سيف الدين الألوسي
من التأريخ القريب ! المرحوم عبد الخالق السامرائي
كان عندي جيران روعة ،، بنفس عمر صدام ويعرفه جيدا منذ ايام المراهقة ،، وهو رفيق حزبي قديم مفصول من الحزب سنة ١٩٧٩ ولوجود اقارب لديه اتهموا بالمشاركة بالمؤامرة المزعومة لبعض قادة الحزب ،، هذا الشخص صادق وانسان فاضل بكل معنى الكلمة ،، بغدادي كرخي اصلي ، نزيه ، محترم جدا وانا شخصيا احترمه واحبه جدا وهو اليوم بصحة لا تسر عدو وصديق ،، يعطيه تعالى الصحة والقوة والذاكرة .
يقول كنت مديرا لمكتب المرحوم المهندس الاستاذ احسان شيرزاد وزير البلديات والاسكان سنة ١٩٧٠ ،١٩٧١ وبعد بيان ١١ اذار ،، والاستاذ احسان شيرزاد رجل عراقي اصيل وطني كوردي الاصل ،ذو كفاءة عالية جدا وخبرة ادارية كبيرة ،، وكان يصحح لغويا بلغته العربية القوية جدا وتعمقه بها ورغم كونه كورديا كل ، الكتب الرسمية الواردة اليه وكذلك الصادرة من الوزارة ،، ويبقى وأنا معه الى ساعات متأخرة من الليل لتكملة البريد وتفليسه ورقة ورقة وكتابة التهميشات عليه . رحم تعالى الرجال الاصلاء المهنيين .
نرجع لسالفتنه ،، يقول بعد استقالة الاستاذ احسان شيرزاد المفاجئة بسبب الاختلاف مع القيادة الكردية والجبهة الوطنية ،، تم تكليف المرحوم عبد الخالق السامرائي وزيرا للاسكان والبلديات وكالة ،، في يوم تكليفه انتظرنا بالوزارة لحد نهاية الدوام ولم يأتي ،، تأخرت انا لمدة ربع ساعة لاكمال بعض البريد وعند خروجي لكيت سيارة ڤولكس ڤاكن قديمة موديل ٥٧ بيضاء اللون ، ابوها مستلك ،، موكفيها الحراس مع سائقها بباب الوزارة ،ومنزليه من السيارة وهم يستفسرون عن شخصيته ولماذا يراجع بعد الدوام !!!،، يقول انا اعرفه شخصيا وكان مسؤولي لفترة طويلة بالكرخ وعندما كنا بالاعدادية ،، وعندما رآني قال لي ، مرحبا فلان ،،، بلكي يدخولوني الحراس للوزارة ،، صحت بالحراس بابا هذا الوزير الجديد المنسب ،، اخذوله تحية ،، وهو كاللي تعال ويايه اريدك ولو رح أأخرك ، تره اني كلشي ما افتهم بالاداريات واني اكره المناصب ،، وبقى بالوزارة فترة قليلة لا تزيد عن شهرين الا ان اجه وزير جديد وكل مايشوفون فولكس ڤاكن عتيكة الحراس يفتحون الباب وياخذون تحية عبالهم الوزير اجه بسيارته السكراب والذي بقه يستعملها بالدوام بالوزارة ومن ثم اتهم بالمشاركة بمؤامرة ناظم كزار والكل يعرف ببرائته ،، ومن ثم تخلص منه صدام وكما تخلص لكل من عارضه بعثيا او غير بعثي ،، وكنا نسميه نحن راهب الحزب او الملا . كان رجلا مبدئيا محبا لمبدائه،،، نزيها حد الدروشة ، لا يميل للعنف ، يميل للمصالحة ولم شمل جميع الاحزاب حتى المعارضة للبعث وحل القضية الكردية ،، محبوبا من جميع البعثيين ، بكيت عليه بشدة بعد اعدامه وكلمة علي حسن المجيد بحقه وهو اسيرا بالسجن مظلوما ،، خسره البعث اولا والعراق ثانيا .
هذا ما قاله لي اخ كبير وجيران اكن له كل ايات التقدير والاحترام ولا ادري درجة الدقة بها كوني لا حزبي ولا سياسي والحمد لله لليوم ، اوثق فقط للتأريخ مع كل التقدير للاصدقاء .
883 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع