سحبان فيصل محجوب
ثورة كهرباء أم ثورة وطن؟
مع انقضاء عام واحد على بدء ثورة تشرين العظيمة، التي جسد فيها الشباب المنتفض صورا ًرائعة لمعاني الشجاعة والفداء بعثت بالعراقيين الشرفاء روح الأمل والتفاؤل لعودة بلادهم إلى ما يستحقه من عناوين السيادة والأمن والاستقرار والعيش الكريم، فهل كانت هذه الثورة مقتصرة على تظاهرات تطالب بالخدمات أو تأمين وظائف للعاطلين عن العمل؟
كما روج ويروج لها المتضررين منها (أصحاب المصالح المشبوهة) فكثيرا ًهي محاولات تشويه منطلقاتها لغرض إبعادها عن تحقيق فعلها الوطني الهادف، وهل كانت مطالبها مؤقتة؟
أم هي ثورة شمولية (نريد وطن)؟
في مقال سابق لي كان تحت عنوان (الكهرباء.. تسقط حكومات) تناولت أثر توفير الكهرباء في استقرار المجتمعات أما الفشل في تجهيزها فيعني مؤشرا ً على إخفاق السلطة وتدني رؤيتها السليمة في تلبية المتطلبات المشروعة لحياة كريمة للمواطن، وهذا يكفي ليشكل عاملاً مضافا ًفي تحفيز الثوار للخلاص من مظاهر التخلف والفساد.
نعم، فالكهرباء جزء من المطالب المشروعة للثورة وليست كلها، وهل يطمح الثوار إلى (وطن من دون كهرباء)، وهل ستفقد الثورة فاعليتها عندما تتحسن أو تتوفر الكهرباء كما يحصل في مواسم اعتدال درجات الحرارة وانخفاض الطلب عليها ويكون هذا من عوامل إخمادها (لا سمح الله).
فالثورة، اليوم، هي ثورة مجتمع عانى من تداعيات كثيرة ومختلفة (الفساد .. نقص في السيادة الوطنية.. البطالة.. غياب العدالة.. السلاح المنفلت.. المليشيات الًوقحة.. التهميش والأقصاء.. انعدام الخدمات أو نقصها... إلخ ) فهي ثورة خلاص شاملة نحو التغيير المنشود في حياة المواطن، الذي تعرض إلى ما يمس كيانه البشري ومظاهر بشعة شتى بدأت بتهديد كرامة الوطن بفعل السلطة الهزيلة، التي نصبها الاحتلالان الأمريكي والإيراني واللذان سوف يزولان حتما ًبفعل ثبات شباب الثورة وتضحياتهم حتى تحقيق أهدافهم.
3117 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع