علي المسعود
أغنية " محطات " لوحة معبرة وصادحة بالحنين والغربة والوجع!!
الفنان كوكب حمزة ، صانع الأنغام العراقي البارع مواليد عام 1944 ، القادم من مدينة القاسم ، والدارس في قسم الموسيقى في معهد الفنون الجميلة، بغداد والمتخرج منه بتفوق عام 1964 ، الذي اعتبره النقاد الفنيون واحدا من أفضل الملحّنين في الأغنية العراقية ، بل أحد المجدّدين فيها ، وله أسلوب تلحيني متميز، كان احد ابرز اعمدة تلك الفترة الذهبية ، التي تربت على اغانيها ذائقة ابناء جيلي من العراقيين ، وهو الملحن الذي ساهم بتغيير ذائقة المستمع العراقي في الكثير من الحانه مثل، ( همه ثلاث للمدارس يروحون -غناء المطربة العراقية مائدة نزهت) ، واغاني ( أفيش – ياطيور الطايرة
–- مكاتيب – هوى الناس – غناء سعدون جابر )، (محطات – كلمات زهير الدجيلي ) ( القنطرة بعيدة – كلمات ذياب كزار) ،( يا نجمة – كلمات كاظم الركابي، غناء حسين نعمة ) واغنية شوق الحمام – غناء فاضل عواد ) ( تانيني – وين يا المحبوب غناء فؤاد سالم ، أطلق النقاد على الملحن كوكب حمزة لقب (مكتشف النجوم) فهو من اكتشف أفضل الأصوات العراقية مثل ( حسين نعمة /رياض أحمد ) ، ستار جبار / سعدون جابر)، كوكب حمزة كما يصفه الشاعر السوري" عادل محمود" - كوكب حمزة يشــــبه واحـــداً من طيورهِ الطايرة - . في اغنيته الخالدة محطات التي تمثل إحدى لوحات الغناء العراقي الجميل والأصيل المعّبر عن مكنونات الألم والوجع المتراكم في الذات الأنسانية ، تلك الأغنية (اللوحة) ، التي لا يمكن ان تُنسى أو تُمحى من الذاكرة مهما تقادم الزمن وعبثت بنا ريح الأيام، اغنية (محطات) لملحنها المبدع الفنان الجميل كوكب حمزه بصوتهِ الحزين ذي البحة العراقية المميزة الموشح بالألم ونكهة الحنين والعذاب والمناجاة وكتب كلماتها الشاعر الراحل زهير الدجيلي ، تلك الكلمات التي حولها كوكب حمزة الى لوحة معبّرة وحكاية للوجع والعذاب الأنساني والوجداني لهذا ولدت هذه الأغنية بهذا الشكل التراجيدي المعّبر - ولما لا وهو يعزف بأوتار عوده الحزين لحناً تراجيدياً تتمازجُ فيه الآهات والحسرات وغربة الوطن، ولعلَ السّر وراء جمالية هذه الأغنية (محطات) يُكمن في عذوبة لحنها وكلماتها العفوية المستوحاة من الواقع الحزين الذي عاشه جيل السبعينيات وهم يعيشون تحت مطرقة وسندان قمع النظام الدموي االذي قتلَ الحلم والحب ، وقمعَ الحريات وشرّد الكثير من الناس. أغنية "محطات " المغلفة بحراب الألم واليأس والضياع وجراحات القلب ةفي نفس الوقت هي من الأغاني الصادحة بالحنين والغربة والألم معبّرة عن أسمى حالات الشعور والأنفعال الوجداني والعاطفي والأنساني الذي يتنفسه المغترب والمهاجر - ولأن المبدع المغترب كوكب حمزة تنفست رئتاه الغربة المبكرة في بلاده قبل رحيله الأجباري خارج اسوار الوطن في السبعينيات، تلك الغربة التي عاشها واحسها وذاق مكابداتها وعوالمها وهمومها وعذاباتها.
يا فشلة الملهوف ويدوّر هله
يا فشلة الما يوصل الديرة هله
يا فشلة الما يوصل الجنة هله
يا عيني يا ديرة هلي . . يا روحي يا جنة هلي
https://www.youtube.com/watch?v=qKo8TXpEh-8
2984 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع