المرحوم الدكتور فالح عبد الجبار ،،

                                             

                           سيف الدين الألوسي

       

المرحوم الدكتور فالح عبد الجبار ..

العالم و المفكر المرحوم الدكتور فالح عبد الجبار كما عرفته .

اليوم سأكتب عن صديق صدوق واخ فاضل واستاذ متمكن هو الدكتور فالح عبد الجبار رحمه الله ، وسأتطرق الى شخصيته الانسانية والوطنية ونزاهته دون الكتابة الى علمه الغزير وثقافته الموسوعية وكتبه القيمة التي ألفها بحرفية عالية وصدق وبجهود كبيرة ، خدمة للاجيال والحقيقة .
فالح عبد الجبار البغدادي المولد و اليساري النشأة في شبابه ، المشبع بحب العراق ، هو أنسان فريد من نوعه ،، ذو قلب نظيف صادق ، كريم النفس الى ابعد الحدود ، عاطفي ويشعر بمعاناة البشر مهما كانوا دون تفرقة ويحاول خدمة الجميع قدر استطاعته ، وسأروي حادثتين عن هذه الشخصية الفذة والتي عملت معها لمدة ثلاثة سنوات في بيروت وفي معهد الدراسات العراقية معه ومع اخوية وصديقي الدكتور سعد عبد الرزاق الانسان الفذ الذي سأكتب عنه لاحقا .
نرجع الى موضوعنا وعن د فالح رحمه الله ، وحيث التقيت به صدفة وبعد مدة من عدم التواصل بسبب الظروف ،، التقيت مع الاخ الفاضل الصديق د وليد خدوري في دعوة عشاء عند الصديق الاستاذ غانم البيبي في بيروت سنة ٢٠٠٦ ، وسألت الدكتور وليد اطال الله بعمره عن فالح وأين هو ، فقال انه في بيروت وسأتصل به الان لتتكلم معه ،، كنت سعيدا جدا بهذه المفاجأة ،، اتصل به وتكلمت معه وفرحنا انا ود فالح جدا ،، اصر على لقائي في اليوم الثاني بمعهده للبحوث والذي افتتحه منذ فترة قريبة في عين المريسة ، واتفقنا على الموعد في العاشرة صباحا من اليوم التالي وحيث كان في طريقه للسفر لليابان عصر ذلك اليوم لحضور مؤتمر جامعي في طوكيو ،، كنت ساكنا في منطقة جل الديب شمال بيروت ، فاخذت تكسي مبكرا بسبب زحام بيروت وذهبت مسرعا للقاء احد اقرب الناس الى نفسي ، تعانقنا عند اللقاء وعرفني بموظفي المعهد وقال لي بعد ان جلسنا لفترة ، من باجر تجي تداوم بالمعهد وتكلم لي عن مشاريعه ومؤلفاته وان دكتور سعد عبد الرزاق اخوه وصديقه الحميم سيأتي قريبا الى بيروت ليستلم عمله في المعهد ايضا ،
الم اقول ان طير السعد قد وكر على راسي ، وها انا مع اثنين من اقرب اخوتي واصدقائي ، وبعد حيرتي ،،ونكول ، وتنصل وكذب من وعدني بعمل ببيروت للاسف ،
اكملنا جلستنا في الثانية بعد الظهر والح على توصيلي للبيت ، وانا اترجاه بعدم توصيلي كونه على سفر بعد ثلاثة ساعات مع زوجته الكاتبة المثقفة السيدة الفاضلة فاطمة المحسن ،، في منطقة الدورة اتت أمرأة مستهترة تتكلم بالموبايل وباليد الاخرى جكارة وصدمت سيارة فالح الجديدة الكورولا ،، كتلله هايه طلعت من ورايه ،، گاللي ولا يهمك ، فدوة ، التأمين يتكفل بها من ارجع من السفر واصر على توصيلي ولم يبقى لديه وقت كاف للذهاب للبيت والمطار ،، كتلله اذا مرح تقبل تنزلني، رح تخليني اندم واتأذى بسببك ،، وبعد الحاح توقف ونزل ليعتذر مني بسبب سفره وقبلني وقال ،، باجر تداوم بالمعهد واني بعد اسبوع راجع لنعمل سوية كيف ستكون الدورات للطلاب ولحين قدوم د سعد ،،، هل رأيتم تواضعا واخلاقا مثل ما يملكه هذا الانسان الحق الف رحمة عليه ؟
مع فالح ذكريات لا تعد ولا تحصى ومع اخوتي واصدقائي في بيروت داخل المعهد وخارجه ومنهم الدكاترة سعد عبد الرزاق ورشيد الخيون وشيرزاد النجار ووليد خدوري والمرحوم الصحفي القدير الانسان الطيب رياض قاسم والعديد من المثقفين والذين زودوني بالكثير من التجارب والمعرفة .
الامر الثاني والذي لا انساه عن فالح الانسان ولكثرة مشاغله وتفكيره بتقديم الاحسن والافضل لتطوير الطلبة وبناء الثقة لهم ،، هو جمع ولم شكو جداحات واقلام وباكيتات جكاير ، وكل يوم يرجع لبيته وجيوبه مليانه قلام وجداحات لانه عندما يكتب، يضع اي قلم بجيبه وعندما يورث جكارة لو سيگار يضع الجداحة بجيبه وكذلك باكيتات الجكاير ، ونبقى انا ودكتور سعد نتوسل بايجاد جداحة لو جكارة وخصوصا بعد خروجه وذهابه ،، ويرجع ثاني يوم جايبها !! ،، الى ان تعلمنا بجلب باكيات جكاير وجداحات احتياط ونحن نتشاقه مع المدرسة الحقيقية وعنوان للانسانية والمحبة والكرم والعلم والصدق د فالح الف رحمة على روحه الطاهرة .
كم نفتقدك كلنا اليوم يا ايها البيرق العراقي الاصيل .


    

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1002 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع