سيف الدين الألوسي
التطور الصحي والخدمات الطبية في السبعينيات في العراق !!
صورة للمرحوم البكر والشهيد الدكتور رياض والدكتور سعدون خليفة في زيارة لمدينة الطب قسم الاشعة.
خلال فترة السبعينيات وخلال استيزاز المرحومين الدكاترة عزت مصطفى ومن بعده الدكتور الشهيد رياض أبراهيم الحاج حسين ، حدث تطور نوعي كبير في القطاع الصحي ، وكان المرحوم الرئيس السابق أحمد حسن البكر يولي اهتماما خاصا للصحة والقطاع الطبي ، ويكن أحتراما كبيرا وتقديرا للاطباء والمهن الطبية ، وكان يقوم بزيارات كثيرة الى المستشفيات في بغداد وبقية المحافظات ، ويتابع موضوع التطور الطبي بنفسه .
المرحومين الدكتور فاروق الالوسي والدكتور معد محمود سلمان والاستاذ قيس المفتي ، لندن ١٩٨١
كذلك كانت الدراسة في كليات الطب العراقية على اعلى المستويات ورفدت الكليات بأفضل التدريسيين من الاساتذة القديرين ذوي الخبرة والعلم ، وكانت كليات طب بغداد والموصل والبصرة والمستنصرية تتنافس بينها تنافسا علميا محترما ، ومن عمل مؤتمرات علمية ومشاركات وبحوث ، وفي تلك الفترة زاد عدد البعثات للتخصص بالخارج وفي افضل الجامعات البريطانية والاميركية ، وعمل قانون عودة الكفاءات وبسببه عاد الكثير من الاطباء الاختصاص بالخارج واستفادت منهم جامعات ومستشفيات القطر ، وكذلك تم ارساء الحجر الاساس لعدد من المستشفيات الكبيرة النموذجية في كل مركز محافظة والتي انتهى العمل بها اول الثمانينات ، وافتتحت عدة مستشفيات تخصصية في العاصمة بغداد ، منها مستشفى ابن النفيس وابن البيطار لامراض القلب والاوعية الدموية ومستشفى ابن الهيثم للعيون ومستشفى الواسطي للحروق والتجميل ومستشفيات عدة عامة في كل انحاء بغداد ، مع اكمال منشآت مدينة الطب وبقية مراحلها من دار التمريض الخاص المتطور جدا في وقته وغيره من المستشفيات الملحقة .
وتم التعاقد مع الفليبين وكوبا وعدد من الدول الاوروبية لعمل كادر وسطي متدرب من الممرضات ، وجلب كادر ايرلندي كامل للعمل في مستشفى ابن البيطار ،وادخلت احدث وافضل انواع الاجهزة الطبية بالعالم من سونر وسي تي سكان وغيرها في بعض المستشفيات الكبرى والمتخصصة وفي مستشفى الرشيد العسكري .
أما الادوية فكانت تجلب من افضل وارقى واغلى المناشئ والشركات ومثل باير وروش واي سي اي وميريك ونوڤارتيس وبووتس وغيرها ، وكانت ادوية سامراء تتنافس معها في نوعية الانتاج الممتاز ، حتى كسبت ادوية سامراء ثقة الاطباء والناس جميعا .
وفي زمن المرحوم الدكتور رياض تمت عمل مراكز منتشرة للاسعاف الفوري والطوارئ في مختلف مناطق بغداد وفي مراكز المحافظات والطرق الخارجية ،، ومعها مراكز للاطفاء وشرطة النجدة ، وكانت تلك اول تجربة في الشرق الاوسط وكما معمول بها اليوم في الولايات المتحدة وغيرها من الدول ،،وتم استيراد افضل انواع سيارات الاسعاف بالعالم ومنها سيارات متخصصة كغرف ولادة وسيارات لانعاش القلب ومن الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا ، واوعز بادارة وتنظيم الاسعاف الفوري لافضل الاطباء تجربة وادارة واطلاعا ، ومنهم الاستاذ الدكتور بيان عبد اللطيف أطال الله بعمره وهو ذات التجارب العديدة في الادارة الناجحة في مستشفى اليرموك وغيرها من المستشفيات ،،
حتى اصبح العراق مركز الشرق الاوسط التعليمي للطب وللمعالجة ايضا .
رحم تعالى كل من عمل واخلص من اجل بلده واهله وتطوره ورخاؤه ،
وعسى ان تكون تلك التجارب دروسا تستفاد منها الاجيال ،، وكان مبلغ التذكرة او الباص ب ٢٥ فلسا ، كافيا لعمل عمليات فوق الكبرى للاساتذة الكبار الدكاترة سعد الوتري في الدماغ او لغيره من الاساتذة الكبار في القلب او الجهاز الهضمي وهم الممنونين !! ،، ولم يقولوا لاحد تعال اسويلكياها بالخاص !!
هكذا كان العراق وهكذا كانت اخلاق الطب وهو درس مهم كان يدرس بالكلية الطبية .
حفظ تعالى العراق واهله ورحم من غادرنا وحفظ كل كادرنا الطبي السابق والحالي .
1097 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع