ذاكرة الأهوار

                                                

                        محمد سهيل احمد


ذاكرة الأهوار

       

زار الأهوار قبل الرحالة ثاسيجر
عالم بريطاني يكتشف صنفا نادرا من كليب الماء

* / لكليب الماء جلد من الفرو الناعم كان يغري اهل الهور باصطياده من اجل الحصول على ذلك الفراء الذي كان يستخدم لأغراض منع الماء من التسرب /
* / يحزن غراهام كثيرا لرحيل حيوانه المدلل لكن السرور يعاوده حين تتسلل الى المكان ثلاثة جراء من صنف كليب الماء نفسه . /


في العام 1956 وصل عالم الطبيعيات الاسكتلندي غافن ماكسويل الى العراق متوجها الى الاهوار بحثا عن فصيلة حيوان نادر يطلق عليه اهلها تسمية ( كليب او جليب الماء Otter ) .وبهذا يكون ماكسويل قد جاب منطقة الاهوار حتى قبل ولفريد ثاسيجر ببضع سنين . وهناك في احراش الاهوار تعرف على رجلين من المعدان كان اسم احدهما ( عجرم ) والثاني ( حسن بن مناتي ) حيث قام الاثنان باهدائه مخلوقين غريبي الشكل من النوع الذي اعتاد اهل الاهوار تسميته بـ (چليب الماء او كليب الماء ) . اطلق ماكسويل على ذلك المخلوق اسم ( مجبل ) وعلى المخلوق الاخر اسم ( كحلاء ) وسرعان ما اقفل عائدا الى لندن ، غير ان (كحلاء ) توفيت بالحمى في الطريق لكنه اعتنى بمجبل محتفظا به في داره مع كليب ماء آخر من اصول اوروبية .
اكتشف ماكسويل أنّ هذا النّوع الّذي يعيش في الأهوار كان مجهولاً في كتب علم الحيوان. وبعد أن نشر دراسة عنه أطلق على الحيوان اسم Maxwell’s Otter.واعطاه اسما علميا لاتينيا .
نشر ماكسويل في عام 1960 كتاباً عن "مجبل" والعلاقات الّتي توثّقت بينهما، بعنوان Ring of Bright Water ولاقى ذلك الكتاب نجاحاً كبيراً وأعيد طبعه مراراً، وبيع منه أكثر من مليون نسخة.
في 1969 أخرج المخرج البريطاني Jack Couffer هذه القصّة في فيلم سينمائي لاقى نجاحاً هو الآخر، وعرف "مِجبل" في الفيلم باسم) Mij ) .
ماكسويل في سطور
ولد العالم الاسكتلندي ماكسويل عام 1914 في اسكتلندا وتوفي في سبتمبر من عام 1969 .وكان كاتبا متعدد الاهتمامات لكن كتابه الذي حمل عنوان (دائرة الماء الساطع Ring of Bright Water ) الذي اصدره عام 1960 نال شهرة واسعة حيث فاق مبيعاته اكثر من مليون نسخة . ويذكر ان ماكسويل قد سبق الرحالة الذائع الصيت ولفريد ثاسيجر في التوغل في عالم اهوار الجنوب ذي المواصفات السريالية والضارب في جذور تاريخ وادي الرافدين .
عموما يمكن القول انه سبق لماكسويل انه ألف صنفين من اصناف كليب الماء من اصول اوربية من بين صنفين آخرين كان سيكتشف وجودهما في الاهوار . ومعروف ان لكليب الماء جلدا من الفرو الناعم كان يغري اهل الهور باصطياده من اجل الحصول على ذلك الفراء الذي كان يستخدم لأغراض منع الماء من التسرب الى مقتنيات ساكني الهور المستخدمة من اجل مواصلة العيش . وكان لون الصنفان الاوربيان اسود واحمر بينما كان لون الصنف العراقي النادر المسمى مجبل بواحد من لونين .. الابيض والرمادي . وعموما تعرض ( جليب الماء ) الى موجات انقراض نظرا لطرائق صيده باستخدام البندقية ( الشوزن Shotgun ) وكذلك عن طريق الصعق الكهربائي كما ان مساعي تجفيف الهور من قبل النظام السابق قامت بكشف وتعرية الجحور الذي اعتاد ان يختبئ فيها ما ادى الى المزيد من حالات الانقراض بالنسبة لذلك الحيوان الرشيق الذي تعرض للانقراض بفعل عوامل الطبيعة والعوامل البشرية .
( دائرة الماء الساطع ) فيلما سينمائيا
في عام 1969 تم اخراج فيلم مقتبس عن كتاب العالم ماكسويل حمل عنوان ( دائرة الماء الساطع ) وكان من بطولة الممثلين البريطانيين بيل ترافرز وفرجينيا ماكينا . تدور احداث الفيلم حول مواطن لندني يقتني كليب ماء ويتآلف معه الى حد السماح له بالمبيت معه في البيت . وفي الطريق الى الساحل الاسكتلندي حيث كوخ بطل الفيلم غراهام ميريل . يطلق غراهام على حيوانه المدلل تسمية ( ميج ) اقتباسا من اسم مجبل العربي القادم من قلب الاهوار العراقية .غير ان الفيلم الذي شاهدته كاملا لايشير من بعيد ولامن قريب الى الاهوار حيث ان قصة الفيلم خيالية . وبعد ان يثير ( ميج ) فضول المواطنين الانكليز ، او رعبهم ، يسكن في كوخ غراهام على الساحل الاسكتلندي . وفي اثناء جولاته يعقد صداقة مع احدى اناث كليب الماء . وفي اثناء رحلة لغراهام الى لندن ، يقتل ( ميج ) على يد فلاح حاسبا اياه من حيوانات الحقل الضارة . فيحزن غراهام كثيرا لرحيل حيوانه المدلل لكن السرور يعاوده حين تتسلل الى المكان ثلاثة جراء من صنف كليب الماء نفسه . اذ ذاك يمسك غراهام قلم حبر ويبدأ السطر الاول من روايته المستوحاة من رحلته الى اهوار الميزوبوتيميا !
امتدح بعض النقاد الفيلم معدين اياه واحدا من افضل عشرة افلام لذلك العام بيد ان الفيلم لم يحقق ايرادا كبيرا لشباك التذاكر
كما ان احداثه لم تكن كما توقعنا ؛ تدور في منشأ مجبل الاصلي : عالم الاهوار المقامة على المسطحات المائية بمسالكها والتفافاتها ورجالها صيادي السمك ونسائها الكادحات في قلب الطمي العراقي .

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1039 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع