بيلسان قيصر
جعجعة بلا طحين
شهدنا الاسبوع الماضي هجمة شرسة على دولة الإمارات العربية بسبب تطبيع علاقتها مع اسرائيل، وقد حمل لواء هذه الهجمة نظام الملالي واقزامه في المنطقة بما يسمى بمحور المقاومة، ولانفهم هل دولة الإمارات قاصر لتحتاج الى وصاية من ايران وذيولها في المنطقة، انها دولة ذات سيادة، ولها الحق في التصرف بما يتوافق مع نظرتها في العلاقات الدولية، وربما وجدت انه لا مشكله لها مع اسرائيل، لعدم وجود تجاوزات وتهديدات اسرائيلية للامارات، ولا حدود مشتركة بينهما، في حيت تحتل ايران ثلاث جزر إمارتية، وتهدد الإمارات دائما وتزعم انها جزء من امبراطوريتها الساسانية، لذا النظام الايراني هو العدو الأول للإمارات، وقد عبر الشيخ محمد زايد امير الامارات عن موقف الإمارات بقوله"موقف الإمارات سيادي لا يحق لأي دولة أن تتدخل فيه". وهذه حقيقة لا جدال حولها. والآن لنحلل مواقف محور المقاومة ومن يقف خلفهم.
1. الموقف التركي.
إن لتركيا علاقات دبلوماسية مع اسرائيل منذ عام 1954 وهناك سفارات متبادلة بين البلدين، وسبق للرئيس اردوغان ان زار تل ابيب عام 2006، وبلغ عدد السواح الاسرائيليين الى تركيا (650000) عام 2019، والعلاقات على أفضل ما يكون، صحيح ان بعض الخلافات تحصل بين الطرفين، لكنها لم تؤثر على مستوى العلاقات بينهما، وهذه الخلافات أمر مألوف بين الدول ولا غبار عليها، فسرعان ما تتبدد.
2. موقف قطر
إتبعت قطر خطى سيدتها تركيا علما ان العلاقات الاسرائيلية القطرية على مستوى جيد، وان أول من روج للعلاقات مع إسرائيل هي قناة الجزيرة الفضائية الناطقة بإسم حكومة قطر، وهذا أمر صار معروفا للجميع. سبق أن صرح الشيخ حمد أمير قطر السابق في لقاء مع الجزيرة الفضائبة" علاقتنا مع اسرائيل علاقات واضحة، فنحن ندعم عملية السلام، واتصالاتنا مع اسرائيل مستمرة، وأنتم تصورون على شاشتكم الاسرائيليين الموجودين في الدوحة". لذا فمن الأجدر بقطر أن توجه سهام النقد لذاتها قبل الإمارات.
3. موقف فلسطين
يبدو ان الفلسطينيين نسوا انهم ارتبطوا بمعاهدة اوسلوا مع اسرائيل، وخرجوا منها فاضي اليدين. مع هذا فلديهم علاقات طبيعية من اسرائيل بموجب الإتفاقية المذكورة، وقبل ان ينتقدوا الإمارات عليهم ان ينظروا لأنفسهم أولا. على أقل تقدير ان الامارات فرضت شروطا مقابل اتفافية السلام وتتمثل في وقف عمليات الاستيطان والتوسع في الضفة الغربية، وهذا ما لم تتمكن منه دولة فلسطين طوال تأريخها المسلح والسلمي مع اسرائيل. أما منظمة حماس الأخوانية فهم ذيول لولاية الفقيه وأمرهم ليس بيدهم، بات واضحا إن كل واجهات الإخوان المسلمين مرتبطة ارتباطا وثيقا بولاية الفقية.
4. موقف لبنان
لا أحد يجهل ان هناك اتفاقا بين الحكومة اللبنانية واسرائيل، وتم تعزيز الحدود بين البلدين بقوات من الأمم المتحدة (اليونيفيل) للإشراف على الإتفاق ومراقبة الحدود، والحقيقة ان لبنان منشغل بكوارث حزب الله وآخرها تفجير مرفأ بيروت، والحكومة ساكتة ، لكن حوب الله هو من ينهق على الساحة فقط.
5. موقف ايران وذيولها (محور المقاومة)
حذر الرئيس الايراني حسن روحاني الامارات من منح" موطيء قدم لإسرائيل في المنطقة". وصرح ناطق بإسم الحرس الثوري" ساكني البيوت الزجاجية"، ووصف الاتفاق" خنجر في الظهر". وقال (محمد باقري) رئيس اركان الجيش الايراني" ان الاتفاق الاسرائيلي الاماراتي هو كارثة كبرى"، مهددا" تتحمل الامارات مسؤولية في حال حصل شيء في منطقة الخليج مهما كان صغيرا، وان قرار الامارات سيغير موقف ايران وقواتها المسلحة تجاه هذا البلد".
نسأل هؤلاء المستحمرين لماذا لم تثيروا هذه الضجة مع قطر، وهي سبقت الإمارات في التطبيع؟ أليست ايران تتعامل مع دول له علاقات قوية مع اسرائيل مثل روسيا وتركيا، فلماذا عليكم حلال وعلى غيركم حرام.
1. للامارات حلفاء اقوياء ابرزهم الولاياء المتحدة ودول اوربا ومجلس التعاون الخليجي، أما حلفاء ايران فهم الأضعف، كالعراق وسوريا ودويلة لبنان ودويلة الحوثي، دول ضعيفة وغير قادرة على حل مشاكلها الداخلية والخارجية، لذا الإمارت خط أحمر والنظام الايراني يعرف مغبة تهديداته، التي لا تختلف عن محو اسرائيل خلال سويعات من الخارطة، نسمع جعجعة ولا نرى طحينا.
2. العمالة الايرانية في الإمارات كبيرة، وبجرة قلم من الشيخ زايد يمكن ان تعيدهم الى بلد الفقر والجوع والمرض والبطالة والقمع، كما ان الإمارات تحتل المرتبة الرابعة من الدول التي تستورد من ايران، وتغير بوصلة الإستيراد الإماراتي من ايران الى دول أخرى، من شأنه ان يدفع الإقتصاد الايراني الى غرفة الإنعاش.
3. اليس من الأفضل ان يقوم الحرس الثوري وذيله الطويل حزب الله، وذيوله القصيرة أي الميليشيات الولائية العراقية والافغانية والباكستانية في سوريا بالتوجه الى الجولان لقتال اسرائيل بدلا من قتل الشعب السوري؟ خصوصا بعد الركلات التي توجهها اسرائيل اسبوعيا الى مؤخرة الملالي في سوريا.
بيلسان قيصر
البرازيل
آب 2020
1025 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع