د.منير الحبوبي
ما الذي تعلمته من هذا الرمضان؟
الضلع الثاني انكسر من شهر رمضان وما تبقى هي احلى ايامه حيث انك لا تعرف اي منها هو يوم ليلة القدر فتجعلك متمسكا اكثر بشيء مخفي الا وهو حب التقرب الى خالق الكون وهذا التقرب والتمسك بالتعاليم انا اريد ان اشبهه بشيء مختلف عن الخطاب الديني فأنا ارى بديننا هو رساله انسانيه لا حدود لها والدليل على ذلك عبور مبادئه عبر القارات والجبال والوديان والبحار والمحيطات
لكي افهم ما هي رسالة الصوم وما هو مضمونها فأني بكل بساطه ودون سرد كثير هي بالنسبة لي معيار للصحه البدنيه فقيامك بالصوم خلال النهار وخاصة لساعات طويله قد تقارب او تجتاز 16 ساعه بعض الأحيان وخاصة بأوروبا ولمده ليست بالقصيره شهرا كاملا وبالعالم الحالي الذي نعيشه انا اعتبرها انجاز جميل ورفيع بالتقرب من المبادئ الأنسانيه التي حملها انبياء الله من كل الاديان السماويه,
اذن مقاومة العطش خصوصا والجوع نسبيا هي معيار صادق لصحتك فلنحمد الله على ذلك حيث آخرين لا يستطيعون وأحب ان أؤكد على ذلك هو ان صحتك والحمد لله جيده وأرادتك قويه لم تزعزها كل العوامل الخارجيه التي تجرك للخلف لترك الصيام وأيجاد كل الأعذار لعدم القيام بهذا العمل الجبار وما يفرح اكثر هو انك عرفت صحتك دون المرور عبر السونار او التحاليل البايوجيه او الأشعه السبنيه او ال اي اير أم ولم تحجز لأستشاره طبيه ولم تأخذ معك الأشعات والتحاليل لكي يطلع عليها طبيبك المختص
بعبارة اخرى نحن هذه الأيام نشجع الاتصال بين المريض وطبيبه عبر الأنترنيت في حين ان اجتيازنا للصوم وبصحه وعافيه هي اكبر اتصال روحي بين الأنسان وخالقه حيث هو الطبيب الشافي والجميل في ذلك أننا لم نحجز الى الموعد عبر البرامج "دوكتوليب او دوكتوسيمو" واللذان يعطيان مواعيد بعض الأحيان تتجاوز الشهر
لتبسيط الأمر بالنسبة لي ولكي يكون تفكيري وأيماني واضح وبدون تردد او شكوك هذا الأختبار السنوي بشهر رمضان هو بالضبط ما يعمله الأنسان بكل بقاع الأرض فكل طلبة المدارس والأعداديات والمعاهد والجامعات وفي نهاية كل عام دراسي يجرون اختبار سنوي لتفحص او تحديد هل استطعنا تجاوز هذه المرحله بالنجاح او الفشل, وما هو مؤلم بهذه المقارنه هو انك ان فشلت بالأمتحانات نهاية السنه فستبقى متخلف عن الآخرين لعام اكثر في حين انه بالصوم ان لم تتمكن من اداءه بهذا الأختبار فهناك حل جميل وهو ان تدفع مالا بسيطا عن كل يوم لم تؤديه من الصوم الى الفقراء فما اجمل هذا الحل
أحب ان اذكر ان الصوم ينصح به في اغلب الاديان السماويه وحتى غير السماويه,
لماذا كتبت هذا المقال البسيط؟
هنا هو بيت القصيد فكل عام انا اصوم والحمد لله كباقي السنوات وكل عام حسب الاعراف أختم القرآن حيث ان الحياة ومشاغلها ومشاكلها ووسائل التعارف الحاليه تشغلك وتبعدك كثيرا وخصوصا عن قراءة القرآن وهكذا الحال فعموما فجرا تنهض لفتح اللابتوپ او الموبايل وكأنه الآذان الذي يدعوك للصلاة قبل ان تصلي
هذه السنه ولله الحمد رمضان ليس كباقي السنوات السابقه فلأول مره اكثرت من صيام عدة ايام بشهر شعبان قبل شهر رمضان لتعويد الجسم على المقاومه كصوم الاثنين والخميس وألأيام الثلاثه من ايام الليالي البيضاء لكي اكون جاهزا للحرب ضد النزعات الشخصيه اي لست كمن يذهب لكي يحارب بساحة القتال عدوه كجندي وهو ناسي سلاحه بالبيت
وكذلك حصل شيء جديد احب ان اعرف به الآخرين هو انني بقرائتي القرآن برمضان عادة كان دائما هدفي هو ختام قراءة القرآن ولكن هذه السنه لم تكن هكذا فقط بل عملت من خلال قراءة كل جزء ان اختار الآيات التي لم افهمها وأتصل بأنسان وأخ وصديق أثابه الله وأعطاه الصحه فنتناقش نحن الأثنين حول تفسير كل ايه غير مفهومه عبر الموبايل وهنا انا اشكر هذه التقنيه لتسهيل الأمور وما اريد ان اؤكد عليه هنا فأن الكثير من سيقول يا أبو علي اي لويش متعب نفسك والتفاسير ماليه الدنيا ؟ وهنا اجابتي هو ان الأشتراك مع انسان حي له دماغ وتفكير يشابهك او يخالفك فضلته كثيرا على المسلك الآخر ولا اخفيكم سرا من خلال النقاش فهمي يختلف كليا عما هو عليه فقط بالقراءه لوحدي ولكن هنا الحريه للكل ولكن انا فضلت هذه الطريقه
في عالمنا هذا اليوم اغلب الناس كل واحد يفكر بنفسه ولا يريد سواء عن قصد او غير قصد نقل ما هو جميل لأخوانه واقربائه او اصدقائه او جيرانه او ابناء جلدته او وطنه ولكن هناك دائما الأختلاف الطيب
فهناك سيده من أقربائي أثابها الله خيرا وربي اعطاها الصحه والعافيه تراها تدعو للخير وتعطي النصائح وفي معلومتين استلمتهما منها مؤخرا والتي تبعثها لكل اصدقاء صفحتها بالفيس بوك لا اعرف لماذا هزتني لكتابة هذه المقاله فهي في معلومه تكلمت عن أنه " من عجائب الانسان في زمن الفتن" ,,,,, والموضوع الآخر بارك الله بها هو " أكتب شيء تأخذ عليه حسنات " والمقال الأول يجذب الأنتباه الى ذكر الله ويجب عدم نسيان القرآن فعلينا قرائته ولو لعدة صفحات يوميا او لصفحه واحده او لعدة آيات ولعدم ترك المصاحف مركونه ولا نقرأها ولا نفهمها,
لي صديق كريم كلما دخلنا بنقاشات علميه او اجتماعيه فله اسلوبه الخاص بدعم وأسناد ما يقوله فتارة يقول لك فيكتور هيگو قال هذا وتارة ارسطو وتارة نيوتن وتارة اخرى ماكسويل وتارة ارنست همنغواي وهكذا الحال حينما كنت بالعراق فكان عندي اصدقاء بحديثهم يذكرونك ببعض فلاسفتنا العرب وهكذا الحال قديما حينما تتناقش مع رجال انعم الله عليهم بمعرفة القرآن فما ان تكلمت معهم بموضوع أجتماعي او سياسي او ديني يذكرونك بآيه من آيات القرآن الكريم التي تدحظ فكرة ما او تؤيد فكرة ما ولكن الآن لم يعد يتواجد هذا الأسلوب وخاصة التذكير بأيات القرآن الكريم وهذا هو حالي ايضا مع الأسف دليل على تركنا لكتاب الله فيا ربي غفرانك وتوبتك وأرشدنا للطريق الصحيح,
وأختم مقالتي بالقول وانا عموما منغمس بتصفح موقعي بالأنترنيت وصفحتي بالفيسبوك وكتابة مقالاتي بالمجلة الگاردينيا ورؤية بماذا علق الآخرين على منشوراتي فبأستلامي هكذا كلمات طيبه ودعوات جميله لكي لا ننسى ان اوفى رفيق لنا هو الكتاب وبالذات كتاب الله فيا رب رحمتك وغفرانك وأكرمنا بقراءة القرآن وأداء صلاة الفجر ايضا وقراءة ولو القليل منه عند صلاة الفجر
أحب هنا ان اذكر هذه الطريفه حيث ان صديقين التقيا بعد غياب طويل وخلال الحديث والنقاش بينهما قال الذي بآرائه وهو وجودي ولا يعترف بعملية الخلق ولا وجود لله الى الآخر المؤمن بكتاب الله ورسله وهذا من حقه وهذه هي الحريه الحقه فقال له مازحا بعد موتهما ولقائهما هناك وتبين ان لا وجود لجهنم فكيف بك الحال وأنت قد قضيت عمرك صلاة وصوم وزكاة وحج؟ !! فاجابه صديقه المؤمن والله يا حبيبي ابو فلان كل الأعرفه انه خيبتي سوف لن تكون اكثر من خيبتك ان كان هناك فعلا جهنم فماذا سيكون وضعك ورأيك أنت بالموضوع !!!!؟
وختاما الف الصلاة والسلام على النبي وآل النبي ويا رب اكرمنا بأتمام هذا الشهر الكريم وأذكر بأهمية بدأ الفطور بأكل بعض التميرات كما نصح النبي بذلك ومن وقت لآخر انا اتناول التمر بعض الاحيان مع الطحينه اي الراشي او مع الجوز او مع اللبن وبعض الأحيان أتناول مع الخبز الحار خلطة دبس وراشي فصياما مباركا وفطورا شهيا يا رب.
772 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع