د.منير الحبوبي
رمضان والقرآن الكريم
القرآن الكريم له تسميات اخرى كثيره تتجاوز العشرة اسماء ومنها الكتاب الحكيم والفرقان والكتاب المجيد وهو يتكون من 114 سوره وليس صوره وكل سوره تبدأ بالبسمله اي بسم الله الرحمن الرحيم ما عدا سورة التوبه ولكن البسمله سنراها مذكوره داخل سورة النمل وذلك لوجود البسملة في وسطها عند قوله تعالى: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
اي ان عدد البسملات بالقرآن هو نفس عدد السور اي 114
والقرآن الكريم قسم الى 30 جزء وكل جزء له اسم يبدأ بأول كلمه للسوره للجزء والجزئين الأكثر تداولا او معروفان اسمائهما هما جزء 29 وهو جزء تبارك ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ) والجزأ رقم 30 وهو جزء عمَّ ( عمَّ يتساءلون 1 عن النبأ العظيم 2,,,) ومن الخطأ الكتابه عمه وهي الأجزاء التي كنا نحملها معنا بأيام الدراسه بالمرحلة الأبتدائيه بدرس التربيه الدينيه وكل جزء يتكون من حزبين فلهذا بالقرآن الكريم يوجد 60 حزب وكل حزب يقسم الى اربعة اقسام هي الربع والنص وثلاثة ارباع وعدد آيات القرآن هي 6236 وعدد كلماته هي 77437 والقرآن الكريم به العديد من السجدات تنحصر ما بين 12 و 15 سجده وقد اختلف في عددها حسب المذاهب الأسلاميه
والقرآن الكريم قسمت سوره الى مكيه ومدنيه حسب مكان نزولها في مكه او المدينه على النبي محمد صل الله عليه وسلم وان حوالي ثلثي سور القرآن نزلت في مكه والثلث الآخر بالمدينه المنوره ويجب ان يعلم الكثير منا ان عدد صفحات القرآن تختلف حسب مكان وتاريخ الطبعه ولكن لا اختلاف في السور او الآيات اي انك من الممكن ان تقع على طبعه من القرآن الكريم بها مثلا 600 صفحه وآخر من 850 صفحه وذلك يعتمد على حجم كتابة كلماته ولكن لا يوجد اي اختلاف بالقرآن من نسخه الى اخرى على الأطلاق ومن المستحب عند بدء قراءة القرآن ان نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم طيا الآيه 98 من سورة النحل : فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيم
للمعلومات ايضا يوجد آيه بالقرآن الكريم تسمى بآية الكرسي وليس خطئا كما يسميها البعض
بسورة الكرسي وهي الآيه رقم 255 الموجوده في سورة البقره وأن اول سوره بالقرآن هي سورة الفاتحه وينتهي القرآن بالسوره رقم 114 وهي سورة الناس وان اطول سوره بالقرآن هي سورة البقره وهي سورة مدنيه وأقصر سوره به هي سورة الكوثر وهي مكيه نزل القرآن الكريم في ليلة القدر مرةً واحدةً من بيت اللوح المحفوظ بالسماء السابعه إلى بيت العزة في السماء الدنيا اي السماء الأولى . ونزل القرآن من السماء الدنيا بواسطة جبريل عليه السلام إلى قلب الرسول عليه السلام على مدى ثلاثة وعشرين سنةً مفرقًا حسب الأحداث اي على شكل آيات تتعلق بحدث معين وبمشكلة معينه اي انه لم ينزل ككتاب مرة واحده على النبي المصطفى وهذا من اهم الأعذار التي كان يستند عليها الرافضين لرسالة النبي محمد صل الله عليه وسلم اي انهم فضلوا ان ينزل مره واحده وبشكل كلي حتى يصدقوا بالرساله
وهنا احب ان اشير الى ان اول كلمه من اول ايه من الكتاب المقدس نزلت على المصطفى من قبل الوحي جبرائيل والمصطفى يتعبد بغار حواء وهذه الكلمه من الحكمة البالغة، أن الله سبحانه وتعالى قدم بها العلم على سائر الأمور كلها، وهي قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، سورة العلق.
عند كتابة البسمله فلا يجب الوقوع بالخطأ بأسم الرحمن وهو ان لا يكتب هكذا الرحمان وكذلك الكثير منا يخطأ بكتابة انشاء الله بل الأصح هو ان شاء الله وهكذا للآيه الصراط المستقيم فهي تكتب بالصاد وليس بالسين وللمعلومات سورة الفاتحه يقال ان لها خمسة وعشرون تسميه ولكن من اهم تسمياتها الأخرى هي ام الكتاب,,,ام القرآن,,,السبع المثاني,,,النور,,,الحمد,,,,الشكر ,,,او سورة الصلاة , كذلك يفضل عند قراءة القرآن عند زيارة القبور هو قراءة سورة ياسين والتي تكتب هكذا يس وليس ياسين
وسور المعوذات هن ثلاث سور الفلق والناس والأخلاص وأن اسم النبي عليه افضل الصلاة والسلام ذكر بالقرآن اربع مرات اي اقل بكثير جدا من ذكر اسم النبي موسى والنبي عيسى عليهما السلام وعادة بالأضافة لشهر الصوم في رمضان يستحب الصيام ايضا بمعدل يومين بالأسبوع هما يومي الاثنين والخميس وكذلك ايضا يفضل صيام الليالي البيضاء من كل شهر وهي الليالي التي يصبح بها القمر بدرا اي يكتمل فيصبح قرصا وهي الأيام 13 و 14 و15 من كل شهر هجري
ويجب ان لا انسى انه لقراءة القرآن هناك قرائتين رئيسيتين وهما الترتيل والتجويد فالترتيل هو الاساس في القراءه استنادا الى الاية الكريمة (ورتل القران ترتيلا) وهي القراءة الاعتيادية مع التركيز على مخارج الحروف وحركاتها من حيث الضم والفتح والكسر والتنوين والمد وعلامات التوقف والسكون والتشديد والادغام ومراعاة التأني وعدم الأسراع وبصوت غير مرتفع ومفهوم بشكل واضح كما كان يقرأ به القرآن خاتم الأنبياء . اما التجويد فهي مرحله لاحقه ظهرت لقراءة القرآن أدخلت فيها النغمات الصوتيه والتطريب وحتى المقامات مع مراعات ما سبق من الشروط القواعديه والتسميه التجويد مشتقه من الأجاده بقراءة القرآن الكريم
وارفق طيا مع المقال رابطين لقراءة سورة الفاتحه للقاري الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد واحده مرتله والأخرى مجوده وعندي اخ كريم وعارف بامور القرآن الكريم ومن السامعين له بكثره اكد لي انه كان مثلا يسجل ترتيل القرآن كاملا فكان ياخذ حوالي 13 ساعه مثلا ولكن بتجويد القرآن كليا ومن قبل نفس القاريء يأخذ حوالي 30 ساعه تسجيل على سبيل المثال وحسب قوله أنه أحسن من رتل القرآن هو الشيخ محمود الحصري رحمة الله عليه والرابطين هما التاليين
سورة الفاتحه 47 ثانيه مرتله من قبل القارئ الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد رحمة الله عليه
https://www.youtube.com/watch?v=SFBwVXTFKHw
سورة الفاتحه100 ثانيه تجويد من قبل القارئ الشيخ عبد الباسط محمد عبد الصمد رحمة الله عليه
https://www.youtube.com/watch?v=YKxZf04_v2k
والنبي عليه الصلاة والسلام اتفق الكثير من المؤرخين على ان تاريخ ولادته هو في عام الفيل اي في 12 ربيع الأول لعام 570 او 571 ميلاديه وتاريخ وفاته عند عمر 63 سنه هو كان بتاريخ 12 ربيع الأول من العام الهجري 11 اي عام 633 ميلادي واكرر التواريخ غير مضبوطه واختلف المؤرخون بها وكنية وأسم النبي محمد عليه افضل الصلاة والسلام هي أَبُو القَاسِم مُحَمَّد بنِ عَبد الله بنِ عَبدِ المُطَّلِب
وأن أبيه الذي توفى قبل ولادته اسمه عبد الله وأن أمه اسمها آمنه بنت وهب ومرضعته هي حليمة السعديه وأخته بالرضاعه هي الشيماء وجده هو عبد المطلب وعمه هو ابو طالب رضي الله عنهم جميعا وان ابن عمه هو الأمام علي بن أبي طالب عليه السلام وفي حديث للنبي صل الله عليه وسلم سمي بحديث الثقلين يقول به المصطفى : تركت فيكم الثقلين , ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا , كتاب الله وعترتي أهل بيتي
وعادة يفضل قرائة القرأن يوميا ونبينا قد نهانا عن اهماله وركنه وجعله فقط عرضة للغبار وقال الرسول : يا رب ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا آيه 30 سورة الفرقان, وعادة اغلب المسلمين يختمون القرأن خلال شهر الصوم اي يقرأ بشكل كامل
وهنا احب ان اشير وأذكر بأنه لفهم كل آيات القرآن فهذا ليس من السهل دون الرجوع الى كتب التفسير وهي كثيره فعلينا مراجعتها ان احببنا التعمق في فهم الرساله السماويه المحمديه وكذلك لفهم القرآن بشكل جيد يكون من الأحسن التعرف على كتب قصص الأنبياء وكذلك ايضا هنا احببت ان اذكر بأن كل قواعد النحو والتصريف باللغه العربيه مستوحاة ومعتمده على القرآن الكريم وأنا شخصيا قد ازدادني الله رحمة بحبي للتعرف على الأعجازات العلميه والرقميه بالقرآن الكريم اي انها تفتح لك مجال واسع واكثر لفهم القرآن وهذا لا يعني القبول بهذه التفسيرات ولكنها تفتح البال والذهن لرؤيا صحيحه وأكثر منطقيه ولا تعارض الفكر العلمي وتكنلوجيا العصر
كذلك ما يثير انتباهي اكثر وخاصة في ايامنا هذه حيث اصبح الدين والمتعاملين بالدين اساسا في تفريق العالم الأسلامي وسببا في صراعات الأديان بين اسباب اخرى هو رؤية اطفال او شباب صغار حافظين للقرآن عن ظهر قلب وقدره رهيبه على الأجابه على اسئلة لجان أختبار لهم كمثلا تقرأ لهم ايه معينه بالقرآن دون ان تذكر لهم هي من اي مكان بالقرآن فهم قادرين ان يعرفوا سورة هذه الآيه والآيه التي قبلها او بعدها وآخرين عارفين لتفسيرها وآخرين يقرؤون لك القرآن بلغات اجنبيه وأنا ما تعلمته من سور قصيره بالقرآن طيلة حياتي نسيت معظمها الآن ولكن حمدا لله حافظ فقط لبعض السور القصيره وحمدا لله أعرف سورة الفاتحه وسورة الأخلاص اللتان حمدا لله أقرأهما بالصلاة اليوميه
كذلك احب ان اشير الى انه في بدايات الرساله لم يكتب القرآن على شكل مصحف بل كانت آياته تكتب على الحجر المسطح وعلى جريد النخل وعلى عظام الأكتاف وعلى الجلود وخاصة جلود الأنعام الرقيقه ومن هنا التسميه الرق وبعد حوالي قرنين من العام الهجري الأول بدأ يصل الورق الصيني وللعلم منذ عهد الرسول تم البدأ بالتفكير في جمع آيات القرآن وكتابته على شكل مصحف ومن بعده الخلفاء الراشدون , وبالبدايه لم تكن كلمات القرآن مشكله ومنقطه وكذلك خلال هذه القرون التي مضت بعد وفاة النبي تم تغيير خط الكتابه من الخط النبطي اي الكتابه للحضاره الفينيقيه الموجوده بالنبطيه جنوب لبنان ومن الآراميه الموجوده في سوريا ومن السريانيه التي هي تعتبر بالأصل آراميه ولكنها تحدثت وتعتبر السريانية هي اللغة الأم لطوائف الآشوريون/السريان/الكلدان المنتشرة بالعراق وسوريا خاصة الى الخط العربي المكي ومن ثم الى المدني ومن ثم الى الكوفي بعصر انتقال الخلافه الأسلاميه من المدينه الى الكوفه ومن ثم الى الخط الحجازي ثم الى خط النسخ العباسي ومن ثم الى خط الرقعه العثماني ثم الى النسخ الفعلي حاليا
ولكي اختم مقالتي هذه البسيطه مشاركة مني كعمل تلخيصي قمت به بهذا الشهر وهو شهر الصوم والتعبد شهر رمضان فأحب ان اشير الى ذكريات جميله كانت لنا ونحن اطفال وتلاميذ بالأبتدائيه والمتوسطه والأعداديه ونحن ندرس التربيه الدينيه ولكني وبعد هذا العمر ارتأيت ان انوه الى اننا مع الأسف خلال هذه الدراسات كان المنهج التربوي يركز على حفظ السور وعلى الكلمه وما معناها ولم يركز على افهام روح وجوهر آيات القرأن وسوره التي كانت تدعو للسلم والمحبه والتعايش بين الأديان ونبذ الخلافات الطائفيه ومما يؤلم اكثر وانا كأنسان بالغربه اني ارى معظم الآداب والأخلاق وبالذات التعايش الأنساني والأجتماعي ورعاية المسنين والمحتاجين وخاصة من الناحيه الصحيه والأجتماعيه التي دعى لها القرآن الكريم تتجلى بأخلاق شعوب الدول الأوربيه خاصة وكأنها تطبق وبشكل مطلق كل ما دعى له القرآن الكريم في حين ان بلداننا الأسلاميه تبتعد جل البعد عن هذه القيم
كذلك احب ان لا انسى كيف كانت تتعاطف الناس فيما بينها وهي من اديان سماويه مختلفه فترى في نفس الحي اليهودي والمسيحي والمسلم وكل معتنق بالدين الذي يرتأيه وكذلك لا اريد ان انسى ايام الطفوله قبل منتصف القرن الماضي كيف كانت الأهالي تبعث ابنائها الصغار الى المله لحفظ القرآن وكم هو جميل رؤية الفرحه حينما احدهم يحفظ او يختم القرآن وهو لم يتجاوز عمر السادسه فيحتفل والدي الطفل واولاد الحي بهذا الأنجاز ويخرجون بشكل مسيره او مجموعه ويتغنون بالصلاة والسلام على النبي المصطفى مع فرقه موسيقيه او عزف على الدمبركه والطبل احتفاءا بهذه المناسبه وكم كان جميلا بساطة الأحتفال ببعض المراسيم الدينيه كمولد النبي وأيام رمضان وأحتفالات الأعياد سواءا العيد الصغير او الكبير او الأحتفال بعودة حاج من مكه بعد غياب دام أشهر او بزكريا
449 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع