إذا خالفت النظرية التطبيق؛ ماذا نفعل؟

                                                    

                           اسماعيل مصطفى


إذا خالفت النظرية التطبيق؛ ماذا نفعل؟

إذا خالفت النظرية الصحيحة التطبيق أو الواقع يجب تغيير الواقع؛ هذه المقولة الرائعة منقولة عن العالم الفيزيائي والرياضي الشهير "البرت انشتاين" وهي جديرة بالاهتمام والدراسة لعدّة أسباب بينها أن الواقع كثيراً ما يخالف النظرية وهنا تحصل إشكالية معقّدة ينبغي حلّها؛ فإذا كانت النظرية صحيحة في أيّ مجال من مجالات الحياة ولم نتمكن من ترجمتها إلى حقيقة على أرض الواقع أو تم تطبيقها بشكل سيء أفرز نتائج مخيّبة للآمال، فمعنى ذلك أننا أخطأنا في فهم النظرية على حقيقتها ومفهومها الذي وضعت من أجله في الأساس أو أننا أخطأنا في تحويل هذه النظرية إلى واقع مفيد بسبب عدم امتلاكنا للأدوات الصحيحة التي تجعل هذا الأمر ممكنا في الواقع الخارجي، وبتعبير آخر نكون في هذه الحالة قد ابتلينا بالقصور أو التقصير أو الاثنين معاً نتيجة الجهل تارة، وعدم الجديّة والمثابرة تارة أخرى.

ويبدو قول انشتاين (إذا خالفت النظرية الواقع يجب تغيير الواقع) في غاية الأهمية لو عرفنا أن واقعنا قد انحدر إلى مستويات متدنية وسحيقة في كثير من مضامير الحياة وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية وغيرها، وسبب ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى عدم توفر النظرية الموائمة لبناء مجتمع ناجح وصالح على أسس استراتيجية ترسم الهدف المنشود من ناحية وتضع البرامج القادرة على ترجمة الهدف المقصود إلى واقع من ناحية أخرى، وفي حال توّفرت النظرية الصحيحة ولكننا فشلنا في تحويلها إلى واقع ملموس يسهم في انقاذنا من التدهور والانحطاط، فعلينا إذن الاعتراف بالقصور أو التقصير أو بهما معاّ ونعمد إلى ما يعيدنا إلى جادّة الصواب وفق النظرية الصحيحة ذات الصلة والأساليب الملائمة لتطبيقها آخذين بعين الاعتبار حقائق عدّة بينها أن التراخي والتباطؤ في الاستفادة من تجارب الماضي كفيل بأن يبقينا في بقعة التخلف التي لا نُحسَد عليها والتي كلّفتنا الكثير من الطاقات والامكانات التي ذهبت أدراج الرياح نتيجة الانفصام الحاصل بين النظرية والتطبيق وابتعاد الواقع عمّا تقتضية المصالح المشروعة للفرد والمجتمع على حدّ سواء وفق مبدأ (لا يصح الّا الصحيح) الذي يفترض وجود أناس مخلصين ومتخصصين وليس رعاة بقر لا يفرقون بين الصالح والطالح وإنّما همّهم أداء وظيفة روتينية لا تتطلب سوى امتطاء الخيول والتلويح بالعصي واطلاق صيحات سرعان ما تتناثر في فضاءات مفتوحة لا تفرز الّا أصداءً غير مفهومة ولا تنم عن شيء سوى الدوران في حلقة مفرغة في زمن بات كل شيء فيه يخضع لحسابات الربح والخسارة ولا مجال فيه للتخبط والعشوائية مهما كان لونهما وشكلهما ومصدرهما.

    

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

570 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع