سيف الدين الدوري
الخيانة والغدر
يقال ان الخيانة والغدر في كل زمان ومكان لكن موطنها الاصلي السياسة. فلا تجد الغدر والخيانة الا في السياسة وخاصة في العراق حين غدر الزعيم عبد الكريم قاسم برفيقه مفجر ثورة 14 تموز العقيد الركن عبد السلام عارف الذي قاد انقلابين في آن واحد.
الانقلاب الاول على اللواء العشرين حين كان عارف آمرا للفوج الثالث واقدم امرء الافواج فقد كان آمر الفوج الاول العقيد عبد اللطيف الدراجي فيما كان آمر الفوج الثاني العقيد ياسين محمد رؤوف . اما آمر اللواء العشرين فكان العميد احمد حقي محمد علي الذي طلب منه عبد السلام عارف بان يسبق اللواء والى معسكر ابو غريب وينتظرهم هنا. وبالفعل تحرك العميد احمد حقي دون ان يشعر ان هذه خدعة من عبد السلام الذي تحرك ليلا وفي منتصف الطريق توقف وتوجه الى آمر الفوج الثاني العقيد ياسين محمد رؤوف واخبره بالنية للقيام بثورة وطلب منه المشاركة الا ان ياسين رفض ذلك وقال له انا اقسم بالقرآن على خدمة النظام الملكي. فاضطر عارف الى اعتقاله ووضعه مقيدا في سيارة المخابرة المغطاة بالجادر.وحل محلة العقيد عادل جلال الذي شعل فيما بعد وزارة الزراعة وتحرك الى بغداد حيث دخل مبنى الاذاعة بعد ان جعل من جمعية الشبان المسلمين المجاورة للاذاعة مقرا للقيادة واذاع البيان الاول ثم بيان اختيار الزعيم قاسم رئيسا للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزيرا للدفاع فيما نصب عارف نفسه نائبا لرئيس الوزراء ونائبا للقائد العام للقوات المسلحة ووزيرا للداخلية.
لكن بعد اقل من ثلاثة اشهر اصدر قاسم قرارات جرد بها عارف من كل مسؤولياته وعينه سفيرا في بون التي لم يبق فيها اكثر من شهر وعاد الى بغداد يوم 4 تشرين الثاني وفق الاتفاق مع قاسم الذي اعتقله في اليوم الثاني وقدمه لمحاكمة المهداوي التي حكمت عليه بالاعدام وخرج الشيوعيون فرحون يهتفون خمسة بالشهر ماتوا البعثية.
وغدر قاسم برفاقه من الضباط الاحرار فاعدم الطبقجلي ورفت الحاج سري واعتقل المئات من الضباط القوميين بينهم الطيار حردان التكريتي. هذا قاسم
اما عبد السلام عارف الذي اختاروه البعثيون في ثورتهم في 14 رمضان رئيسا للجمهورية فغدر بهم واعتقل البعض منهم وابعد الاخرين الى الخارج.
وكان حردان التكريتي لولب حركة 18 تشرين التي جاءت بعبد السلام عارف حين اتفق حردان مع علي عريم مدير مكتب وزير الدفاع صالح مهدي عماش واتفق مع آمر موقع بغداد سعيد صليبي ومع الحاكم العسكري العام رشيد مصلح واخبروا طاهر يحيى والبكر بذلك اللذين وافقوا على الحركة وذهبوا الى مدير الحركات المقدم صبحي عبد الحميد ليضع لهم خطة التحرك وبالفعل وضع الخطة وحملها طاهر يحيى الى الرئيس عارف الذي لم تكن له اية علاقة بالانقلا الذي وافق عليها وكتب البيان الاول .
وبعد نجاح الحركة اصدر عار ف بتعيين العميد الركن الطيار حردان عبد الغفار التكريتي نائبا للقائد العام للقوات المسلحة ووزير للدفاع وقائدا للقوة الجوية.
وبدأ عبد السلام مسلسل الغدر فاصدر امرا باقالة حردان من وزارة الدفاع وحل محله اللواء عبد العزيز العقيلي. ثم اصدر قرارا آخر جرد حردان من قيادة القوة الجوية وحل محله العميد الركن الطيار عارف عبد الرزاق . واخير اصدر قرارا بتجريد حردان من نائب القائد العام للقوات المسلحة وعينه سفيرا في السويد حيث لم يمكث فيها سوى بضعة اشهر فاحاله الى التقاعد واقسم عارف ان لايعود حردان الى الوطن وهو حي. وبالفعل بعد وفاة عارف ومجيء عبد الرحمن رئيسا الذي اصدر عفوا عن كل من هو خارج العراق وعاد حردان لينتقم لهذا الغدر فتحرك سريعا وكان اللولب في حركة 17 تموز التي جاءت بحزب البعث الى السلطة لكنه بالتالي تعرض الى غدر البكر وصدام فاغتيل في الكويت يوم 30 اذار 1971.بل وغدروا برفاقهم منهم من اغتيل داخل العراق ومنهم خارج العراق.منهم المقدم عبد الرزاق النايف في لندن عام 1978 اضافة الى اغتيال عدد من اعضاء القيادة القطرية منهم وزير الخارجية عبد الكريم الشيخلي وفليح حسن الجاسم وزير الصناعة وعضو القيادة القطرية وعبد الخالق السامرائي ومحمد عايش ومحمد محجوب وغانم عبد الجليل وعدنان الحمداني ومرتضى الحديثي ومحيي الشمري ومولود كامل عبد وزير الزراعة واخرين كثر لا مجال لاحصائهم.
ما عدا الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف رحمه الله لم يغدر باحد بل هو الرئيس الوحيد الذي تعرض للغدر من اقرب المقربين له والمسؤولين عن حمايته وهم آمر الحرس الجمهوري العقيد ابراهيم عبد الرحمن الداوود والمقدم عبد الرزاق النايف معاون مدير الاستخبارات العسكرية والمقدم سعدون غيدان آمر كتيبة دبابات القصر
2977 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع