الصقر
واجب اعتقال هاشمي رفسنجاني
نشرت الگاردينيا مقالة كتبتها بتاريخ 13/ تشرين اول / 2014 تحت عنوان هكذا ندافع عن العراق تضمنت التطرق الى عملية ( واجب اعتقال هاشمي رفسنجاني ) في بدايات الحرب العراقية الايرانية .
لغاية مشاهدتي برنامج شهادات خاصة الذي يقدمه الدكتور حميد عبدالله الذي استضاف خلاله العميد دفاع جوي علي حسين العبيدي في الجزء الثاني من اللقاء بتاريخ 9 / تموز / 2020 كان الشك ينتابني حول الواجب المذكور هل هو حقيقة او ادعاء بطولات شخصية للعميد الطيار محمد عبد الله الشهواني الذي كان المشرف على العملية من خلال تحليقه المستمر بطائرة جناح ثابت منذ الفجر ولغاية الغروب طيلة ايام الواجب لتأمين الاتصالات وتعيين منطقة التنفيذ , بعد اطلاعي على اللقاء المذكور مع العميد دفاع جوي علي حسين العبيدي الذي اكد هذه المعلومات من خلال حديثه الذي استقطع منه النص التالي وبتصرف بسيط لا يؤثر على المضمون او المعنى حيث يقول في بداية اللقاء :
الاستخبارات العسكرية تمكنت من استدراج طيار الرئيس الايراني رفسنجاني ( كان حينها رئيس البرلمان ) وطلب اللجوء ودخل العراق بطائرته مع وجود معلومات مسبقة عن منطقة ومسار وطريقة الدخول وارتفاعه وسرعته وبطائرة مدنية وكانت المعلومات الاولية جاهزة , فقد وصلت معلومات عن ظائرة ستدخل في المكان والزمان المعلومين , وهذه الطائرة تابعة الى طيار الرئيس لايراني رفسنجاني . انتهى الحديث .
تطابقت بعض المعلومات مع ما ذكرته في المقال واختلفت في بعض التفاصيل , ولكن المهم تأكدت المعلومات حول صحة العملية وزال شكي في صحتها لكونها لم تتم كما كان مخطط لها . فهل دخل الطيار المذكور الى العراق من مكان آخر فهذا ما لا اعلمه ولم يؤكده العميدعلي حسين خلال اللقاء .
لذا ارتأيت ان استقطع من المقال المذكور اعلاه الجزء الذي يتضمن تفاصيل هذا الواجب .
واجب اعتقال هاشمي رفسنجاني
صباح يوم 13ايار(مايو)1981 استدعاني آمر الجناح عن طريق امر السرب الى مكتبه وهناك اوجزني بواجب سري للغاية وطلب مني عدم الافصاح عنه لاي شخص بضمنهم من سيكلفون بتنفيذ هذا الواجب وحتى عند الشروع بالتنفيذ .
وخلاصة الواجب بان هناك عملية استخباراتية لاعتقال ( رفسنجاني ) احد كبار المسؤلين في القيادة الايرانية ورئيس مجلس النواب الايراني وذلك بتغيير اتجاه طائرته السمتية التي ستقله الى منطقة في شمال العراق .
المجموعة المكلفة بتنفيذ الواجب تتكون من طائرتين الويت3 مسلحتين بالرشاشة وطائرتي مي8 تحمل مجموعة من القوات الخاصة وطائرتي PC7 مقاتلة للسمتيات وطائرتي ميك 21 لتأمين المظلة الجوية.
يكون تواجد الجميع في مطار اربيل ( عينكاوة ) وتم تخصيص ملجأ في المطار نتواجد فيه مزود بجهاز لاسلكي على ذبذبة قاطع الدفاع الجوي نستلم منه الامر بالاقلاع الى المنطقة التي يحددها الطيار الذي يحلق منذ الضياء الاول الى الضياء الاخير والذي واجبه تأمين الاتصال مع الطائرة التي تنقل ( رفسنجاني ) والطيار هو العقيد الطيار قوات خاصة ( محمد عبدالله الشهواني ) الذي يعطينا الامر بالاقلاع الى المنطقة التي يحددها،
اقلعنا بتشكيلين الويت3 ومي8 الى مطار اربيل لنجتمع مع طياري الPC7 وطياري الميك21 المتصدية ، و بعد التعارف تم الاختلاء في الملجأ مع جهاز اللاسلكي وعدم السماح لمغادرة اي منا وحتى عند الذهاب الى الحمام يكون بشكل فردي ، كان قائد تشكيل ميك21 اعتقد بان اسمه (ملازم اول .م ) كان عائدا منذ مدة قريبة من دورة في الاتحاد السوفييتي على طائرات ميك25 والتحق بسربه لحين استلام طائرات ميك 25 ، وهو على علم بطبيعة الواجب، وكانت وجبتي الفطور والغداء تصلنا الى الملجأ ، وبطبيعة الحال كان الضجر بائن على الطيارين يريدون معرفة الواجب وما علاقة هذا الجهاز اللاسلكي الذي نتحلق حوله
قائد الطائرة الثانية الويت 3 هو النقيب الطيار الشهيد (علي خضير) يعرف طبيعتي فكان قانعا لا يسأل اما الباقين يتساءلون عن طبيعة الواجب وصعوبة اقناعهم بالبقاء متهيئين ومتواجدين في غرفة محصنة صغيرة لا علم لاحد ماهية الواجب ووقت التنفيذ ومكانه .
استمر بنا الحال عدة ايام ، بعد غروب الشمس نذهب الى النادي العسكري للعشاء والنوم وفجر اليوم التالي نعود الى المطار ونفتش الطائرات ونوقع على سجلات الطائرات ،بعدها لا يسمح لاي شخص من الاقتراب من الطائرات كي تكون مهيأة للاقلاع الفوري،بدون اجراءات الفحص الروتيني قبل الاقلاع ، استمرينا على هذا المنوال الى يوم 18/ايار عصرا حيث تم تبليغنا بالغاء الواجب والعودة الى اسرابنا التي وصلناها عند غروب ذالك اليوم. ولم نفصح عن الواجب لاي احد ولحين انتهاء الحرب.
929 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع