يوميات رسام إقتحم العالمية .. وقفة مع أول عربي أدخل فن الأفيش الكلاسيكي الى ملصقات الافلام الهوليوودية وتواصل مع مشاهيرهم ..شمس الدين بلعربي

                                                  

                      دردشة مع / احمد الحاج

  

يوميات رسام إقتحم العالمية .. وقفة مع أول عربي أدخل فن الأفيش الكلاسيكي الى ملصقات الافلام الهوليوودية وتواصل مع مشاهيرهم ..شمس الدين بلعربي

على خطى المستشرق والرسام الفرنسي الشهير إيتيان دينيه ،الذي أسلم وغير إسمه الى "ناصر الدين دينيه " وكان له دور كبير في بناء مسجد باريس الكبير ،وندب نفسه للرد على تخاريف المستعربين وأكاذيب المستشرقين ممن ناصبوا الاسلام والمسلمين العداء كذبا وزورا ،وممن حاولوا جاهدين إثارة غبار فكري وعواصف شعوبية من حوله بدوافع إستدمارية ولا أقول إستعمارية ، فألف كتبه ذائعة الصيت "الحج إلى بيت الله الحرام" و"الشرق كما يراه الغرب" و" السيرة النبوية " و" أشعة خاصة بنور الإسلام "وليرسم بريشته عن الاسلام وشعائره ومناسكه لوحات رائعة تنتمي الى المدرسة الواقعية علقت على جدران متاحف باريس وبرلين وطوكيو وسدني وبقية المتاحف العالمية وأشهرها "وفقة عرفة"،"الصلاة حول الكعبة "، "الخروج من المدرسة القرآنية" ،" الصلاة "وغيرها الكثير وقد أوصى بدفنه في مدينة "بوسعادة" الجزائرية وهذا ما تحقق له بالفعل بعد وفاته ، ومن رحم هذه الأرض الطيبة في بلد المليون شهيد - الجزائر - ولد أول مسلم عربي أدخل فن رسم الأفيش الكلاسيكي العربي الى ملصقات الافلام الهوليوودية وتواصل مع مشاهيرهم الذين أسلموا ،إنه الرسام "شمس الدين بلعربي " حيث سار شمس الدين على نهج أستاذه - دينيه - وإن لم يره ولم يلتق به يوما ولكن بالمعكوس ففيما سافر بالعربي بلوحاته الى الغرب مستلهما مضامينه منه ، سافر دينيه بها الى الشرق مجسدا روحها منه ، يقول بالعربي عن رحلته المفعمة بالعطاء تلك وفي دردشة شائقة وبوح ماتع يذيعه لأول مرة :

لقد تعززت لدي مسؤولية الهدف الذي أطمح اليه متمثلا بكتابة اسمي كأول عربي في سماء هوليوود والذي وصلت إليه بفضل من الله وحده ،لقد تركزت مهمتي تجاه مسلمي امريكا من أصول افريقية وبينهم ممثلون كانوا متمسكين بمبادئ الدين الحنيف لإدراكهم حجم المعاناة التي عاناها أجدادهم في ظل الاستعباد والاستبداد فمن بين أكثر من 10 ملايين افريقي جلبوا الي امريكا كعبيد ، كان هناك 20 - 30 % منهم أو أكثر من المسلمين وكان معظم الأفارقة الذين تم أسرهم وإرسالهم كعبيد ينحدرون بالأساس من دول غرب أفريقيا حيث الاسلام منتشر هناك، ووفقا لكتاب Encyclopedia of Muslim-American History للبروفيسور الأمريكي Edward E .Curtis فإن هؤلاء كانوا غالبا هم الأفضل تعليما والأغزر ثقافة من سواهم بين بقية العبيد الذين جلبوا قسرا الى امريكا ، لاسيما وأن حركة التعليم كانت مزدهرة في غرب أفريقيا مع انتشار المدارس والكتاتيب القرآنية ، وبناء على ذلك فإن اغلب الرسائل التي كتبها الأفارقة ممن تم استعبادهم في أمريكا والمحفوظة في خزانات المتاحف الأمريكية قد كتبت باللغة العربية التي تشكل لغة العلم والثقافة في موطنهم الاصلي بغرب أفريقيا ، ولقد اطلعت على الكثير من قصص هؤلاء فأدمت قلبي ولعل من اشهرها قصة كونتا كونتي ، الذي تم جلبه كعبد من افريقيا فعاني كثيراً من التعذيب هو وعائلته وقصته منشورة في رواية بعنوان( الجذور: ملحمة عائلة أمريكية Roost : sag of an American an family) لمؤلفها اليكس هيلي ، والتي صدرت أول نسخة منها سنة 1976 و قد تم تحويلها الى مسلسل تلفزيوني بجزئين ، ومن بين القصص التي أثرت في نفسي كثيراً قصة ( الأمير الافريقي المسلم) عبد الرحمن ابراهيم بن سوري ، المولود سنة 1762 في مدينة ( تيمو) والذي اسر صغيرا على يد تجار البشر الإنجليز بمعية النساء والرجال واقتيد داخل سفينة مخصصة للعبيد الى امريكا فأصبح وهو الامير الحر ،عبدا يعمل في مزارع التبغ بمدينة أوهايو ، الا انه ومع كل هذا لم يدخر وسعا ولم يبخل بجهد في تعليم أبناء جلدته اللغة العربية والقرآن الكريم حتى أصبح إماما في ولاية أوهايو و ذاع صيته في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن يحرره الرئيس السادس للولايات المتحدة الأمريكية جون كوينسي آدامز ،بطلب من السلطان المغربي مولاي عبد الرحمن ابو الفضل بن هشام العلاوي !
وزاد بلعربي بالقول في دردشته العفوية الصادقة تلك : " لقد قرأت أيضا عن سيرة بطل العالم في الملاكمة ثلاث مرات ، محمد علي كلاي رحمه الله وحجم المعاناة التي عاشها لرفض التمييز العنصري والقتال في فيتنام ،كل هذه القصص أثرت فيَّ كثيرا وجعلتني أحب أن أكرم هذه الشخصيات التي قدمت لنا أيقونات معطرة بالعبق التأريخي المفعم بالنضال المتواصل من أجل الحرية ، ومن بين الممثلين الذين كنت على تواصل معهم وحاولت أن أرسم لوحات فنية تعبر عن نضالهم ولتكريمهم في نفس الوقت ، الممثل الأمريكي عبد السلام عبد الرزاق ، المولود عام 1944 والذي بدأ حياته الفنية على خشبة المسرح وكان عضوا في فرقة الجاز كعازف على آلة الكونترباس و كان متمسكا وفخورا بأصوله الأفريقية فضلا عن دين وتقاليد أجداده وكان مسلماً صادقاً وطيبا بشهادة كل من عرفه عن كثب ، ومن ثم انتقل من المسرح والغناء الى عالم التمثيل في هوليوود ولعب أدوارا مهمة في أضخم الأفلام نحو فيلمي " التارميناتور" و" مالكوم اكس " و له عشرات الأفلام الاخرى، ومن الطريف أنني أجريت بحثا عن تأريخه وتابعت صوره في الارشيف السينمائي وإخترت صورة له رسمتها بدقة وحرفية وكتبت له رسالة أعربت له من خلالها عن إعجابي بأعماله الفنية وأهديته تلك الرسمة فرد على رسالتي شاكرا الا أن الطريف في الامر وهذه الطرفة ما تزال وستظل عالقة في ذهني أن الصورة التي رسمتها له لم تكن لعبد السلام عبد الرزاق بل لشخص آخر يشبهه تماما والاعجب من ذلك أن عبد السلام تعرف على الشخصية التي رسمتها و كتب لي قائلا: Thank you, That is very good work,but,it is a pic of Bill Hall not me اذ كان الرسم لشخص إسمه Bill Hall ، فشرعت من فوري واخترت صورة لعبد السلام هذه المرة وليس لشبيهه ورسمتها بشكل جيد وأرسلتها له فعبر لي عن عميق إعجابه باللوحة ونشرها في صفحته ونالت إعجاب أصدقائه ومحبيه لتتكون على اثر ذلك صداقة بيني وبينه ونشر فيديو تحدث فيه عن أعمالي الفنية وقدم لي الشكر وذكر اسم مدينتي الأفريقية "عين تادلس" كل ذلك قبل ان يتوفاه الله تعالى في 12/ 25 /2018
ويواصل بالعربي بوحه وأنا منصت له بكل جوارحي وقد تملكتني الدهشة والإعجاب في آن واحد : "ومن بين الأعمال الفنية التي رسمتها للمشاهير كذلك لوحة الملاكم الاسطورة محمد علي كلاي وزوجته الممثلة خليلة علي كلاي اضافة الى لوحة الملاكم عبد الرحمن علي ، شقيق كلاي ونالت تلكم اللوحات نصيبا وافرا من الشهرة فضلا عن الاعجاب لاسيما لدى عائلة محمد علي كلاي ، فأرسلت لي العائلة رسالة على دفعتين،الأولى من قبل( عبد الرحمن علي) شقيق كلاي جاء فيها It's beautiful and I thank you very much for painting this picture rahman ali ، والثانية من الممثلة الأمريكية ( خليلة علي كلاي) زوجة بطل العالم مرفقة بفيديو معربة فيه عن رأيها بأعمالي الفنية وجاء في نص الرسالة I hope it can help you my dear brother and keep up your good talent thank you I am honored that you Thank you Chemsou. Its wonderful to know people i dont know care . This is so sweet
كما تلقيت رسائل من Ron Brashear مدير أعمال الملاكم عبد الرحمن علي وذلك بعد أن اطلع على رسوماتي الخاصة بعائلة كلاي وكتب في الرسالة ما نصه : Thank you much for this painting. I love it and I think this is very kind & generous of you to paint this picture of Rahaman & I
وزاد بالعربي بالقول : " ومع شهرة اللوحة الفنية الخاصة بعائلة محمد علي كلاي بدأت وسائل الإعلام تهتم بهذا الموضوع ما زادني عزيمة وإصرارا على مواصلة الرسم و من بين الشخصيات التي رسمتها ولله الحمد والمنة".

تجدرالإشارة الى أن بدايات الفنان الجزائري شمس الدين بالعربي، كانت في مرحلة الطفولة حيث كان مهتما بالرسم ، وفي طريق عودته الى المنزل يوميا كان يرمق بعض الصحف وهي ملقاة على جانب الطريق وكانت تجذبه صور نجوم السينما فيها فيلتقطها ويتأبطها ليرسمها في منزله القديم الذي يضم بين جنباته عائلة مكونة من ستة أفراد هو أكبر ابنائها سنا ولعل عيشه بكنف عائلة فقيرة جدا إضطره لإمتهان الرسم كحرفة بدأت بتزيين المحال التجارية والديكور أولا وهكذا كانت البداية ،فالسينما بالنسبة له كانت حافزا كبيرا لرسم ملصقات ولقطات الأفلام حتى عقد العزم على بناء ورشة عمل صغيرة الى جانب المنزل وبدأ يبعث برسوماته الى شركات الانتاج السينمائية الامريكية رغم ان تلكم اللوحات كانت مرسومة بأدوات بسيطة وهكذا لسنين حتى تبسم له القدر وتواصل المنتج الارجنتيني خوان مانويل اولميدو معه بعد أن شاهد أعماله وأعجب بها وطلب منه عمل ملصق لفيلمه (الضربة القاضية ) من بطولة الممثل العالمي محمد قيسي ، الشهير بدور ( Tong po ) والمعروف ضمن الشخصيات السينمائية في عقد الثمانينات ، وهكذا حتى تم تسجيل إسمه في القاموس العالمي للسينما العالمية IMDB

وأردف بالعربي " بحمد الله لقد نجحت في إعادة فن الافيش التقليدي الى الساحة الفنية أما بالنسبة الى الاضافات التي اسهمت فيها لإثراء هذا الفن فكانت عبر الرسم الزيتي والتركيز على المبالغة الفنية في الظل والنور والكتابة بخط عصري جميل واستعمال الالوان الجذابة الممزوجة بطريقة الذوبان اللوني لإبرازها قريبا من الصورة الواقعية ، لقد أعدت تركيب الملصق المرسوم وأخرجته من دائرة اللوحة التشكيلية الى رسم مركب بأبعاد مختلفة لتقريب فكرة الفيلم للمتلقي والتعريف بمضمون الفيلم ، وفي بعض الأحيان استعمل الصورة الحقيقية واضيف لها تزيينات فنية بالريشة بما تعجز الآلة الرقمية عن اضافتها " ، مشيرا الى، ان" الوصول الى نجوم هوليوود كان صعبا جدا بحكم التعقيد في كيفية الاتصال بهم نظرا للكم الهائل من الرسائل التي تصلهم من المعجبين و كيفية عرض اعمالك و كيفية إقناعهم بعمل جديد مختلف وأنه سينال إعجاب الناس ، زد على ذلك أن لهم فريق عمل خاص بهم ، كل هذا شكل عائقا امامي ولكن وبعد الاتكال على الله وبالصبر والتكرار والعمل المستمر لسنين تم التوصل إلي النتائج المرضية، وأهم النجوم الذين تعاملت معهم jean claude van damme و Jimmy Gourad و Qissi و Harrison page ".

وتابع رسام الافيش الجزائري " لاشك ان الأفيش الأقرب إلى قلبي هو افيش فيلم : Chinese Hercules The Bolo Yeung Story وهو فيلم وثائقي يروي قصة الممثل الأسطورة بولو يونغ ، ويتناول مسيرته الفنية و كان لي شرف تصميم ملصق هذا الفيلم الوثائقي التأريخي ، أما عن أحب الملصقات التي لم اصممها وتمنيت لو انني صممتها فهي فيلم ( قلب الاسد ) الذي صممه الفنان جون الفين ، وملصق فيلم ( ليجيونير )، " منوها الى ،انه " يتمنى افتتاح مدرسة عالمية للشباب العربي بغية إبراز مواهبهم وأنه على استعداد تام لإعطاء كل ما عنده من عصارة خبرة وتجربة في ذلك الى الموهوبين الشباب لإنتشال الكثير من تلكم المواهب الشابة الحالمة والواعدة من برك الركود والبطالة الخانقة ".
وختم بالعربي " أعمل حاليا على ملصق لفيلم هوليوودي كبير من بطولة مايك تايسون ، وانتونيو بانديرا فضلا عن ملصقات أفلام كثيرة أخرى" .

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

571 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع