د.منير الحبوبي
معامل الثلج ايام زمان
تقترب ايام الصيف الحار بالعراق وحرارة جهنم لا تطاق فتضطر العالم ايام زمان الى استهلاك الثلج بكميه كبيره وفي بيتنا وكبيوتات كل العراقيين الذين حالتهم زينه كان عندهم ثلاجه خشبيه بابها تفتح للاعلى وبها خزان للماء جدرانه من الچينكو المغلون وقربه او يساره مكان يتم وضع الثلج به والثلج يحاط بگونيه لتقليل زمن انصهاره اي حتى لا يموع بسرعه ويمكن وضع اللحم او الخضره على الثلج لكي نقلل من فترة تلفها ويوجد حنفيه من امام الثلاجه نستطيع منها شرب الماء البارد القادم من الخزان, طبعا العوائل الغنيه والراقيه كان عندهم وقتها ثلاجات كهربائيه نوع ويستنگ هاوس مثلا وبالمناسبه في خمسينيات وستينيات القرن الماضي كان ابو الثلج يجيب ربع قالب ثلج او نصف قالب محمولا على بايسكله ويوزعه على البيوت وبعض الأحيان يطرق الباب ويضعه امام باب الدار
وعادة بالأسواق نرى باعة الثلج يضعون مصطبه وسط السوق او الدربونه او الشارع وفوقها قالب الثلج والناس او الآباء مثلا الساعه الواحده ظهرا وهو راجع من محل عمله وذاهب الى بيته يشتري ثلج ويرجع البيته حيث شرب اللبن بالثلج يرد الروح وتشعر بأنتعاش ما بعده من انتعاش وهو الروح والريه وكل الناس عاريه, بائع الثلج عادة عنده شبه قامه او منشار خاص فيقوم بقص القالب حسب الطلب ولا ينشر القالب للأخير بل ينشر من الأعلى بعمق حوالي 2 او 3 سنتيميتر ومن ثم وبواسطة شبه بسمار له يده خشبيه او مقبض خشبي يطرقه بقوه بوسط الفتحه التي تم نشرها فينفصل الجزء المطلوب عن القالب , وللعلم المنشار المستخدم لقص الثلج هو ليس بمنشار عادي كمنشار الخشب بل هو منشار ثلج وهذا ميزته الرئيسيه هو أنك خلال القطع بدفع المنشار للأمام او برجوعه بسحبه للخلف فالمنشار يأكل بالقطع اي ذهابا وأيابا يقطع الثلج لأنه يحتوي على سنون او اسنان بالأتجاهين تسمح بالقطع بالأتجاهين وهو على عكس مناشير الحديد او الخشب حيث اسنانها بأتجاه واحد
من هنا نسمع المثل الشعبي القائل
هذا مثل منشار الثلج صاعد ماكل نازل ماكل
اي المثل يضرب للأنسان الموغل بالطمع والأستغلال ولا رحمة له مع الآخرين ولا توجد في قلبه اي رحمه او شفقه للفقراء او الضعفاء ان سمح له الزمن استغلالهم
وطبعا هناك امثال كثيره تتعلق بالثلج سأسردها دون الحاجه لتفسيرها كلها ومن يريد معرفتها فما عليه الا الذهاب لزيارة موقعي عن العراق الحبيب ويدخل بالحقل امثال:
يشتري من عدنه ثلج ويبيعنه مي بارد
أبيض مثل الثلج
اذا ذاب الثلج بان المرج ,,,او يذوب الثلج ويبان المرج : حيث يضرب لأكتشاف الحقيقه لاحقا
أذا ثلجت فرجت : وهو يضرب في الاحوال الجويه فعندما تثلج ينتهي وقت البرد وتنتفع الأرض
الثلج خميرة الگاع : وهو يقال لتبيان فعل الثلج بالأرض بعد ذوبانه
أبرد من الثلج
يذوب الثلج ويطلع الوصخ
يا بيضه مثل الثلج,,,دليني على هلچ
دَينَك سَجَله على قالب ثلج,,,
دينك تلفظ بفتح الدال والنون,,, وتعني بأن الدين الذي أقرضته لأحدهم فأنه من المستحيل ان يتم ارجاعه لك اي استعادته لأنه كتب على سطح القالب وبذوبان الثلج لن يبقى من اثر يُذكر بضرورة الأيفاء بالقرض او الدين
الكثير من الباعه للثلج حالهم حال باعه آخرين يُرغبون ببيع ببضاعتهم فتسمعهم على سبيل المثال يتغنون بالقول
الليله وغره يا ثلج : اي يضرب لليوم الحار جدا
أغله من الثلج بالشتا :
وهو يضرب لعدم توفر الثلج بالشتاء فيكون غالي اي اغلى من الصيف علما ان لا أحد يرغبه بالشتاء
وغره الدنيا يا ثلج برد گلبك بالثلج
عموما اهل المطاعم وباعة السمك هم المعاميل الدائميين لمعامل وباعة قوالب الثلج وكذلك بالصيف باعة اللبن والشرابت كالرمان والليموناظه والدوندرمه وبائعي عرق السوس وكذلك بائعات گيمر الجمس يستعملون الثلج بكميات كبيره وهنا احب ان اسهب بخصوص بائعي الدوندرمه ايام زمان بعقود منتصف القرن الماضي حيث البائع عنده برميل خشبي خارجي منصوب داخل عربه وعادة هو برميل عنبه كبير ويوضع داخله برميل اسطواني معدني من البراص وليس الحديد لأن البراص هو بالحقيقه عباره عن معدن مسبوك من صهر النحاس والزنك, والزنك هي تسميه لاتينيه ويسمى بالخارصين بالعربي حيث هذا المعدن السبيكي يعمل كموصل حراري جيد لنقل الحراره من وسط البرميل المعدني البراص الحاوي على خلطة سوائل الدوندرمه او الأزبري مع الحليب والنكهات والماء والسكر وصبغات الاغذيه فينقلها للخارج بأتجاه المائع المكون من الماء والثلج الموجود بين البرميل الخشبي الخارجي وبين برميل البراص الداخلي
للعلم البائع للدوندرمه تراه طول الوقت يحرك البرميل المعدني الداخلي من البراص للأعلى والأسفل او بتدويره مع او ضد دوران عقرب الساعه لكي يلامس سطحه اكبر كميه من الماء والثلج وهكذا يتجمد السائل داخله وهكذا يستطيع بواسطة مگشاطه او ملعقه خاصه قشطه ووضعه بگلاص او بمخروط من البسكت واعطائه للزبائن
وهنا احب ان اضيف هذه المعلومات البسيطه بخصوص التبريد بهذه الطريقه حيث الثلج المستخدم للتبريد يضاف عليه الملح الصخري الذي له قدره عاليه اكثر منها لبقية الأملاح في تقليل درجة الأنجماد للماء البارد حول الوعاء الأسطواني الى درجات اقل من الصفر اي عادة كلنا يعرف ان الماء يتجمد عند الصفر المؤي فأن تجمد الماء هكذا فهذا غير جيد في عملية تحريك وتبريد البرميل البراص وكذلك لن يبرد بسرعه المحلول داخل البرميل البراص ونحن نريد تخفيض الحراره بالداخل الى ناقص 5 او ناقص عشره مئوي لكي يتجمد الخليط وبشكل اطول زمنيا اي ان الملح يعمل على تخفيض درجة الأنجماد الى اقل من صفر
ومن الضروري هنا ان اذكر ان الملح الصخري هذا والمستخرج من باطن الأرض يختلف عن املاح مياه البحر او املاح البرك والمستنقعات التي تتبخر مياهها بفعل حرارة الصيف مخلفة الملح على السطوح, وهنا احب ان اشير الى التسميه ملح الشوره التي تعمل بتواجدها على شكل محلول ملحي في تخفيض درجات الأنجماد الى اقل من الصفر وهنا احب ان اذكر ان برميل البراص هذا يكون طافي وسط البرميل الخشبي ويحاول طيلة الوقت ان يطفو ويصعد للأعلى ولكن الباعه يتحكمون بمنعه من الصعود للأعلى بواسطة 2 او 3 چنگال تسحبه او تمسكه للداخل
هنا احب ان اشير لدور وأهمية معامل تصنيع الثلج لعامة الناس وهي معامل تشتغل ليل نهار دون توقف وبعض هذه المعامل اصحابها بأيام الصيف حيث الطلب كبير جدا تراهم لا يرجعون الى بيوتهم لعدة اشهر وتتطلب منهم البقاء بالمعامل لصيانة الأجهزه وخاصة لكثرة العطلات او لخطورة المنشآت والمكائن التي كانت تستعمل قديما غاز الأمونيا او الأمونياك وهو غاز النشادر المستخلص او المتحرر من النشادر والذي هو هيدروكسيد الأمونيوم والكلمه النشادر هي كلمه فارسية الأصل
هذا الغاز خطر وسام وذو رائحه غير مستساغ شمها وعديم اللون ولا يحترق بالهواء ولكن بتواجد الأوكسجين بقربه فيحترق ويخرج لهبا اصفر واذا حصل تهريب من هذا الغاز فهو خطر جدا على صحة العاملين وهو اخف من الهواء وعموما اذا حصل تهريب فيطلب من العاملين بالمعمل الصعود للاعلى وتجنب شمه وهذا ما اثار تساؤلي واستغرابي كيف ينصح العاملين بالصعود للسطح علما ان الغاز اخف من الهواء وهو الذي سيصعد بسهوله للأعلى اي ان الصحيح هو البقاء بالأسفل او الخروج من المعمل او النزول الى مكان سفلي لتجنب صعوده ولكن مع نقاش مع احد معارفي وزملائي وربي يحفظه لأنه مرجع بخصوص تكنلوجيا صيانة وتصنيع كل ما يتعلق بأجهزة التكييف والتبريد فهو اصر على تبيان اهمية او ضرورة الصعود لأنه بالحقيقه المشكله هي غير كامنه بكثافته بل لأنه غاز النشادر بصوره عامه ميال جدا للذوبان بالرطوبه وحيث ان الماء وبخار الماء متواجد بكثره قرب احواض التبريد فهذا يساعد على ذوبان الغاز داخله ومن هنا الخطوره للعمال ببقائهم بالأرضيه اي الضروه لهم ان يصعدوا للسطح لأن استنشاقه سيسبب تقرحات وخدوش للأوعيه المخاطيه للأنف وللحنجره والبلعوم والرأتين وللعلم يمكن اكتشاف تنفيس هذه الغاز بحاسة الشم ويحدد ايضا مكان التنفيس بإشعال أصابع مادة الكبريت بالقرب من المكان المشكوك وجود تنفيس به فيظهر دخان أبيض في حالة وجود تنفيس
وقبل كتابتي لهذه المقاله شرح لي اخ كريم حيث ان احد اقربائه صاحب معمل ثلج يستخدم الأمونيا بالتبريد بخمسينيات القرن الماضي حيث انفجر احد الأنابيب بالمعمل وارداه قتيلا بالحال رحمة الله عليه بعد ان انشقت بطنه بفعل الأنفجار وللمعلومات المتخصصين بصيانه هذه المعامل بالعراق آنذاك هم قله ويتم عدهم بأصابع اليد اي ان الصيانه لأجهزه معامل الثلج لم تكن سهله لعامة الناس
كذلك من الضروري ان اذكر بأن هذه المعامل تستخدم احواض مبنيه من الكونكريت وداخلها مياه مشوره وتحاط بأنابيب غاز النشادر التي تعمل على تبريد هذه المياه المملحه فتنخفض درجة حرارتها الى حوالي ناقص اثنا عشر درجه مئويه وداخل هذه الأحواض يتم نقل وحمل ووضع الواح الثلج المملوئه بالماء من اجل تبريدها وتجميدها بواسطة كرين او سلنكات وهذه الحوامل الحديديه يكون مقطعها مربع الشكل تملء بمياه الحنفيات اي بماء الشرب ويتم تغطيسها بهذه الأحواض لمده تتراوح من 6 الى 8 ساعات ليخرج بعد ذلك على شكل قوالب ثلجيه
سعة هذه المعامل في تصنيع القوالب تختلف من معمل لآخر فمنها كان ينتج بما يعادل 200 او 300 قالب يوميا ومعامل جديده وصلت الى 1000 قالب وهي تعمل ليل نهار وهذه المعامل خسارتها كبيره ان انقطع التيار الكهربائي عليها او انقطعت عنها مياه الأساله ورأيت تقارير وفيديوات للبعض من سكنة اهالي الموصل يشترون الثلج لكي يتركوه يموع اي ينصهر حتى يشربون ماؤه ﻷنقطاع ماء الأسالة عنهم
هذه القوالب مصنوعه من الحديد نوع ستينلس ستيل الغذائي ذو گيج او مقياس او عيار 304 بحيث يكون غير قابل للأكسده وغير سام للمياه التي تتصل به علما انه لو تم تصنيع القوالب من النحاس فأنه سيكون تقنيا ومن ناحية النقل الحراري افضل من قوالب الحديد في عملية تسريع التبريد ولكنه اي النحاس غالي جدا نسبة للحديد وصفاته الميكانيكيه كالصلاده ومقاومة الأنبعاجات والصدمات اقل منها للحديد ستينلس ستيل علما ان سمك هذه الألواح الحامله لماء قالب الثلج قد يصل الى حوالي 8 ملم او 1 سنتيميتر وللعلم من ناحية التوصيل الحراري وليس الكهربائي فالنحاس له قدره او سعه على توصيل حراري اربع مرات اكثر منها من قدرة الستينلس ستيل وهنا حينما نتكلم عن النقل الحراري فلا نقصد التسخين بل نقصد التبريد اي القدره على نقل او طرد الحراره من الواح الثلج بأتجاه الماء البارد بالأحواض التي تحيط بقوالب الثلج
هنا احب ان انوه الى مشكله يمكن ملاحظتها بمعامل صناعة الثلج بالعراق وهو انه منذ زمن بعيد وليس قريب ترى انك حينما تشتري الثلج فداخله يكون فارغ وهذا هو نوع من انواع الغش بتجارة تصنيع الثلج اي انه بالحقيقه القالب حينما نشتريه يجب ان يكون داخله مملوء وعادة طول القالب حوالي 1 متر ووزنه حوالي 20 الى 24 كغم وعادة يجب ان لا يكون الثلج شفاف بل يجب ان يكون ذو لون ابيض لا يتم الرؤيا عبره وهذا هو الدليل الفعلي على حسن تصنيع القالب بشكل رسمي وقانوني
ولكن الذي يحصل ان الباعه او اصحاب المعامل لا يتركون القوالب بالحوض الكميه الكافيه من الوقت فالتبريد لا يتمكن من الوصول الى داخل او عمق اللوح للقالب ويبقى الماء بعض الأحيان بحالته السائله فعند اخراج القوالب من الأحواض ينسكب ماء الوسط للقالب والذي مقطعه على شكل اسطواني او كأنما كان هناك بوري داخل القالب وهذه العمليه تعني صرف اقل للطاقه الكهربائيه لصاحب المعمل وايضا اقل كميه من الثلج والله اعلم فقد يكون هناك اسباب اخرى تقنيه اجهلها
هنا ايضا احب ان انوه الى انه عموما القالب للثلج يجب ان تكون حافتيه او طرفيه مملؤه ثلج ولا يوجد فراغ وغير شفافه ولكن الذي يحصل عادة ان احد طرفيه تكون جيده وممتلئه ثلجا والأخرى لا والسبب هو عدم الجوده بعملية التصنيع ولعدم اتاحة الوقت الكافي لكي يجمد القالب بشكل جيد حيث عادة الحافه العليا لقوالب الثلج بعد سحبها من الأحواض ليس من السهوله اخراجها من الالواح وهذا يستوجب سكب ماء حنفيه عادي غير مبرد عليها لكي ينفك انجماد الحافه للقالب مع حافات اللوح المعدني وبالتالي نرى فراغ هوائي داخل احدى نهايتي القالب والبعض منها شفاف بفعل ذوبانه بفعل ماء الرش على القالب لأخراجه من اللوح
احيط علما ان التكنلوجيا في عالم التبريد منذ فتره ليست بالقصيره قد تغيرت وتقدمت كثيرا وبدأ منذ فتره ليست بالقليله بتصنيع واستخدام معامل ثلج تستعمل غاز الفريون بدلا من غاز النشادر وتوجد في دول معينه ايضا معامل متحركه تنتقل بين المدن وخاصة للمناطق التي تعتمد صيد السمك على البحار لتصنيع وبيع الثلج في العديد من دول العالم التي تعاني من الحراره او لا تصل شبكات الكهرباء الى قراهم وبالتالي لا يملكون ثلاجات او مكيفات او مجمدات او صانعات قوالب الثلج ذات الأشكال المكعبه او صانعات جريش الثلج
وكمعلومات تقنيه قد لا تهم الكثير منا أحب ان ابين او اعطي هذه المعلومات التي نقلتها من الأنترنيت وهي التاليه حيث يتحوّل الأمونياك إلى سائل عند ناقص 33 -°م. ويغلي سائل الأمونياك في نفس درجة الحرارة، ويتجمّد ويتحول إلى مادة صلبة صافية عند ناقص 77 -°م وفي تحوله من سائل إلى غاز مرة أخرى يمتص الأمونياك قدرا كبيرا من الحرارة من المحيط الخارجي، بحيث يمتص الغرام الواحد من الأمونياك 327 سعره حراريه. ولهذا السبب الأمونياك يستعمل بشكل واسع في أجهزة التبريد
512 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع