علي المسعود
" الشاب أحمد" فيلم يناقش تأثير الجماعات المتطرفة على عقول الشباب
Film – Young Ahmed
أصبح الإرهاب ظاهرة خطيرة تهدد الأمن والاستقرار الداخلى للدول في جميع أنحاء العالم وتعوق خطط التنمية بكافة أشكالها، ما جعل تلك الدول تستنفر كل طاقاتها وجهودها لمحاصرة هذه الظاهرة والعمل على الحد من آثارها ، والتطرف الاسلامي هو شكل من اشكال الارهاب ، كما أن "للجماعات الإسلامية أجندة سياسية واضحة قائمة على تفسير خاطئ للدين ، والأيديولوجيات المتطرفة في المجتمعات الأوروبية وعلى نطاق واسع وكبير والإرهاب الإسلامي المتطرف هو آفة كبيرة باتت تضع المجتمع الأوروبي في خطر كبير لأنه أصبح حقيقة ملموسة وواقعية ، وبالتالي يجب مواجهة هذا الخطر فكريا أولا وقبل أي شيء ومن ثم تقديم المشورة ومساعدة الحكومات والمؤسسات الأوروبية في وضع سياسات عامة ومتكاملة وعادلة تكون قادرة على تأمين الاستقرارالاجتماعي والاقتصادي في إطار مكافحة التطرف ". ولأن المواجهة الفكرية أهم من الحرب الأمنية والعسكرية وفي ظل الإدراك المتزايد في الدول الأوروبية للتحدّيات الأمنية الكبيرة التي تواجهها مؤخرا، كما أن الدول الأوروبية تواجه مشاكل متعلقة بالتطرّف ، حيث إن الجماعات الإسلامية تستغل الدين من خلال إنشاء مدارس تغسل فيها عقول الأطفال والطلاب وبدعم حكومي ووسط رقابة ضعيفة ، فلابد من بذل المزيد من الإجراءات العملية لمكافحة آفة التطرف التي أدت وبشكل كبير إلى تصاعد الأعمال الإرهابية ، إضافة إلى نشر الكراهية في المجتمعات . السينما باتت واحدة من تلك المواجهات الفكرية لأنها أكثر الفنون قرباً من المجتمعات وتأثيراً فيها رغم حداثة هذا الفن مقارنة بالفنون الأخرى ، فلقد تجاوزت المسرح والرواية والشعر وكل الفنون الاخرى ، لهذا اتسعت رقعة مريديها في كل نقطة من العالم ما أهّلها لأن تستعملها الدّول بصفتها كأداة توصيل وتلقين الأفكار لدى الجمهور الواسع ، من هنا كانت السّينما وما تزال وستبقى حقلاً مزروعاً بالأهداف السّياسية التي يمكن توصيلها للجماهير بكل سلاسة وسهولة ، إن السينما يجب أن تكون في مقدمة الأدوات التي تستخدمها الدول في مكافحة الإرهاب . والسؤال هنا كيف يمكن للسينما أن تعالج موضوعا شائكا وحساسا كالتطرف والإرهاب؟ ، هذا السؤال العريض الذي يحمل معه تفرعات تلامس الموضوع من زوايا مختلفة يحضر فيها الفني والفكري، قلة من الأفلام العالمية تمكنت من الابتعاد عن التبسيط والشيطنة ، أن موضوع الإرهاب موضوع صعب حتى على مستوى التناول السينمائي العالمي ، هناك أفلام سقطت في فخ تناول تلك الظاهرة الخطيرة، لكن الحوادث التي تحدث هنا وهناك من العالم وبين فترة واخرى بحد ذاته كان مبررا كافيا لكل السينمائيين للتطرق إلى الفكر الإرهابي والجماعات المتطرفة . الثنائي البلجيكي الشهير" جان بيير ولوك داردان " في فيلمهما الجديد "الشاب أحمد" والذي يحكي جانب من جوانب التطرف ، قصة صبيّ عربي ومسلم، يعيش في قرية بلجيكية ، يتجه للالتحاق بإحدى الجماعات الإرهابية وهي قضية الساعة حاليا في أوروبا بل والعالم كله ، الفيلم شارك في مهرجان كان السينمائي لعام 2019 وحصل الفيلم على جائزة أفضل إخراج و ضمن مسابقة نظرة ما وعُرض في ثامن أيام المهرجان بحضور صناعه . هو فيلم بلجيكي وإن كان موضوعه متعلقا بالعرب والمسلمين . ويتناول قصة أحمد الفتى المراهق أحمد ذو 13 عاما والمنحدر من عائلة مهاجرة مغربية وأسلوب الحياة المُختلف بين هويته الدينية ونمط الحياة الغربي الذي نشأ في ربوعه . هنا يعيش الصبي ازدواجية ، بين ما يسمعه من الإمام في المسجد وما يشهده في الحياة من مغريات . ولعل انتشار مصطلح الإسلاموفوبيا وما نتج عنه من تناحر الهويات يدفع الوالدة للخوف على ابنها من الوقوع في براثن المتطرفين. الممثل الأول "أدير بن عدي" الصبي المراهق يتعرض لغسيل دماغ من قبل إلامام المتشدد في قريته ( عثمان مومن ) ، الذي يرى بان الدين الاسلامي يتعرض الى هجوم من قبل المجتمع العلماني، أثرت معتقدات إمام المسجد المحلي على الفتى أحمد لدرجة أن المراهق بدأ يضايق والدته باستمرار (كلير بودسون) مرة لانها لاترتدي الحجاب . والدته لا تفهم من أين أتى هذا التغيير المفاجئ في عقلية ابنها ، أحمد (أدير بن عدي) أخبر معلمته " إيناس" في بداية الفيلم "المسلم الحقيقي لا يصافح يد المرأة" عندما رفض مصافحتها كالمعتاد وعند الانتهاء من دروسه ، وتفاجئ معلمته و تهجس بأن شيء ما حدث مؤخراً للفتى أحمد ، وهذا الشيء غيره بشكل جذري وغير من شخصيته الوديعة ليصبح وقح وعدواني ، وينسحب هذا التحول حتى في البيت ، حين يصف والدته بالكافرة لانها لاتريدي الحجاب حتى في البيت ، ويدخل في شجار جسدي مع أخته حول ملابسها وعلاقتها مع صديقها ، جزء كبير من هذا التغييره تعود اسبابه الى إنقياده الاعمى الى الإمام (عثمان مومن) ، وهو إمام المسجد المحلي في القرية ، تأثر الصبي بالامام المتشدد والذي يحاول زرع الافكار الارهابية في عقل الصبي المراهق . ويبدو أن الإمام لديه مشكلة خاصة مع مدرسة أحمد إيناس (مريم أخديو) وهي مدرسة مسلمة ساعدت أحمد في السابق في التعلم في سنواته الخمس الاولى بسبب الإعاقة في التعلم ، وتستخدم أساليب تدريس غير تقليدية ، والتي تحاول أدخال الغناء والموسيقى للأطفال في تعلمهم اللغة العربية ، وهذا لايروق الى الجماعات الاصولية التي تعتبر الموسيقى والغناء فسق وحرام، في حين تؤمن المعلمة إيناس إيمانا راسخا بأنها "ستعلمهم اللغة العربية التي يمكنهم استخدامها في الحياة اليومية". على الرغم من المحاولات اليائسة التي قاما بها معلمته ووالدته لإخراج أحمد من شرنقة الامام المتطرف ، لكنهما في النهاية وقفتا عاجزتين ،عجزت هذه الأسرة عن التصدي للامام المتطرف وإنتشال الصبي من براثنه . ويخرج الصبي عن سيطرة الأسرة تماما ، ويتحول لدمية بين يدي إمام متشدد كل همه الدفع به أكثر فأكثر نحو التطرف، لقد انتصر الإمام المتشدد، للأسف، في هذه المعركة المصيرية على أسرة أحمد. وفازت بذلك قوة الشر على حب الحياة لدى هذا المراهق، الذي أصبح يعادي أشكالها الطبيعية كما يظهر الفيلم، كمقاطعته لسماع الأغاني، وهذا نتيجة الشحن المتواصل لدماغه بالأفكار القاتلة من قبل هذا الإمام الحقود على الحضارة الغربية وثقافتها، والذي كان يرى في أحمد الصغير مشروع جهادي في المستقبل ضدها . الفيلم يأتي في سياق إنكباب السينما بشكل عام على ظاهرة التطرف والإرهاب من خلال أعمال حاولت تقريب هذه الآفة من محبي السينمأ. أحمد (أدير بن عدي )هو وشقيقه رشيد (أمين حميدو) واقعان بالفعل تحت التأثير الخطير للمتطرف ، الإمام (عثمان مومن) يستعد سراً لتجنيدهما للجهاد ، يبدأ الفيلم بالتوتر شبه اليومي في حياة أسرة بلجيكية بين الأم وابنها المراهق أحمد، إذ لم تعد لديها أي سيطرة عليه، وأصبح تحت تأثير أفكار خطيرة لإمام متشدد، فيما وقفت هذه الأسرة عاجزة عن حمايته ، وصارت هدفا، وخاصة أمه، لعتابه المتواصل على أنها لا تحترم تعاليم الإسلام ؟ ، والمحزن في هذه القصة أن الأم على علم تام بأن هذا الإمام هو من يحشو دماغ ابنها بأفكار الحقد والكراهية. لكنها بدت غير قادرة بالمرة على انتزاعه منه أو إنقاذ إبنها من هذا الوباء. لقد "وقع الفأس في الرأس" كما يقال، ولم يعد بوسع هذه الأم إخراج ولدها من وحل التطرف، الذي يزيد فيه غرقا يوما بعد يوم . بدا أن كل هم هذا الإمام في الفيلم هو الدفع بهذا المراهق لأقصى ما يمكن من درجات التطرف ، وهو يدرك أنه لن يتأتى له ذلك إلا بعزله عن محيطه، وتحريضه ضد من يخالفه في الدين أو طريقة العيش من المسلمين ، وكان أول مستهدف من ذلك أستاذته في اللغة العربية (إيناس) ، التي قررت تلقين تلاميذها هذه المادة عن طريق سماع أغاني كتبت كلماتها بلغة القرآن. ويريد هذا الصبي المراهق أن يكسب نصيبه من الاحترام الذي يحظى إبن عمه الجهادي عند الإمام به ، يقرر المراهق أحمد قتلها وبتحريض من إمام الجامع يقرر الذهاب متوجها إلى شقتها بسكين مخفي في حذائه ، وحين يفشل هجوم المراهق أحمد على مدرسته إيناس ، يتم إرساله إلى مركز لإعادة تأهيل الأحداث. حيث يرسل الصبي الى مركز احتجاز الأحداث وتحت إشراف أخصائي في مركز التاهيل (أوليفييه بونود) ، ويعمل كل يوم أربعاء كجزء من عقوبته في مزرعة إلى جانب فتاة مراهقة تدعى لويز (فيكتوريا بلوك) والتي تنشا بينهما حالة تجاذب ولكن قناعاته و تطرفه حالت دون الاستمرار بتلك العلاقة ، وبالرغم من الاهتمام والرعاية التي حظى بها (أحمد) في مركز التاهيل إلا أنه ظل مصراًعلى أفكاره المتشددة التي وقع ضحية لها في سن مبكرة. ومن هذا المنطلق ، يفهم من هذا أن المخرجين البلجيكيين يلفتان نظر المشاهد إلى أن آفة التطرف وغسيل الدماغ لدى هذا المراهق كانت في مرحلة متقدمة ، ولم يعد ينفع معه أي نوع من أنواع العلاج ، وظل الفتى المراهق (أحمد ) متمسكا بأفكاره المتشددة التي لقنه إياها الإمام المتطرف، وظهر في مشاهد وهو يحاول معاودة هجومه على أستاذته . للأسف أن معتقدات أحمد المتطرفة متجذرة بعمق أكبر داخله مما سمح به في البداية. علاوة على ذلك ، لا يزال لديه رغبة في إيذاء إيناس ، على الرغم من إدراكه للصدمة الشديدة التي تسبب بها هجومه الأول لها وعندما يطلب مقابلة مدرسته ( إيناس) للاعتذار منها حسب نصحية والدته وإشراف الطبيبة النفسية عندما تقع عينها على أحمد لأول مرة منذ الهجوم ، تدخل معلمته في نوبة من البكاء وتغادر الغرفة ولاتستطيع أن تقابله ، وتفشل محاولته الثانية في قتل مدرسته . حتى يتمكن يوما من الفرار من المركز، ويتوجه إلى منزل مدرسته مرة أخرى حاملا بمسمار ضخم في سبيل قتلها ، بعد أن نجح في اقتحام بيتها انطلاقا من السطح إلا أنه وقع أرضا ، كانت إصابته خطيرة ، لم يتمكن معها من الوقوف ولم يجد أمامه إلا أستاذته "إيناس" التي فتحت الباب فجأة لتجده ممدا على الأرض لتمد له يد العون وتطلب الاسعاف لعلاجه . وهي لحظات قوية ، اختارها المخرجان بمهنية السينمائيين الكبار، تغير على إثرها مجرى الانسياب السردي للقصة، ليأتيا بنفس جديد لخاتمة الفيلم ، خاصة عندما طلب أحمد السماح والمغفرة من أستاذته التي ظل يطاردها لأجل قتلها. كما أن الفيلم يضع المشاهد أمام مفارقة غريبة، وهذا من جماليات السينما أيضا، فكيف ظل أحمد الصغير المتشدد يطارد أستاذته بهدف قتلها، وفجأة، وفي آخر لحظة من الفيلم، يغير رأيه ويطالب الصفح منها وهو عاجز عن الوقوف؟ ، فالمخرجان" ألاخوين داردين " وضعا المشاهد أمام تساؤلات في إطار خاتمة مفتوحة . قصة كارثية تقليدية تمامًا عن التعصب تركز على مراهق بلجيكي مغسول دماغًا ، تحت السيطرة النفسية لإمام المسجد المتطرف (عثمان مومن)، نال الشقيقان لوك وجان بيار داردين، وهما من السينمائيين القلائل الحائزين على جائزة السعفة الذهبية مرتين، جائزة جديدة في مهرجان "كان " وهي جائزة أفضل إخراج في الدورة الثانية والسبعين من المهرجان . فيلم "لو جون أحمد" بالفرنسية و " يونك أحمد " بالانكليزية ، والذي يدور حول مراهق ينحو منحى التطرّف ، وقال لوك داردين عند تسلّمه الجائزة مع شقيقه: "أشكر لجنة التحكيم على جائزتها لهذا الفيلم الذي أردناه تحيّة إلى الحياة". وأضاف المخرج: "حرصنا على تصوير نداء إلى الحياة والتمايز، وهي مهمة تندرج في قلب المهام المنوطة بالسينما". ويتطرّق المخرجان البلجيكيان في هذا الفيلم المصوّر على عادتهما مع ممثلين مغمورين إلى مسار الشاب أحمد (إدير بن عدي) البالغ من العمر 13 عاماً الذي ترعرع في كنف عائلة منفتحة ومتسامحة في بلجيكا لكنه ارتمى في أحضان التطرّف تاثراّ بأحد أئمة الحيّ وبمصير قريب له ( إبن عمه) قتل في معارك في سوريا ، حيث كان يقاتل في صفوف التنظيمات المتشدّدة . وقد عهد الشقيقان داردين اللذان خاضاً مجال الإخراج والإنتاج وتأليف السيناريوهات المشاركة في مهرجان كان الذي فتح لهما أبواب الشهرة في العام 1996 مع "لا بروميس"، ومن ثم نالا السعفة الذهبية سنة 1999 عن فيلم "روزيتا" الذي حصدت بطلته أيضاً إميلي ديكين جائزة أفضل ممثلة. وكانت هذه الجائزة من نصيبهما سنة 2005 عن فليم "لانفان". كما حصدا أيضاً جائزة أفضل سيناريو في دورة العام 2008 من المهرجان عن "لو سيلانس دو لورنا" حول الهجرة ثم الجائزة الكبرى سنة 2011 . حاول الاخوين (داردين) الأجابة على سؤال ، والسؤال كيف يتحول فتى مراهق ولعه و إهتمامه في العاب الفديو الى القتل والعنف الديني ؟ ، ربما تتحمل الاسرة جانب كبير في ذالك وفي حالة "الشاب أحمد " ربما غياب الاب و أنشغال الام أعطى الفرصة الى الامام المتطرف ان ياخذ الدور الموجه والقدوة للشاب احمد !، وهذه هي النتيجة الرئيسية التي اكتشفها وتوصل اليها الاخوين "لوك و جان بيير داردين". الفيلم يتصدى الى احدى اهم المشاكل التي تواجهها المجتمعات الأوربية بشكل عام ألا وهي قضية التشدد الديني والارهاب . الفتى احمد 13 سنة، مراهق واقع ما بين تاثير المحيط الذي يعيش فيه ، وامام الجامع، وما بين المثل النقية ونداءات الحياة الصاخبة ونبذ الغنف و الكراهية. استطاع ألاخوين " داردين" في صياغة فيلم جميل ومؤثر وغير دعائي، بل هو فيلم انساني صور بحساسية عالية وتفهم لمشاكل الشباب وابناء الجيل الثاني من المهاجرين. الممثل أدير الذي ادى شخصية الشاب احمد ، كان رائعا واستطاع بعفويته ان يؤدي دورا مهما، وحتما سنراه في افلام اخرى. الفيلم من كتابة وإخراج ألاخوين "جان بيير داردين" ، و" لوك داردين " ومن بطولة كل من أدير بن عدي، مريم أخديو ، كلير بودسون ، عثمان مومن ، فيكتوريا بلوك ، أوليفييه بونود. عرض الشاب أحمد لأول مرة في مهرجان كان العام الماضي ، ترك الفيلم صدى وردود أفعال وكان هناك انقسام غير شائع ، ذهب البعض إلى حد الزعم أنه يثير المشاعر المعادية للمسلمين . ربما يترك للمشاهد مساحة للجدال بأن صانعي الأفلام هم خارج عمقهم الثقافي وبعيدون عن البيئة والثقافة العربية او الاسلامية ، ويدخلون كاميراتهم الخاصة بهم وينقلون صورة عن مجتمع غير مألوف لهم، لكن " ألاخوين داردين " أمضيا مسيرتهما المهنية ، بحساسية وتعاطف ، في الكثير من القضايا و المواضيع التي تتناول النضال وفي تناول حياة المهمشين في أوروبا اجتماعياً واقتصادياً ،
براي الخاص، المخرجان أستطاعا توصيل رسائل مهمة في العديد من المشاهد ، منها مشهد إجتماع ألاهالي مع مدرسة اللغة العربية "إيناس" وحالة الجدل بين الاهالي ، بين المؤيد وبين الرافض لأسلوب المعلمة" إيناس" في تعليم اللغة العربية وإستخدامها للموسيقى والاغاني في تعليم اللغة العربية ، وكيف أن الجانب المتشدد والمعارض يرى أن الموسيقى حرام ، ويصرُون على تعليم اللغة العربية عن طريق القرآن حتى يضعوا المعلمة في موضع الكافرة ، وأيضأ المشهد الذي يصور فيه الرجل المتطرف الذي يهيئ الشاب أحمد للحرب المقدسة او الجهاد على أنه شخص منحرف في عقائد الإيمان لتناسب أجندته . وهو يخبر تلميذه (ضحيته الفتى احمد في النهاية: "المهم حماية المسجد". ولكن ما يفعله حقًا بالطبع هو حماية نفسه.
وفي النهاية الكاتبان أو المخرجان (الاخوين دارادين) يطرحا السؤال المهم وهو : هل يمكن للمجتمع أن يتخلى عن مثل هذا الطفل ، حتى لو بدا أنه تخلى عن المجتمع؟ ، وهل هناك إمكانية في كشف وفضح التعاليم الراديكالية أو المعتقدات الارهابية التي إلتفت بإحكام حول دماغ " الشاب أحمد" ومنع أي فيروس إرهابي أخر من الوصول إليه؟ ، يبدو أن استنتاج ألاخوين داردين هو حتى إذا لم يكن ذلك ممكنًا ، فإنه يستحق دائمًا وقتنا وجهدنا في المحاولة . ما هو صارخ في فيلم " الاخوين داردين" هو تعاطفه مع تفسير الشاب أحمد الصارم والمتشدد للإسلام ، وفهم إخلاصه من وجهة نظر الانضباط ، والطقوس ، والحفاظ على النقاء تقريبًا - وهو قرار، عندما يتخذ من أساس شخصي وفردي يمكن أن يكون صحيًا تمامًا حتى لو لم يوافق عليه الآخرون. ولكنه كارثي عندما نريد كشف وجهة وغايات هذا الفكر التكفيري ، كما يدين الفيلم بوضوح الوعظ العقائدي المنحرف للدين و ثقافة الكراهية ونبذ الآخرين.
2237 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع