الدكتور مهند العزاوي*
14 تشرين الأول، 2020
لم يتبق الكثير لتفعله الولايات المتحدة في العراق
العراق- الولايات المتحدة – مستقبل الوجود الأمريكي - التحديات
الواضح أن ترامب يريد الخروج من العراق والشرق الأوسط على نطاق أوسع ، لكن يجب أن يترك مستويات القوات الأمريكية حيث هي على الرغم من أن الانسحاب العسكري يفي بوعد قطعه الرئيس خلال انتخابات عام 2016 ، إلا أنه يأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف. بهذه العبارة انهى ستيفن أ. كوك[1] مقاله America’s Iraqi Embassy Is a Monstrosity Out of Time نشر في [2]foreign policy بتاريخ 12 أكتوبر 2020 وقال فيه؛ يجب على الإدارة القادمة إغلاق المجمع وتسليمه إلى العراقيين. والتخلص من مجمع السفارة الحالي في بغداد ، وهذا لا يعني أن على الولايات المتحدة أن تتخلى عن المدينة كليًا
وقال ستيفن لقد طرحت وزارة الخارجية فكرة نقل السفير الأمريكي إلى أربيل ، عاصمة المنطقة الكردية ، لكن ذلك لن ينفع: ويبدو من الغريب أن يواصل السفير الأمريكي الدفاع عن قضية عراق موحد ، إذا ما اعتصم في عاصمة المنطقة الكردية. وبدلاً من ذلك ، يجب على واشنطن شراء مبنى في بغداد يتناسب مع مهمتها الفعلية ودورها وتأثيرها في العراق ، وهنا يتكلم ستيفن عن مهام تدريب القوت العراقية والاستشاريين . ويعتقد ان المجمع الحالي يتحدث عن غطرسة العقدين الماضيين ، فإن إنشاء منزل جديد للسفارة سوف يرمز إلى التواضع الأمريكي بعد غزو واحتلال العراق غير مشروع حسب وصفه
السفارة يجب أن تغلق
يشير ستيفن في مقاله المطول الى عدم جدوى بقاء القوات الامريكية في العراق من ناحية ، واهمية بقائها من ناحية أخرى ويقارن بين المحوريين ، وقد ناقش تهديد وزير الخارجية مايك بومبيو بإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد. كرد على الهجمات المستمرة ضد المبنى، وعجز الحكومة العراقية الواضح عن فعل الكثير حيال ذلك. وقال من الصعب الحكم على ما إذا كانت هناك طرق أخرى للولايات المتحدة لحماية السفارة - أو ما إذا كان تهديد بومبيو مصممًا لتحقيق غاية دبلوماسية أخرى. لكن السفارة يجب أن تغلق بغض النظر. مهما كانت الدوافع وراء فكرة بومبيو ، فهي فكرة جيدة من حيث مزاياها. ويجب على الإدارة القادمة إغلاق المجمع وتسليمه إلى العراقيين.
من الصعب أخذ هذه الأهداف على محمل الجد
يقول ستيفن ((صحيح أنه لم يتبق الكثير لتفعله الولايات المتحدة في العراق)). بالرغم من ان المسؤولون الأمريكيون جعلوا الإصلاح السياسي والاقتصادي العراقي جزءًا من الحوار الاستراتيجي الذي عُقد مؤخرًا بين البلدين ، لكن من الصعب أخذ هذه الأهداف على محمل الجد. لقد مضى أكثر من 17 عامًا على غزو العراق ، ولا يوجد سبب للاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستقابل الآن بأي نجاح أكبر مما كانت عليه من قبل. سوف يرسم العراقيون طريقتهم الخاصة إذا كانوا يريدون سياسة لائقة واقتصاد مزدهر ، وهنا يعتقد ستيفن انه اميركا ليست جادة في الانخراط بالعراق ، وتلك العبارة صريحة وشجاعة وكل المؤشرات تدل على ذلك
العراق والمخالب الإقليمية
يعود ستيفن ويقول ؛ ان الجانب الأكثر تحديًا للمهمة الأمنية هو المساعدة في وضع الجيش العراقي ، وقوات الأمن الأخرى في موقع يحمي سيادة العراق حاليا ، وقد حدد المخالب الإقليمية وابرزها عمليات القوات المسلحة التركية ، والحرس الثوري الإسلامي الإيراني (IRGC) من خلال القوة الوكيلة (مختلف المليشيات) ، وحزب العمال الكردستاني ، وكذلك القوات الأمريكية في العراق. ليس هناك الكثير مما يمكن للعراقيين فعله حيال أي منهم ، لكن أكثر هذه الأمور فظاعة هي إيران حسب وصفه ، ومن المنطقي تمامًا أن يرغب الإيرانيون في التأثير على السياسة العراقية ، لكن نتيجة لذلك هي تبعية العراق
الجهود المبذولة لإخضاع الميليشيات لم تنجح
يقول ستيفن : سيبقى العراقيون عرضة للإيرانيين طالما أن قوات الأمن العراقية لا تملك القدرة والثقة لتأكيد سلطتها. إنها أيضاً مسألة إرادة سياسية ، لكن العراقيين لديهم الآن رئيس وزراء ، مصطفى الكاظمي ، الذي يبدو أنه مستعد لمحاولة كبح جماح عملاء إيران. وفي يونيو / حزيران ، أشرف على اعتقال ما يقرب من عشرة أعضاء في كتائب حزب الله المدعومة من إيران لتخطيطهم لشن هجمات حول بغداد. ورداً على ذلك ، اعتقلت الميليشيا أفراد عائلات ضباط عسكريين شاركوا في مداهمة واحتجاز رفاقهم ، وفي استعراض للقوة ، اقتحمت المنطقة الخضراء في عربات مصفحة. وتم إطلاق سراح رجال الميليشيا بسرعة.
وفي أواخر يوليو ، اغتيل هشام الهاشمي ، أحد مستشاري الكاظمي ، في ضربة يعتقد على نطاق واسع أنها من عمل وكلاء إيران في العراق. ومن الواضح أن الجهود المبذولة لإخضاع الميليشيات لم تنجح. من نواح كثيرة ، تدهور الوضع الأمني ، وظل الاستهداف الروتيني للقوات الأمريكية في البلاد يمثل تحديًا كبيرًا للقادة الأمريكيين. ونتيجة لذلك ، عززت إدارة ترامب الوجود الأمريكي في العراق بسحب القوات، ويقصد عمليات الترقيق للقوات الأمريكي والأجنبية التي غادرت العراق
خارطة التحديات العراقية
استعرض الخبير الامريكي ستيفن أيه كوك المشهد العراقي من وجهة النظر الأمريكية ، وهو كبير زملاء إيني إنريكو ماتي لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية ، لكن لم يتطرق الى مساهمة الولايات المتحدة الأمريكية طيلة 17 عام في هذا المنتج السياسي والأمني والعسكري في العراق، ولو عدنا الى الوراء قليلا واستعرضنا الاستراتيجية العسكرية الامريكية 2010 -2014 كانت تحدد في تحدد في البيئة الاستراتيجية (ان العراق هو المسرح الرئيس لمحاربة الإرهاب ؟) وعندما نضع احجار الشطرنج في اللوحة العليا ، سنجد ان السيناريوهات الدامية التي خطط لها ونفذت في العراق بما فيها تشكيل فرق الموت ونظرائها من التنظيمات الإرهابية براياتها المزيفة وشعارتها الدموية ؛ كانت تحت انظار المنظمات الأممية ومجلس الامن والولايات المتحدة وحلفائها ، دون اتخاذ قرارات اممية حاكمة تمنع ذلك وتحافظ على سلامة العراق
أحلام العراقيين
يتطلع العراقيين الى مستقبل افضل وحياة مستقرة وتنمية مستدامة ، وتبدوا كـ أحلام في وضح النهار ، في ظل تغييب الدولة العراقية ، واختراق الكتلة الحيوية للسيادة ، وتوزيع مؤسسات الدولة كغنائم حزبية ، فضلا عن اقتصاد متهالك ينخره الفساد ومافيات الجريمة ، وكما نعلم الدولة عربة يجرها حصانين القوة والاقتصاد ، وقد جرد العراق من كلا عنصري الكتلة الحيوية للسيادة
من المرجح ان لا تنخرط الولايات المتحدة في المشاكل العراقية ، ومن المحتمل ان تسحب قواتها خلال الأيام القادمة ، وتحتفظ ببعض منها لأغراض التدريب ، وقد تتخذ مقر للسفارة في بناية متواضعة كما وصفها ستيفن ، وسيترك العراق للعراقيين ينزعون شوكهم بأيديهم ان استطاعوا ذلك، وفي ظل خارطة التحديات التي ذكرها ستيفن اعتقد انه صعب جدا ولكن ليس مستحيل، ولكن الإرادة السياسية الدولية والعراقية مفقودة لتحقيق ذلك
*رئيس مركز صقر للدراسات
الأربعاء، 14 تشرين الأول، 2020
[1] . ستيفن أيه كوك هو كبير زملاء إيني إنريكو ماتي لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية. أحدث مؤلفاته كتاب بعنوان "الفجر الكاذب: الاحتجاج والديمقراطية والعنف في الشرق الأوسط الجديد"
[2] . https://foreignpolicy.com/2020/10/12/americas-iraqi-embassy-is-a-monstrosity-out-of-time/
1035 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع