بقلم: د. منير موسى {الجليل}
وَطَنٌ
---------
تُبْحِرُ الْقَوَارِبُ كُلَّ يَوْمٍ
فِي عَبَرَاتِ
عُيُونِ عُيُونِي
دُونَ حَقَائِبَ
وَصَّكِّ تَجَاوُزِ الْحُدُوِدِ
عَابِرَةً جُسُورَ
قُدْرَةِ اسْتِيفَاءِ أَشْيَائِي
إِلَى الضِّفَةِ الْأُخْرَى
بِلَا مَوْعِدٍ، بِلَا صُوَرْ
**
تَمْخُرُ أَمْوَاجَ رُؤْيَةِ
رُؤْيَايَ
وَزُرْقَةِ مِدَادِ يَرَاعَاتِي
بَنَاتِ الْقَصَبِ
الْمُغَنِّي لِلْأَنْهَارِ
رَاشِفَةً قَهْوَةَ صَبَاحِي
بَعْدَ انْطِفَاءِ صُبَاحِي
سَاقِيًا الْهَزَارَ
مِنْ فَمِي
تَحْتَ انْهِمَارِ الْمَطَرْ
**
بِعَصَا التَّرْحَالِ
أَغَامِرُ
إِلَى مُدُنٍ واسِعَةِ الْمَدَى
أَطُوفُ مَسَالِكَ النَّاسِ
فَاقِدًا
حَقَائِبَ الِارْتِحَالِ
وَتَأْشِيرَةَ جَوَازِ السَّفَرْ
**
وَدُورِيٌّ عَلَى كَتِفِي
يَأْكُلُ السِّمْسِمَ
مِنْ راحَتِي
أَبْتَاعُ تَذكِرَةَ الرُّجْعَى
وَجَرَيَانَ أَحْدَاثِ الْمَاضِي
وَبِثَمَنٍ، آخُذُ، وَأَشْتَرِي
الْوَطَنَ دَمُوعًا
عَلَى شَجَنِ الْوَتَرْ
**
هُدْهُدٌ
عَلَى سَاعِدِي
صَادَ نَحلَةً
عَلَى نُوَّارَةِ الْأُتْرُجِّ
مُصِيخًا لِأَنْغَامِ قُمْرِيٍّ
مُلَوَّنٍ
بُرْتُقَالِيِّ العَيْنَيْنِ
فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ
قَمْرَةٍ مُضِيئَةٍ
بِنُورِ الْقَمَرْ
**
فَدِلِّونِي،
أَيْنَ رَاحَ الْوَطَنْ؟
هَيِّنٌ،
إِنْ كَانَ بِمَعَاطِفِ
الْمَحْرُومِينَ
مِنَ الْغَجَرْ
لَكِنْ،
مَنْ يُعِيدُهُ، إِنْ كَانَ
فِي قَبْضَةِ مَخَالِبِ
الْكَانُوا هَمَجِيِّينَ
مِنَ التَّتَرْ؟
--------
877 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع