عبدالله عباس
خواطرحول مايحدث حولنا : نعود لنذكر ولعله تنفع الذكرى
(1)
منذ تشرين العام الماضي والعراقيين الغاضبين على المجموعة المتسلطة الذين يعتبرون انفسهم حكام العراق‘ وهم قبل غيرهم يعرفون أنهم ليسوا الحكام‘بل مجموعة اخوة اعداء جاء بهم سوء حظ العراقيين ومنذ 2003 لم يضعوا حجرا على حجر حتى للدعاية كاشارة انهم يريدون بناء دولة حديثة في العراق الديمقراطي التعددي بالاضافة الى عناوين اخرى تضاف الى ذلك كالفدرالية و المستقلة و ..ألخ ‘ عندما تراجع مسيرتهم لاترى غير ارقام : تزوير الشهادات لتلك المجموعه و كشف ولائهم لكل الارادات خارج ارادة العراق المستقل و اخر شيء يكشف هو سرقتهم لكل ماينتج في العراق فوق الارض وتحتها و الحدود المفتوحه لكل من يريد ان يدخل الى العراق وما ياتي به من اضرار بدأ بالفيضان وما ينتهي بنقل الامراض من خلال الفساد الاجتماعي الى زرع المخدرات ...!! وبعد مرور اكثر من مئه عام على تاسيس دولة العراق الحديثه وفي الالفية الثالثة عندما يفكر هؤلاء الحكام بناء مدرسة لابناء الجنوب الطيبين الذين من خلال المتاجره بدمائهم وانتمائهم المذهبي استطاعوا الوصول الى مواقع الحكم ‘يبنون لهم مدارس من الطين و يضعون كلفة المدارس الحديثة في جيوبهم ويشترون به العقارات في بلدان الكفر في الخارج .
والان ‘أخطر ما يواجهه الانتفاضة الجماهيريه الغاضبة يكمن في خباثة هؤلاء الفاسدين جميعهم عندما يتحدثون عن دعم الانتفاضة بتصريحات و يؤجرون مليشيات من البلطجية لقتل شباب الانتفاضة ‘ يتظاهرين انهم مؤمنين بالديمقراطية وحرية الاختيار ...وهذا النهج الخبيث هدفهم منذ ان استولوا على مصير البلد عن طريق التعاون مع المحتل ...!
(2)
بعد إحتلال بغداد ‘ كان البعض يعجبه القول (تحرير بغداد !) وفي عام 2005 كتبت تحليل مطول بعنوان (صعوبات امام تطبيق الديمقراطية في العراق ) نشر في حلقتين في صحيفة ( رووناكى ) الكردية ‘ وفي عام 2007 طبعت في كتاب من قبل (دار جيا للنشر) التى يشرف عليها الزميل الصحفي العزيز الدكتور شعبان المزوري ‘ قبل الطبع وعند التصحيح الاخير كتبت على صفحة الاولى للكتاب : ( إهداء : إلى الكاتب المعروف حسن العاني ) ... ورغم أن الموضوع كتب ونشر باللغة الكردية ارسلت نسخة منه الى الاستاذ حسن مع شرح موجز لمحتوى الكتاب بالعربية ‘ ونحن الان نعيش في (عراق ديمقراطي أمن والحمد الله !! ) وفقط للتذكير انشر هنا نص الشرح الذي ارسلته الى الاستاذ حسن : ( أرى ‘ ولحد هذه اللحظة أن تطبيق الديمقراطية وتأسيس دولة حديثة بالمفهوم العصري في العراق ‘ يواجه صعوبات وبعيد عن تحقيق أحلام منورين ومفكرين عراقيين بل حتى هذا الشعب الطيب ! ... وبعد شرح مختصر للوضع الشعبي المتخلف الذي يعيق هذا المشروع (الحلم ) أعود للتأكيد على ان سبب إستمرار ظاهرة التخلف هو : عقدة الكذب المزمن للنخبة السياسية العراقية منذ تأسيس أول دولة عراقية عام 1921 إلى يوم ( تحرير العراق!!!) من قبل (أصدقاءنا الامريكيين !!!) .... ولايزال ! ... وكذلك وطوال نفس الفترة الزمنية عدم قدرة الاحزاب السياسية وبسبب عقدة الكذب المزمن للسياسيين الذين يقودون هذه الاحزاب ‘أن هؤلاء ورغم أنهم ومن كلامهم وملبسهم وحتى الشهادات التي يحملونها يبدون امام الناس : أنهم عصريون ! ولكن في دواخلهم لم يتخلصوا من عقدة : الولاء للعشيرة في الريف والولاء للمنطقة والعائلة في المدن ‘ بل هم وفي دواخلهم لايريدون أن يتخلص شعب العراق أيضاً من هاتين الظاهرتين لأن تخلص الشعب ووصوله الى مرحلة الوعي العصري سيكون نهاية تجارة لهذه النخبة السياسية ‘‘ وأسلط الضوء في الكتاب على أن المثقفين والمنورين العراقيين الحالمين بالديمقراطية وتأسيس الدولة الحديثة والعمل لتوعية الشعب بمفهوم المواطنة والمعرفة الحقيقية للحقوق والواجبات يواجه إحباط ومنذ عام 1921 ولايزال وأخترت نموذجين لموقف السياسين ادى الى احباط الناس الأول ذلك الشيوعي اليساري الذي ضحى بعشرات الشباب مدعياً انه يقود ثورة في الاهوار لاسقاط الديكتاتورية وفاجئ كل العراقيين بعد فترة وجيزة على شاشات التلفاز مادحاً قادة الثورة الديمقراطيين !! مقابل منصب في احدى المنظمات الدولية !! ونموذج أخر قبول ممثل اليسار العراقي واعرق حزب شيوعي في المنطقة ليكون عضو في مجلس الحكم من الصناعة الامريكية ليس ممثلاً لذلك الحزب العريق بل ممثلاً للطائفة ( وهم الان ايضا ضمن تحالف مع اخطر مجموعة يقود الاتجاه الطائفي ودخلوا بعدد من اعضائهم الى البرلمان !! )
وأتسائل في الكتاب : إذا كان هذا هو موقف اليسار العلماني فماذا ينتظر الشعب من السياسي القومي والطائفي والفئوي المتزمت ؟ وأذكر أن العراق البلد الوحيد في المنطقة (على الاقل) عندما تحصل تغيرات وإنعطافات حادة لايترك منفذي التغييرات حتى ورقة واحدة عن المرحلة التي سبقتهم ! وان العراق البلد الوحيد ( وادي الحضارات البشرية ) ولم يحفظ اي اثر يجلب ( في حده الادنى) السواح والباحثين عن اثار الحضارة عدى (نصف اسد بابل !) ألى أن أصل الى النتيجة ان الديمقراطية لاتتحقق الا من خلال توعية حقيقية للشعب (وهذا يخوف السياسيين !!) وانه من يقود حملة من اجل ذلك يجب ان يكون مؤمن وبصدق بالديمقراطية وجاء في ختام الكتاب : ان الشعب العراقي سيكون مستعداً لممارسة هذا الدور عندماً يقوده الديمقراطيين الصادقين .
من ماتقدم ان القول بالخوف على مصير الانتفاضة بوجود هؤلاء الاعداء معلنين وما يختفي خلفهم لتقوية خطط تامرهم الشيطانيه وحيلهم ‘ خوف مشروع ....
890 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع