مخلصا لها لحين وفاته رحمه الله وحيث كان هذا الطبيب شخصية بغدادية اصيلة ، والده ايضا من الرعيل الطبي الاول بالعراق ويملك اكبر مكتبة موسيقية بالعراق وانسان بكل معنى الكلمة ورمز للثقافة والعلم والانسانية !
اليوم الجميع ذهبوا الى مكان اسعد وافضل من حياتنا اليوم ،، الف رحمة عليهم جميعا .
1021 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع