الرؤية الاستراتيجية " الامثل " لقطاع الطيران المدني العراقي في ٢٠٢٠

                                              

                             فارس الجواري

الرؤية الاستراتيجية " الامثل " لقطاع الطيران المدني العراقي في 2020.

تتميز الرؤية بكونها وصفاً لحالة في المستقبل تصيغ طموحات لا يمكن تحقيقها في الحاضر بسبب الامكانيات الادارية والمالية , هذه الصياغة فيها الشرح والتفسير للغاية والهدف بأسلوب مقنع لتغيير واقع الحال الى الافضل مستقبلا .

نعم ... تغيير واقع قطاع الطيران العراقي الى الافضل هو الهدف للمسؤول في وضع رؤيته للخطة الاستراتيجية المقبلة خصوصا بعد هيمنة طويلة الامد لطبقة فاسدة تختفي تحت مسميات حكومية وبأوجه متعددة ظاهرها خدمي وحقيقة الامر هو أملاء جيوبهم بملايين الدولارات مما أثر سلبا على عمل هذا القطاع في تقديم خدماته للمواطنين والاضرار بسمعة وتاريخ هذا القطاع , لذا يجب الانطلاق برؤية مستقبلية وفكرا متميزا بهدف تطبيق آليات النهوض بهذا القطاع كونه يزخر بإمكانيات تؤهله ليصبح ركيزة أقتصادية مهمة للبلد ناهيك عن تقديم أفضل الخدمات للمواطنين فيما يتعلق بالنقل الداخلي والخارجي وتنشيط دور قطاع السياحة الدينية والطبيعية داخل العراق وصولا لهدف أقتصادي مهم ألا وهو خلق فرص عمل واعدة للشباب المؤهل والغير.
أن قطاع الطيران المدني العراقي يتمتع بالامكانيات المادية والبشرية لجعله قطاع متميز عالمياً ورائد على مستوى الشرق الأوسط شريطة تطبيق القواعد القياسية والتوصيات الدولية لأمن وسلامة الطيران المدني لمعالجة كافة الجوانب السلبية التي تمر بها صناعة الطيران في العراق وصولا الى الغاية المنشودة في رفع كفاءة الطيران المدني وتطوير أقتصادياتة للوصول الى الجودة والتمييز في أداء الخدمات تحت شعار " طيران مدني أمن وفاعل ومتميز عالميا " هذه الرؤية الحقيقية يجب ان تكون متكاملة مع رؤية الحكومة العراقية للمرحلة القادمة في تحقيق برامج تستهدف مايلي ..
- ضرورة أنشاء هيئة مستقلة للطيران من خلال التنفيذ الحقيقي لقرار فصل سلطة الطيران المدني عن وزارة النقل على غرار مامعمول به في جميع قطاعات الطيران المتطورة في العالم , وتطبيقا لمتطلبات المنظمات الدولية المعنية التي زارت العراق لتقييم وضع الطيران العراقي.
- أنشاء هيئة عليا او شركة قابضة للمطارات والملاحة الجوية والنقل الجوي غير مرتبطة في وزارة النقل التي اصبحت غير قادرة فنيا في ادارة خدمات الطيران العراقي والسبب عدم وجود المختصين في التشكيلة الادارية لوزارة النقل .
- الإيفاء بإلتزامات العراق تجاه الشركاء والمنظمات والدولية الإقليمية وخصوصا المنظمة الدولية للطيران المدني ICAO واجتياز برنامج التدقيق USOAP الذي يضمن بقائنا ضمن المنظمة الدولية للطيران المدني الايكاو أضافة الى التحضير الفعلي لاجتياز برنامج التدقيق (IOSA) الخاص بشركات النقل الجوي والمفروض من الاياتا لشركة الخطوط الجوية العراقية , وايضا التزمات الوكالة الاوربية لسلامة الطيران EASA للشركة .
- اتباع سياسة الأجواء المفتوحة في توفير البيئة التشريعية التي تسهل استقطاب الاستثمارات الى القطاع . اضافة الى تامين بيئة ضريبية مناسبة و ايجاد البنى التحتية التي تساهم في استقطاب السياح ( مطارات حديثة و صالات ترانزيت و اسواق حرة) حيث أن تطبيق العراق لسياسة الأجواء المفتوحة ضرورة حتمية سيمكنه من استقطاب العديد من شركات النقل الجوي لتعمل في مختلف مطارات العراق وهذا سيعمل على زيادة نموا الحركة الجوية بشكل سريع وخصوصا أذا علمنا أن تقارير( الاياتا )توضح ان شركات الطيران في منطقة الشرق الأوسط تحقق نمواً كبيراً في حركتي الشحن والمسافرين ٠
- ايجاد ألية استثمارية منظمة تعمل على تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال تنفيذ مشاريع مختلفة تتعلق بالصناعات الجوية والتي من ضمنها مشاريع المطارات الجديدة ومراكز صيانة الطائرات واصدار وتعليق تراخيص التشغيل وأعادة تسعير الخدمات ووضع التعرفات الجديدة وفرض الغرامات عند المخالفة لشروط التعاقد.
- انشاء مدرسة عراقية لعلوم الطيران بحيث تكون مؤسسة تعليمية متخصصة تعمل فى المجال التعليمي والبحثي والتجاري لإمداد سوق العمل المتخصص فى مجال الطيران بالكوادر البشرية المؤهلة وتحقيق التكامل التدريبي المستمر والمتناسب مع التكنولوجيا السائدة والمتوقعة والقيام بالأبحاث والاستشارات.
- انشاء مركز طبي عالي المستوى لتقديم الخدمات الطبية إلى جميع العاملين في مجال الطيران المدني، وانشاء شركات التأمين الطبي والرعاية الصحية.
فيامسؤول لو كنت مكانك ..
لطرحت هذه الافكار والتي بمجملها ستعمل على النهوض بقطاع الطيران العراقي فى فترة وجيزة ليصبح في مصاف قطاعات الطيران المتقدمة في العالم ومستوى خدماته في العراق بمستوي يضاهي نظرائه في الكثير من دول العالم , ولكن في البداية يجب الخلاص من الاختيارات الخاطئة لبعض الادارات العاملة في القطاع والتي تمت على أساس المحسوبية والعلاقات الخاصة والاسراع بعملية أحداث تغييرات جذرية للكوادر من المسؤولين والموظفين المحبطين الذين شغلوا المناصب فقط للاستفادة منها دون التفكير في تطوير أقسام عملهم وتبديلهم بأشخاص من اصحاب الخبرات والكفاءات في مجال علوم الطيران حتى لو كانوا من خارج المنظومة الحكومية للوصول الى تطبيق صحيح للرؤية.
فهل من سامع ...
فارس الجواري
باحث واستشاري طيران

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

945 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع