علي المسعود
حكاية أغنية.. "لا تكذبى" خيال شاعر في وصف الخيانة
كان الشاعر كامل الشناوي (ابن عم الفنان كمال الشناوي) مغرم في حب الفنانة نجاة الصغيره) أحبها كما لم يحب عاشق من قبل .. هام بها لدرجة الجنون، وللأسف لم تكن تبادله نفس المشاعر الرقيقة التى كان يكنها لها، وكان يصل الى مسامعه بان نجاة تحب شخصأ اخر وتخونه معه ، ول مصطفى أمين (صاحب هذه القصه) كنت انا والموجي نجلس في بيت الفنان عبدالحليم حافظ ودخل علينا كامل الشناوي في حاله، نفسيه سيئه للغايه .. سألناه عن مايزعجه فلم يجيب على تساؤلاتنا واتجه الى غرفة المكتب دون ان يتحدث مع احد وكان يوجد في غرفة المكتب خط تليفون، قام كامل الشناوي بإجراء إتصال مع الفنانة نجاة الصغيرة ، وكنت انا والموجي نستمع للمكالمه ، كان كامل يتكلم بقلب ممزق .. والعبرات تخنق صوته : (نجاة انا كتبت قصيده ونفسي اسمعها لك ، والله صحيح ياكامل .. طيب قول
اسمعي :
لا تكذبي...
إني رأيتكما معا
ودعي البكاء فقد كرهت الأدمعا
ما أهون الدمع الجسور إذا جرى
من عين كاذبة فأنكر وادعى
إني رأيتكما..
إني سمعتكما..
عيناك في عينيه
في شفتيه، في كفيه، في قدميه
ويداك ضارعتان
ترتعشان من لهف عليه
لا تكذبي..
تتحدّيان الشوق بالقبلات
تلسعني بسوطٍ من لهيب
بالهمس.. بالآهات
بالنظرات.. باللفتات..
بالصمت الرهيب..
ويشبّ في قلبي حريق
ويضيع من قدمي الطريق
وتطلّ من رأسي الظنون
تلومني وتشدّ أذني
فلطالما باركت كذبك كله
ولعنت ظنّي.
لا تكذبي..
ماذا أقول لأدمع سفحتها أشواقي إليكِ ؟
ماذا أقول لأضلع مزقتها خوفا عليك ؟
أأقول هانت ؟
أأقول خانت ؟
أأقولها..
لو قلتها أشفي غليلي
يا ويلتي.. لا لن لأقول أنا، فقولي
لا تخجلي. لا تفزعي مني فلست بثائر
أنقذتني من زيف أحلامي
وغدر مشاعري
فرأيت أنك كنت لي قيدا
حرصت العمر ألا أكسره
فكسرته
ورأيت أنك كنت لي ذنبا
سألت الله ألا يغفره
فغفرته
لاتكذبي..
كوني كما تبغين
لكن لا تكوني
فأنا صنعتك من هواي
ومن جنوني
ولقد برئت من الهوى ومن الجنون
بدأ كامل يلقي القصيدة بصوت منتحب خافت..تتخلله الزفرات والعبرات والتنهدات والآهات..مما كان يقطع القلوب..وكانت المطربة صامته لا تقول شيئاً، ولا تعلق..ولا تقاطع..ولا تعترض.. وبعد أن انتهى كامل من إلقاء القصيدة قالت المطربة: كويسه قوى..تنفع أغنيه..لازم أغنيها». ردت نجاة الله دي قصيدة روعه انا ح أغنيها لم يتمالك كامل نفسه اقفل الخط وانهمر بالبكاء ، لعنة الحب الفاشل أصابت الشاعر، حتى أنه كان يشعر أن هجرة محبوبته قتلته، ولم يبق سوى موعد تشييع الجنازة، وكان يجلس يومياً يكتب عن عذابه، وأصبح يتردد على المقابر، وحينما سأله مصطفى أمين عن ذلك، أجابه بابتسامه حزينة وقال: «أريد أن أتعود على الجو الذي سأبقى فيه إلى الأبد). جراح الحب الأليم ظلت تنزف في قلب كامل الشناوي الذي ظل مخلصاً لجرحه رغم العذاب الذي كان يشعر به، حتى قيل إنه مات مكتئباً، وذلك في 30 نوفمبر 1965، من أبرز قصائد شهيد الحب الذي كان يرى أن الحياة بلا حب نعيم لا يطاق؛ «حبيبها» ، «لست قلبي»، «يوم بلا غد»، «حياتي عذاب»، «الليل والحب والموت»، وكان آخر أعماله الفنية أوبريت (أبو نواس)، لحن الاغنية عبد الوهاب وغنتها نجاة ، غنت نجاة هذه القصيدة في فيلم الشموع السوداء عام 1962، وكانت العلاقة التي تربطها آنذاك بعبد الحليم حافظ علاقة زمالة عادية، لكن علاقة نجاة بعبد الحليم توترت بعد أن قام عبد الحليم بغناء هذه القصيدة في حفل عام، إذ اعتبرت هذه الأغنية أغنيتها الخاصة، وبالرغم من أن عبد الوهاب قد غنى الأغنية أيضاً لكن ذلك لم يعد العلاقة بين عبد الحليم ونجاة إلى مجاريها، ربما لأن عبد الوهاب كان معتاداً على غناء الأغاني التي يلحنها لغيره من المغنين، وبالتالي يختلف غناء عبد الوهاب لها عن غناء عبد الحليم، إذ اعتبرت غناء عبد الحليم نوعاً من الاعتداء عليها ، صار أداء المطربين الكبار الثلاثة موضعاً للمقارنة بين معجبيهم، وهو موضوع يخضع للتقييم ، وقصة غناء عبدالوهاب للاغنية يعود إلى ان إذاعة هيئة الإذاعة البريطانية -والتي شاع تسميتها الآن بالـ بي بي سي عربي - استضافت عبدالوهاب والشناوي، وأدار الحوار أحد مذيعيها الكبار، وفي اللقاء طلب من عبدالوهاب ان يغنيها فغناها كاملة بالعود مع مقدمة موسيقية تختلف عن تلك التي غناها فيما بعد في الأسطوانة وقد اعتادت إذاعة لندن إذاعة ذلك التسجيل في برنامجها المعروف بـ "من لندن فقط" وكان يتخلل الأغنية كلمات الإعجاب من الحضور في الاستديو، ومنهم كامل الشناوي. بعد ذلك -وبعد ان رأى عبدالوهاب إعجاب مستمعي الاذاعة بذلك التسجيل - قام بغنائها بالعود مرة أخرى في مصر، وأصدرها في أسطوانة من انتاج شركة "صوت الفن". من الجدير بالذكر ان ماجعل تلك الاغنية تتميز باالاداء الاوركسترالي الجيد هو إسنادها إلى الموسيقار علي إسماعيل لتوزيعها فأبدع في ذلك -شأنه في ذلك ما فعله في الكثير من ألحان عبدالوهاب وغيره ـ فجاءت متميزة سواء في تسجيل الأسطوانة للمطربة ( نجاة الصغيرة ) ، أو تسجيل الحفلة لعبدالحليم، وقد قام على إسماعيل بنفسه بقيادة الاوركسترا في حفلة عبدالحليم ، خلد الشاعر الكبير كامل الشناوى قصة حبه للفنانة القديرة نجاة بكلمات أغنية "لا تكذبى" التى خرجت من قلبه بصدق شديد فلمست وجداننا وظلت معانا حتى الآن
الاغنية بصوت الموسيقار محمد عبد الوهاب على العود
https://www.youtube.com/watch?v=SYGEulfklhA
الأغنية بصوت المطرب عبد الحليم حافظ
https://www.youtube.com/watch?v=xHuUKT-QtWU
الأغنية بصوت المطربة نجاة الصغيرة
https://www.youtube.com/watch?v=adGGpOljYgg
2159 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع