احمد الحاج
#تعازينا_الكترونية_بالحقبة_الكورونية !
"التعازي الالكترونية" وبالتزامن مع إرتفاع معدلات الإصابة والوفيات بكورونا المستجد هي ولاشك البديل الاجباري الناجح والاضطراري الناجع لمجالس كورونا العزائية الخطرة في الوقت الحالي وبكل المقاييس !
لقد إعتاد العرب عامة والعراقيون خاصة على إقامة ما يعرف بمجالس العزاء بعيد وفاة أحدهم ولمدة ثلاثة أيام متتالية، أختصر هذا المجلس عرفا في العراق الى يومين داخل المدن،فيما ظل على حاله في القرى والأرياف وأطراف المدن والأقضية والنواحي لأيام عدة،صباحا و مساءا !
وفي كل يوم تطالعنا النشرات والوكالات الاخبارية العراقية - الكوبي بيست نشرة عن نشرة عن نشرة الى حد تكرار ذات الأخطاء الإملائية والنحوية والبلاغية ،وبنفس المقدمات والخلفيات أيضا - بإصابة العشرات نتيجة حضورهم مجلس عزاء أقيم على روح أحدهم في مكان ما ..ففي مجلس عزاء واحد أقيم بحي كاريزان في مدينة أربيل أصيب 32 شخصا بالوباء القاتل، وبمجلس عزاء واحد أصيب 37 شخصا في منطقة الهارثة بالبصرة مادفع السلطات الصحية الى إعلانهما منطقتين موبوءتين بالكامل وإغلاق جميع منافذهما ومنع الدخول والخروج منهما واليهما !
عني شخصيا ولست معنيا بالباقين واذا ما أصيب أحد أحبتي بوباء كورونا (كوفيد - 19)على خلفية حضوره مجلس عزاء أحدهم فسأتحدث بشيء من التحامل على أهل المتوفى وعلى العادات والأعراف والتقاليد جملة وتفصيلا ..وربما على المتوفى نفسه كذلك!
ولحل هذه المعضلة والتي لايبدو أن حلا لها يلوح في الأفق المنظور وأعني بها - مجالس العزاء - في زمن كورونا وما بعده هو باللجوء الى -التعازي الالكترونية - كبديل ناجع وإجباري غير إختياري لمجالس كورونا العزائية الوبائية المحاطة بالمحاذير والأخطار من كل حدب وصوب..لماذا ؟
- لأن مجالس العزاء في الغالب الأعم عبارة عن غيبة ونميمة وهمز ولمز ونبز وغمز حتى بالميت وذويه !
- لأن مجالس العزاء عبارة عن - الله بالخير - وأقداح ماء وقهوة سادة تطورت الى شاي سيلاني وبقلاوة وزنود الست وموز وبرتقال في بعض الأمكنة !
- لأن مجالس العزاء =500 الف دينار تكاليف حجز القاعة + 150الف دينار ثمن قارئ القرآن على المقام العراقي واختيار المقام المناسب لكل منطقة تطرب لها أذانهم بسماعه (الطويرجاوي ،العياش ، الصبية، والمدْمي) لجمهور جنوبي العراق ، (الاورفه وخاصة قطعة الزازة) لجمهور السليمانية وأربيل،(القوريات، تفليس، عمر كَله)،لجمهور كركوك ،أما عند جمهور بغداد فكل المقامات مرحب بها وبالأخص في المناطق الشعبية،بعض المقرئين المعتاشين على الفواتح ومجالس العزاء قد يقرأون القرآن فيما يلعن القرآن بعضهم بآياته !
- لأن مجالس العزاء عبارة عن مطعم شعبي - بلوشي - يأكل ربع أموال اليتامى والورثة بالباطل ولما يتقاسموا تركة المتوفى وميراثهم بعد !
- لأن مجالس العزاء عبارة عن مقهى شعبي مجاني لشرب القهوة وتجاذب أطراف الحديث وتبادل الآراء وتناقل الاخبار والسوالف وتدخين السجائر - حتى الما يدخن ،هم يكوم يدخن على الواهس هناك مجاملة - والقرآن يتلى على مسامعهم من دون أدنى إكتراث ولاخجل !
- لأن مجالس العزاء صارت بؤرا رخيصة ومبذولة لكورونا حتى صارت الأخيرة تفرح - كما خطاط اللافتات والدفان والمغيسل والقهوجي والمتسول وصاحب المطعم القريب المتخصص بالقوازي - بوفاة الناس،فكل عراقي يموت هناك يقابله جيب قريب ينتفخ !
- لأن مجالس العزاء تستهلك ما لايقل عن 2 مليون دينار هباء منثورا في المدن لكل مجلس ، أما في الارياف وضواحي المدن فتصل التكاليف الى 10 ملايين دينارعلى أقل تقدير مع نحر الذبائح واقامة المآدب للفطور والغداء والعشاء على سواء وبعضهم يستدين لتغطية تكاليفها من دون قدرته على السداد لاحقا ،فيما الاصل في الشريعة الغراء هو أن يصنع الناس لأهل المتوفى طعاما وليس العكس ،فقد دهمهم من الأحزان والأوجاع ما شغلهم ويسمى عند العرب " الوضيمة "أي ما يصنع لأهل الميت من طعام في الأيام الثلاثة !
- لأن مجالس العزاء لاسيما للنساء "تجدد حزنا للمحزون فيجزع "وبالأخص حين تطلق -العدادة أو النائحة المستأجرة -العنان لطقمها بمعية بطانتها مصحوبا بـ يبووو أويلي عليج يمه ...أو ..أويلي عليك يابه ..من قبل النائحة الثكلى - الحقيقية - ، كذلك النائحة السفلى" وهذه نائحة كذوبة تغمرها السعادة بموت الموما اليه في أعماقها وقرارة نفسها وكانت من أشد خصومه ومبغضيه في حياته ولطالما دعت عليه بالبرص وبالفالج والعمى والصمم والبكم والجذام والجنون وبأسوأ الأسقام في حياته،هي تولول بمجلس عزائه ظاهرا لتغيير الصورة النمطية المأخوذة عليها في ذلك ولو مؤقتا قبل أن تعود ريمه الى عادتها القديمة لتحول دعاء الأسقام ذاك الى زوجة المتوفى او ابنته هذه المرة بعيد مجلس العزاء بأيام قلائل !
- لأن مجالس العزاء تلك تحرج المعزين وتضطرهم الى قطع مسافات بعيدة وفي أوقات حرجة ومحرجة وأحيانا خطرة لحضورها ولمدة لاتتجاوز نصف ساعة بما يعرف بـأداء الواجب من دون إنتفاع الميت بها بتاتا بقدر كونها مظاهر إجتماعية وأعراف وتقاليد لا أكثر !
المقترح المهم اليوم وقد إقترحه بعض الأخوة جزاهم الله عنا كل خيرعلى الخاص هو " التحول الى التعزية ولا أقول العزاء الكترونيا " وعلى ذوي المتوفى قبول تلكم التعزية عن طيب خاطر من دون عتب ولا ملامة مهما كانت صلة القربى والنسب بينهما ، ذاك أن إصابة عشرات المعزين بكورونا ووفاة بعضهم من جراء مجلس عزاء واحد بغياب الرعاية الطبية اللازمة ونقص الطواقم الطبية والتمريضية ناهيك عن شح المواد العلاجية داخل المستشفيات الحكومية علاوة على إكتظاظها بالراقدين = طعن ولعن وسب وشتم وقذف سيطال الميت نفسه فضلا عن أهله لاسيما اذا لم يحضر أصحاب - مجلس العزاء الكوروني الأول - مجلس العزاء الكورني الثاني - وهكذا دواليك ،حتى صارت تلك المجالس بؤرا لكورونا وللكراهية والاحقاد والضغائن بحق !
وعلى ذوي المتوفى تحويل كامل تكاليف مجالس العزاء الى شراء الكمامات والقفازات وأجهزة التنفس وقناني الأوكسجين وحبوب الزنك وفيتامين C -B -D إضافة الى البنادول والفرش والأغطية وبدلات وأقنعة الوقاية وإرسالها الى المستشفيات ومراكز الحجر الصحي والى المحجورين حتى في منازلهم ثوابا لميتهم ، فضلا عن دعم عمليات التعقيم والتعفير التطوعية بالمواد والتجهيزات والمعقمات اللازمة !
#بقي أمر في منتهى الأهمية لابد من تناوله ليس من نافلة القول وانما من صلبه الا وهو ،ان " المتوفى بكورونا عموما يصلي عليه عدد قليل جدا جدا جدا ممن صحبوا جنازته بعد السماح لهم بذلك اذ أن الجوامع كلها مغلقة والصلوات جميعها معلقة فضلا عن خشية الناس من الاصابة بالوباء إن تبعوا الجنازة وصلوا عليها عن قرب..وبعض المصلين على الجنازة على غير وضوء إما لإنتقاض وضوء أحدهم أثناء الطريق الطويل من من الطبابة العدلية والى المقبرة البعيدة الخاصة بضحايا كورونا بإنعدام الماء مع عدم المعرفة بأحكام التيمم ..وإما لأنه من غير المصلين أساسا أضطر لأداء صلاة الجنازة لقلة العدد مجاملة،أو حياء من الحضور، أو تعاطفا مع الموقف والمصاب الجلل وقليل ماهم ..وبالتالي فقد إقترح بعض الأخوة بأداء صلاة الغائب على كل متوفى بكورونا من قبل المعارف والأصدقاء والأقرباء في عموم المنطقة ، كل في منزله والدعاء لهم جميعا بأن يتقبلهم الله تعالى في الشهداء ويغفر لهم ويرحمهم ويسكنهم فسيح جناته وان ينقلهم من ضيق اللحود الى جنان الخلود ، ومن وحشة وظلمة القبور الى سعة الدور والنور والقصور عند رب رحيم غفور .
#كما اقترحوا أشكالا ومراتب للتعزية الإلكترونية على شكل اتصال صوتي للمحبين ، بصمة صوتية للمقربين ، رسالة على الخاص والعام للاوفياء ، رسالة على الخاص لزميل العمل البعيد، رسالة على العام والخاص لزميل العمل المقرب وهلم جرا ..اودعناكم اغاتي
2254 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع