د.منير الحبوبي
البرنوطي والتمباك ايام زمان والقات والترياق
البرنوطي
حينما كان عمري خمسة سنوات كنت اتذكر هذا المشهد ولم انساه طيلة حياتي حيث كان احد اقرباء ابي رحمة الله عليهما يستعمل ماده كان يدخلها في منخريه ويبدأ بعدها يعطس كثيرا ولم اكن اعرف ما هي وما هي ماهيتها ولكن بعد سنوات عرفت انها عشبه او خلطه من اوراق التبغ المهروسه والمخلوط معها ماده طياره ونكهه معينه خاصه تسبب تهيج الأغشيه المخاطيه للأنف وبالتالي العطاس
طبعا هذه الماده تسمى بالبرنوطي وهي قد اختفت كليا من ستينيات القرن الماضي اي انني كنت ارى العديد من الشياب والرجال الذين اعمارهم كانت كبيره آنذاك يستعملوها وخاصة عند تواجدهم بالقهاوي او بالسوق وهو گاعد لم اصدقائه فتراه يخرج علبه صغيره معدنيه اعتقد من الألمنيوم وداخلها هذه العجينه فيأخذ منها كميه قليله ويدخلها بكلتا منخريه وتراه عندها تبدأ رحمة الله
بالعطاس !!! وان كنت بالصدفة امامه فلك الحق بأستلام رذاذ عطاسه او مخاطه
هنا احب ان ارفق لكم هذا الوصف الدقيق والبسيط لهذه الشبه عجينه حيث هي مستحضر من دقيق التبغ ينشق في الأنف، يعطي رائحة طيبة للنفس، اعتاد على استخدامه بعض الشيوخ وكان الشيخ يضع قليلا من البرنوطي بين أصبعي السبابة والأبهام، ويستنشقه من احدى فتحتي الانف، ثم يكرر ذلك في فتحة الأنف الاخرى.
والبرنوطي هذا هو عبارة عن دقيق تبغ مطحون ومخلوط بمواد عطرية، تضفي عليه نكهة طيبة، ويُباع بعلب معدنية رقيقة بقطر حوالي 5 سم وسمك 3سم، يضعها الشيخ في جيبه أينما ذهب، ومن حين الى آخر يستنشق منها ما يطيب له، وكان يجده منعشاً وممتعا، حيث انه في معتقد منتشقيه يساعد على العَطْس، ويمنع الزكام، ويفتح المسالك التنفسية وثمنه ارخص من ثمن شراء علب الجگاير .
ومن المفارقات الطريفة انه في الوقت الذي اختفى فيه البرنوطي من بلدان الدول العربيه ، حيث يندر جدا ان نرى في هذه الايام من يتعاطى البرنوطي ، فأن استخدام هذه الخلطه اخذ ينتشر خلال العقود الأخيرة بشكل كبير في امريكا واوروبا، حيث اخذ الناس يميلون لأستنشاق البرنوطي بدلا من التدخين، لأعتقادهم انه اكثر سلامة ونظافة وأمانا من تدخين السجائر، التي تشكل خطرا كبيرا على صحة المدخن
طبعا حسب قول مستعملي البرنوطي أيام زمان فهو يعمد على فتح وتسهيل التنفس عبر المنخرين خاصة ان كان الشخص المستعمل لها يعاني من انسداد بالتنفس على سبيل المثال شتاءا او عندما يكون احدهم مصابا بالزكام وهكذا يتخلص من الشوائب ويحرر المجرى التنفسي من الجيوب الأنفيه للأنف والبعض يقول انها تريحه نفسيا وتجعله اكثر راحة
التمباك او التنباك
التمباك، نوع من أنواع التبغ، لونه داكن ورائحته كريهة جداً، وهو من أنواع التبغ التي يتمّ تخميرها وطحنها، ويتمّ تناولها بوضعها بين الشفة واللثه كما كان بعض الناس يقومون بمضغ "التمباك" التبغ، وليس بتدخينه، وكنت أشاهد كبار السن عندما كانو يجلسون على باب دارهم بعد العصر، ويضعون بعض التبغ في ورقة، يتناولون قليلا منه ثم يقوم بمضغه ومن ثم يتفلـوه، ويكرروا ذلك عدة مرات، حتى يأتو على كمية التبغ التي في الورقة..
ويُطلق على التمباك ايضاً اسماء مختلفه مثل الشمه بالمغرب العربي والنفه والسعوط، والعماري، وكذلك بدول عربيه اخرى يسمى بالنشوق او المضغه وهو من المواد التي تحتوي على ثمانية وعشرين مادةً مسببة للسرطان، وتُصنّف مكوناته من المكونات الضارة والخطرة، خصوصاً نيترسامينات التبغ، التي تعتبر من المواد المسرطنة. يتم تحضير التمباك بتخمير اوراق التبغ ومن ثم تجفيف أوراق التبغ بعد حصادها مباشرةً، وإزالة السيقان والبذور منها، ووضعها تحت أشعة الشمس حتى يتغير لونها إلى اللون البني القاتم، وتكتسب رائحةً نفاذة وكريهة، ومن ثم يتم طحنها، وإضافة عشبة تسمى عشبة الرمث إليها؛ بحيث تكون هذه العشبة مجفّفةً أيضاً، وبعدها يتمّ حرقها، والحصول على الرماد الناتج من الحرق، حتى يصبح الخليط شبيهاً بالصوف، وأحياناً، تتمّ إضافة الزعفران إلى الخليط، بهدف التغيير من النكهة وتحسينها، وإكسابها طعماً مختلفاً. عند تناول التمباك يُسبّب حالةً مؤقتة من النشوة، والشعور بالراحة والاسترخاء، والنسيان، لكنه فيما بعد يُسبّب الشعور بالندم، والكثير من الأمراض ونسبة النيكوتين به عاليه جدا جدا
وفي مره من المرات وبحكم علاقتي مع زملاء لي بالعمل وهم اخوان مغاربه وجزائريين فأقترح احدهم عليّ تناول هذه الشمه وكانت فرصة استراحه وقت الظهيره وكان يتواجد سيدات وشباب فرنسيين ولا اخفيكم سرا فبعد ربع ساعه من وضعها تحت اللسان ومن دون شعور اردت القيام من خلف مكتبي ولكني شعرت بأن سيقاني تخذلني ولا أستطيع الحراك ولا تساعدني على النهوض فأحرجت كثيرا وحاولت النهوض عدة مرات دون ان يحس احد منهم بمشكلتي ولكن لا حراك ولا حياة على من تنادي وأحسست ايضا بدوار الراس واني دخت كثيرا ووقتها كان عمري حوالي 35 عاما ولا اطيل عليكم الموقف وعندها اسعفني احد زملائي بالخروج خارج المختبر واستنشاق زفير الفم الذي ازفره داخل كيس نايلون والذي هو ثاني اوكسيد الكربون وكذلك استنشاق الهواء الطبيعي الخارجي وبعدها استعدلت الأمور ورجعت الوضعيه الصحيه الى طبيعتها
ومن يومها لم أتناول اطلاقا هذه الشمه علما انني غير مدخن ولكن اشرب جگاره وحده باليوم او ادخن الشيشه النرگيله بالمعسل مره واحده مثلا كل شهر وبالثمانينات كانت القطارات الباريسيه بها عربه للمدخنين وانا لست بمدخن ولكني افضل الصعود والركوب بهذه العربه حيث يوجد عدد غير قليل من مدخني الپايب فأجلس بقربهم واشتم رائحة تبغهم الطيبه جدا ولي قصص واحداث اخرى مع الدخان هي مدعاة للسخريه والضحك والهزل لا مجال لذكرها هنا
طبعا احب ان اذكر ايضا ان تناول هذه الشمه او التمباك والأنسان جائع اي غير متناول لوجبة الطعام وقت تناول هذه المضغه فيكون مفعول تخديرها اكثر وأسرع, وهنا لا اريد ان اسهب اكثر وخاصة بالتكلم عن القات الذي يستعمله او يتناوله اليمنيون بشكل كبير جدا فهل هو اقل او اكثر خطوره من التمباك فهذا لا اعرفه ويا حبذا من عنده معلومات بخصوص هذا الموضوع ان يضيفها ؟
القات
وهنا احب ان اشير الى نقطه مهمه لم استطع تحديدها او وصفها او تسميتها بشكل مضبوط وهو فيما يتعلق بتناول القات او ما يسمى بالكيف في اليمن وهي نبته لها مفعول تخديري ولا اعرف بالضبط هل هل هي نبته مخدره ولا علاقة لها بالتبغ ام هي تبغ فعلا ولكن حسب منظمة الصحه الدوليه فالقات يعتبر ماده مخدره تؤدي بمتناوليها الى الأدمان وعادة عندما تذهب لليمن وتزور عائله يمنيه فهم يكرموك بصينيه يضعونها امامك ومملوئه بأغصان واوراق القات ويقوم الضيف بتقطيع كميه من الورق ويجعلها بشكل كروي ويضعها بالفم تحت الخد وبعض الأحيان من وقت لآخر يمضغها ويمتص عصيرها
الترياق
هي مادة يمكنها أن تعاكس أثر السم. وكلمة الترياق شاملة تتضمن مضادات السموم كحال الشخص الذي تم لسعه من قبل زنبور او تم عضه من قبل عقرب سام او حيه سامه فيعطى الترياق اي هي شبه دواء وكلمة الترياق بكسر التاء كلمة فارسية معربة: الترياقُ: وهي دواء السموم، وهي ما يُستعمل لدَفع السَّمّ من الأَدْوية والمَعاجِين، ويقال دِرْياق، بالدال أَيضا وآلية فعل او عمل الترياق هي ان يعمل على التقليل من سمية مادة ما كأن يشكل الترياق رابطة كيميائية مع السم تبطل عمله وأن يحول السم إلى مادة أخرى أقل سمية.
1229 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع