الدكتور محمود الحاج قاسم محمد
طبيب أطفال – الموصل
الإساءة ضد الأطفال . . أسبابها . . انواعها . . ونتائجها
الإساءة في اللغة: معاجم اللغة متفقة جميعها على ، أساء فلان : أي أتى بسيئ . الإساءة : تعني إلحاق الضرر وتعني خلاف الإحسان والقباحة والكراهية.
والعنف يعني ـ تعمد استعمال القوة ضد النفس أو ضد شخص آخر بحيث تؤدي إلي الإصابة أو الإعاقة أو الموت. ويعرفه عدد من علماء السلوك بأنه نمط من أنماط السلوك الذي ينبع عن حالة إحباط مصحوب بعلامات التوتر ويحتوي على نية سيئة لإلحاق ضرر مادي ومعنوي بكائن حي أو بديل عن كائن حي .
المعنى الحديث للإساءة : لم يحسم حتى الآن تعريف الإساءة حتى الآن بصورة دقيقة لارتباطه بصورة واضحة بالطفل ، وبنوع الإيذاء المعرض له وارتباطه بنوع الإساءة والثقافات والعادات والتقاليد لمختلف الشعوب، ولكن وضع البعض مؤشرات دالة على فعل الإيذاء والإساءة، ولهذا فالجدل ما زال قائما حول ذلك
وقد ((شهد تعريف سوء معاملة الطفل تطورا ملحوظا في العقود الماضية فمن المفاهيم الكلاسيكية التي طرحت عن هذه الظاهرة ما قدمه كمب و آخرون عام 1962 عن متلازمة الطفل المنسحق battered child syndrome وتصف هذه المتلازمة سوء معاملة الطفل على أنها إيقاع الأذى الخطر او إصابات خطرة بالأطفال الصغار بواسطة الوالدين او مقدمي الرعاية وغالبا ما ينتج عن الإصابات التي تشمل كسوراً وتجمعات دموية بالدماغ و إصابات متعددة في الأنسجة الرخوة وعجز مستديم وحدوث وفاة.
ذكر قاموس وبستر ان من معاني سوء المعاملة والإهمال للطفل هو ممارسة القوة الجسدية بغرض الإضرار بالطفل وقد يكون الإضرار مادياً من خلال ممارسة الضرب او معنوياً من خلال تعمد الإهانة المعنوية للطفل بالسب او التجريح او الإهانة .
ويوسع جيل gil 1974 مفهوم سوء المعاملة للطفل ليشمل أي فعل يحرم الطفل من ان يحقق إمكاناته الجسمية والنفسية.
وتعرفه إدارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة الأمريكية 1981 بانه الإيذاء الجسدي او الإساءة الجنسية او المعاملة القائمة على الإهمال او سوء المعاملة للطفل تحت سن الثامنة عشر من العمر وذلك بواسطة شخص يكون مسئولاً عن رعاية الطفل ورفاهيته تحت ظروف تتعرض فيها صحة الطفل او رفاهيته للأذى او التهديد ))
أنواع الإساءة للطفل:
من الممكن تحديد أربعة أنواع من الإساءة نعرفها بما يلي،،،
1 - الإساءة العاطفية: نمط سلوكي مستمر يتصف بانسحاب المسيء من العلاقة العاطفية الطبيعية مع الطفل، والتي يحتاجها لنمو شخصيته، وتشمل الإساءة الكلامية، الإساءة العقلية، أو الإساءة النفسية، وقد تكون على شكل استخدام طرق عقاب غريبة، منها حبس الطفل في الحمام أو بغرفة مظلمة أو ربطه بأثاث المنزل
( كما شاهدنا في التلفزيون ما جرى في مركز الحنان لرعاية الأطفال المعوقين في بغداد قبل أيام ) أو تهديده بالتعذيب، أو الاستخفاف بالطفل أو تحقيره أو نبذه واستخدام كلام حاط من مكانته، أو تعنيفه أو لومه أو إهانته. العلامات السريرية لضحية الإساءة العاطفية تشمل اضطرابات بالكلام، بطيء النمو، وإخفاق النمو. المؤشرات السلوكية لضحية الإساءة العاطفية تشمل شعور الطفل بالحزن والكآبة وبأنه غير مرغوب به، وظهور اضطرابات نفسية، مثل مص الإصبع والعض، واضطرابات سلوكية عدائية للمجتمع، تشمل التخريب وظهور صفات عصابية ، مثل اضطرابات النوم واضطرابات الكلام وعدم اللعب، والتصرف بسلبية والمعاناة من الخوف ومن إخفاق بالنمو العقلي . المؤشرات السلوكية للمسيء قد تشمل غياب العدالة في معاملة أطفاله كما وانه لا يعتني بمشاكل الطفل، ويوبخه باستمرار، ولا يظهر الحب للأخرين، وغير اجتماعي.
2 - الإهمال: نمط سلوكي يتصف بإخفاق المسيء، تقديم احتياجات الطفل الجسدية والعاطفية مثل الطعام، المأوى، الملبس، والرعاية، وللإهمال ثلاثة أشكال الجسدي، التربوي، والعاطفي، ففي الإهمال الجسدي يكون هناك إخفاق بتقديم الطعام واللباس الكافيان، وعدم تقديم الرعاية الطبية الضرورية، وعدم توفير الحماية من تقلبات الطقس، وقد يصل الإهمال الجسدي لمرحلة التخلي الكامل عن الطفل وطرده خارج المسكن، وفي الإهمال التربوي يكون هناك إخفاق بتوفير الدراسة الأساسية للطفل والاحتياجات التربوية لإتمامها مما يؤدي إلى تسرب الطفل من المدرسة، وفي الإهمال العاطفي يكون هناك إخفاق بتقديم الحنان والحب والدعم للطفل، أو حدوث عنف منزلي بحضوره، أو الإدمان على الكحول أو المخدرات من قبل البالغين ومشاركته في ممارسات هذا الإدمان . العلامات السريرية لضحية الإهمال قد تشمل الجوع المستمر، النظافة العامة السيئة، الملابس غير الملائمة، عدم وجود رقيب على الطفل وخاصة في النشاطات الخطرة، عدم توفير الرعاية الطبية أو السنية الضرورية له، التخلي عن الطفل لفترات طويلة وعدم رعايته، ومعاناة الطفل من إخفاق في النمو العقلي والجسدي . المؤشرات السلوكية لضحية الإهمال قد تشمل التسول، سرقة الطعام، الإدمان على الكحول وإساءة إستخدام المواد والعقاقير، والحضور للمدرسة مبكرا والخوف من العودة للمنزل، والإرهاق المستمر . المؤشرات السلوكية للمسيء قد تشمل التسول، سرقة الطعام، العزلة عن المجتمع، غير منظم، غير مكترث بالحياة، لا يتصل بالأقارب أو الأصدقاء أو الجيران، ومن غير المستطاع تحديد مكانه وفي أغلب الأحيان يكون مهمل به وهو طفل . من الضروري التفريق بين الإهمال الناتج عن الظروف الاقتصادية السيئة للمعيل، عن تلك الناتجة عن الحرمان العمدي .
3 - الإساءة الجسدية: نمط سلوكي يتمثل بإحداث المسيء لإصابات غير عرضية بالطفل، والتي قد تكون بقصد فرط التأديب، أو العقاب الجسدي غير المناسب لعمر الطفل، أو انفجار المسيء لتصريف ثورة غضب، أو إحداث "متلازمة الطفل المعذب"، وتعتبر الإصابة خطيرة إذا كانت الإصابة تستوجب علاجا أو تدخلا طبيا أو أنها متكررة ومستمرة، ويعتبر الفحص الطبي حاسما في كثير من الحالات لتميز الإصابات العرضية غير العمدية، عن تلك الإصابات العمدية . العلامات السريرية لضحية الإساءة الجسدية قد تشمل كدمات من غير المستطاع تفسير وجودها، في الوجه، الفم، الشفاه، الإليتين، والفخذين، لها أعمار التئام متفاوتة وعلى شكل عناقيد، ولها أشكال محددة للأداة التي استخدمت مثل أسلاك كهربائية أو حزام أو إبزيم الحزام، وتظهر على الطفل عادة خلال إجازة الأسبوع أو فترة غيابه عن المدرسة، ووجود جروح وسحجات من غير المستطاع تفسيرها في الفم والشفاه واللثة والعينين والأعضاء التناسلية، وآثار عض، مزع صوان الأذن، وفقد الأسنان، ووجود تورم، التواء، خلع في مفاصل الكاحل الرسغ المرفق، من غير المستطاع تفسير وجوده، وكسور من غير المستطاع تفسيرها، في الجمجمة الأنف الوجه الأضلاع، وكسور لولبية في الأطراف، ولها أعمار التئام مختلفة، وحروق من غير المستطاع تفسير وجودها، مثل حروق السجائر في اليدين، أو غمر الإليتين بماء ساخن، أو الحرق بأدوات الطعام . المؤشرات السلوكية لضحية الإساءة الجسدية متغيرة وتعتمد على عمر الطفل، درجة نموه، وشدة الإساءة وتشمل الانعزال وتجنب الالتقاء بالبالغين، الخوف والقلق عند بكاء الأطفال الآخرين، السلوك غير المتزن والذي يتراوح بين العدائية والانعزالية، وجود الخوف من الوالدين وخاصة المسيء، أو الاعتماد عليهم بشكل كامل، كما وتشمل الخوف من العودة من المدرسة إلى المنزل وعادة يخفي الإصابات بالملابس، وقد يكون غير قادر على التواصل مع الآخرين، وغير قادر على التعبير عن نفسه. المؤشرات السلوكية للمسيء تشمل عدم الاعتناء بالطفل، القلق الزائد عليه، مرور وقت طويل على تقديم العلاج الطبي له، يقدم المسيء تفسير غير واقعي وغير مقنع للإصابات، كما ويقدم تفسيرات مختلفة لنفس الإصابة، قد يكون مدمن على الكحول، عادة يعاقب الطفل بشدة، يكون قد أسيء إليه وهو طفل، يأخذ الطفل لأطباء مختلفين، ولا يتحكم بنفسه.
4- الإساءة الجنسية: هي قيام المسيء بأي تصرف جنسي أو تصرف مثير للرغبة الجنسية أو انتهاك متعمد لخصوصية جسم الطفل، بغض النظر عن قبوله بتلك الأفعال أم لا. أغلب الأطفال لا يستطيعون أو لا يرغبون الكلام عن الإساءة الجنسية، ومما يجعل الموضوع أكثر تعقيدا هو أن العلامات السريرية لهذه الإساءة نادرة الحدوث، وعليه يتم البحث عن المؤشرات السلوكية، والتي بدورها لا يوجد مؤشر سلوكي وحيد يعتبر تشخيصيا . العلامات السريرية المحتملة للإساءة الجنسية تشمل صعوبة في المشي أو الجلوس، الملابس الداخلية قد تكون ملوثة ببقع أو دماء، وجود ألم، حكة، كدمات، تمزقات، أو نزف بالأعضاء التناسلية الخارجية أو الشرج، حدوث مرض جنسي معدي أو التهابات بالمسالك البولية، أو حدوث حمل . المؤشرات السلوكية لضحية الإساءة الجنسية قد تشمل سوء النظافة العامة، الانعزال عن زملائه وفشل بالعلاقات الاجتماعية معهم، السلوك الطفولي مقارنة مع عمره، تجنب الملامسة الجسدية للبالغين أو حتى للأطفال، التبول اللاإرادي، كوابيس، مص الإبهام، أرق وإضرابات بالنوم، الكآبة والتوتر، السلوك الجنسي غير المتوقع لمثل عمره، معرفة جنسية تماثل معرفة البالغين، الجنوح والانحراف والهرب من المنزل والفشل الدراسي والإدمان، ومحاولات الانتحار . المؤشرات السلوكية للمسيء قد تشمل الغيرة من الطفل، الإفراط في حمايته من كافة الأشياء وإن كانت صغيرة، الإدمان على الكحول، الانعزال الاجتماعي، واضطرابات في الشخصية.
أسباب إساءة معاملة الطفل :
(( هناك حقيقة وحيدة تم التوصل إليها خلال السنوات الماضية، هي أنه لا يوجد سبب واحد مباشر لحدوث الإساءة، وليس لها علاقة بالمستوى الاقتصادي الاجتماعي أو بالدين أو بالعرق، حيث أن حدوثها يعتمد على عوامل متعددة تصادم العائلة، وهذه العوامل تتفاعل وتعزز بعضها البعض، لينتج عنها إساءة معاملة الطفل أو إهماله، وعليه فأن الإساءة تتولد نتيجة تفاعل "عوامل خطورة" تتراوح بين الأطفال أنفسهم وعائلاتهم والمحيط الذي يسكنون به. يجب التأكيد أن وجود "عوامل الخطورة" بعائلة معينة لا يعني بالضرورة أن تؤدي إلى الإساءة أو الإهمال، وذلك بسبب تعدد العوامل وتفاعلها . سنذكر فيما يلي عوامل الخطورة لوجود الإساءة والإهمال حسب ارتباط هذه العوامل بالوالدين، بالطفل، بالعائلة أو بالمحيط الذي يسكن به الطفل.
أولاً : عوامل الخطورة المرتبطة بالوالدين:
1 - إحدى الحقائق المتفق عليها، أن الشخص المسيء لأطفاله، في الأعم الأغلب يكون قد أسيء له جسديا، عاطفيا، جنسيا، أو يكون قد أهمل وهو طفل، ويجب هنا عدم التعميم والافتراض أن كل شخص أسيء له وهو طفل سيكون والد مسيء بالمستقبل . على الرغم من أن كثير من الأشخاص المسيئين لأطفالهم يعانون من اضطرابات عاطفية أو سلوكية، إلا أن الأمراض النفسية تلعب دورا ضئيلا في حصول الإساءة والإهمال، ولا يوجد نمط معين تتصف به شخصية المسيء أو تميزها عن غيرها من الشخصيات، إلا أن المسيء قد يتصف بعدم احترامه لنفسه، تدني الذكاء، الاندفاع وعدم ضبط النفس، العدائية، الانعزالية، التوتر، الكآبة، اللامبالاة، القسوة والصرامة، عدم تحمل الإحباط، الأنانية، عدم النضوج، الارتياب بالآخرين، التعود على الكحول أو المخدرات، إساءة استخدام المواد، أو السلوك الجرمي.
2 - هناك العديد من المشاكل الناتجة عن غياب المعرفة والمهارات لدى الوالدين، تؤدي للإساءة والإهمال وتشمل؛ افتقار المهارة الأبوية مثل فرط التأديب أو العقاب الجسدي، مشاكل عدم القدرة على السيطرة على النفس، مشاكل الصعوبات الزوجية، غياب مهارات التواصل الشخصي مع الآخرين، مشكلة غياب المعرفة لدى الوالدين بنمو وتطور الطفل، القناعة بأن الطفل ما هو إلا ملكية خاصة للوالد أو الوالدة، أو القناعة بأن العنف هو السبيل الأمثل لحل أي مشكلة.
3 - توفر ظروف محددة قد يمر بها الوالدين تزيد من خطورة حدوث الإساءة، والتي قد تشمل ولادة غير مرغوب بها، حدوث مرض جسدي لدى الوالد أو الوالدة، عدم قدرة الوالد أو الوالدة على التعاطف مع الطفل المريض جسديا وخاصة عند تعاضد هذه الظروف مع وجود ضغط اجتماعي أو عزلة اجتماعية لدى العائلة. الزواج المبكر، أو الوالدة الوحيدة (المطلقة أو الأرملة) تزيد من احتمالية تعرض الطفل للإساءة، بسبب الضغط الاجتماعي وانخفاض الدخل. يجب التأكيد على عدم الربط بين وجود هذه العوامل وبين الحدوث المباشر للإساءة.
ثانياً: عوامل الخطورة المرتبطة بالطفل:
1 - مما لا ريب فيه أن صفات بعض الأطفال الجسدية والعاطفية تقلل من حصانتهم لسلوك الإساءة، حيث أن عمر الطفل ونموه الجسدي، العقلي، الاجتماعي، والعاطفي قد يزيد أو ينقص احتمال تعرضه للإساءة، اعتمادا على تفاعل هذه الصفات مع عوامل الخطورة الموجودة لدى الوالدين. بعض الأطفال وبسبب صغر حجمهم ومرحلة نموهم المبكرة يكونوا عرضة "لمتلازمة الطفل المعذب"، "متلازمة الطفل المهتز"، أو "إخفاق النمو غير العضوي"، والأطفال الذين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة لديهم احتمال أكبر للتعرض للإساءة.
2 - الطفل الذي يتصف سلوكه بالبكاء الشديد، وعدم الاستجابة، يزيد من احتمالية تعرضه للإساءة، وخاصة إذا كان أحد الوالدين (المسيء) غير قادر على التعاطف مع الطفل أو على السيطرة على عواطفه.
3 - بعض الأطفال الذين يعانون من مرض دائم، أو إعاقة دائمة قد لا يجدوا الرعاية الكافية بل وقد يتعرضوا للإساءة من الأمهات اللواتي يعانين من اضطراب عاطفي.
4- الأطفال الذين يعانون من الانعزال الاجتماعي يتوفر لديهم عامل خطورة لتعرضهم للإساءة والإهمال أكثر من غيرهم مثال ذلك، الطفل الذي ليس له علاقة حميمة مع أمه أو الذي ليس له أصدقاء.
ثالثاً: عوامل الخطورة المرتبطة بالعائلة والمحيط الذي يعيش فيه : إن بعض العائلات لها صفات محددة تزيد احتمالية الإساءة والإهمال للأطفال، مثل النزاعات الزوجية داخل الأسرة الممتدة، العنف الأسري، الضغوطات المالية والوظيفية، والانعزال الاجتماعي. هذه العوامل لا تسبب الإساءة بشكل مباشر بل تفاقم وتتفاعل مع عوامل الخطورة الأخرى. ))
وهناك ظروف خاصة تمر بها بعض البلاد تزيد الطين بلة فمثلاً (( ظروف الحصار الاقتصادي الجائر الذي امتد أكثر من أحد عشر عاماً على العراق والحروب التي مر بها قبل الاحتلال مع إيران والكويت وبعد الإحتلال القتل على الهوية والهجرة القسرية وحوادث التفجيرات التي تعرض لها العراقيون أدى الى ان تكون هناك العديد من العقبات أمام الأسرة واثر ذلك تأثيراً كبيراً على عملية التنشئة الاجتماعية واتبعت كثير من الأسر ممارسات أساءت بها إلى الطفل ومنها ما يأتي:
1. خروج الأم للعمل واستمرارها به لساعات طويلة خلال النهار وحرمان الطفل من العطف والحنان.
2. الخلافات الأسرية بسبب الظروف الاقتصادية وما نجم عن ذلك من فراق او طلاق بين الوالدين.
3. انشغال الآباء بالعمل او الهجرة إلى خارج الوطن وغيابهم المستمر عن الأسرة.
4. ازدياد عدد حالات الأسر التي تعيش تحت خط الفقر المدقع وسوء التغذية.
5. الضغوط النفسية التي يعانيها أحد الوالدين أو كلاهما التي تؤثر تأثيراً كبيراً في رعاية الطفل.
6. ضيق المسكن وكبت حرية الطفل.
7. قضاء الأطفال الوقت الطويل خارج المنزل.
8. جهل الوالدين بأساليب التنشئة الاجتماعية السليمة.
9. ارتفاع عدد أفراد الأسرة الذين يعيشون في منزل واحد.
10. المعاملة التمييزية ضمن الأسرة.
11. عزلة الأسرة اجتماعياً وضعف العلاقات الأسرية والشخصية والاجتماعية.
12. ضعف الإحساس بالمسؤولية تجاه أفراد الأسرة.
كما ان بعض الأسر قامت بأدوار وممارسات عديدة أثناء تربيتها لأطفالها وبشكل ضمني او بشكل واضح ملموس من خلال أفعال كالترهيب او بث القلق والخوف في نفوس الأطفال او معاقبتهم او صب اللعنات عليهم أو عدم إشباع حاجاتهم العاطفية، وتقوم بعض الأسر بسوء معاملة الطفل نفسيا كإشعاره بأنه لا قيمة له وانه غير محبوب او غير مرغوب فيه او سبه بأقذع الشتائم وإهانته أمام الآخرين.))
النتائج المترتبة عن إساءة معاملة الأطفال على شخصياتهم المستقبلية :
ان سوء معاملة الطفل وإهماله يؤثر ذلك تأثيراً كبيراً على شخصيته المستقبلية من خلال ما يأتي:
1. ضعف الثقة في النفس : إن ثقة الفرد بنفسه وقدراته عامل مهم يؤثر في شخصيته وفي تحصيله وإنجازاته وقد أشارت كثير من الدراسات الى ان هناك ارتباطاً كبيراً بين مفهوم الذات وبين التحصيل الدراسي فالطفل الذي لم تنم لديه الثقة في نفسه وقدراته ويخاف من المبادرة في القيام بأي عمل او إنجاز، يخاف الفشل ويخاف التأنيب لذا تراه مترددا في القيام بأي عمل، ان هذا الخوف متعلم نتيجة العبء الثقيل الذي يتركه الوالدين على عاتق الطفل والتنافس الاجتماعي ما بين أفراد الأسرة الواحدة .
2. الشعور بالإحباط : إن الطفل يشعر بالإحباط إذا ما تهدد أمنه وسلامته ، كما وان الإحباط الناشئ عن التهديد واستخدام كلمات التحقير أمام زملاء الطفل والاستهزاء بقدراته وعدم إشباع الحاجات الفسيولوجية للطفل يؤثر تأثيرا كبيرا على سلوك الطفل .
3. العدوان : إن شدة العقاب والإهمال الذي يوقعه الوالدين في الطفل يثير من عدوانية الطفل وشراسته وقد يكون رد فعل الطفل الإمعان في سلوك العدوان على الآخرين.
4. القلق :إن سوء معاملة الطفل وإهماله يؤدي إلى شعور الفرد بالقلق الدائم وعدم الاستقرار النفسي والتوتر والأزمات والمتاعب والصدمات النفسية والشعور بالذنب والخوف من العقاب فضلا عن الشعور بالعجز والنقص والصراع الداخلي.
5. المشكلات النفسية والسلوكية الطويلة الأمد : كشفت نتائج الدراسات التي أجريت على الأطفال ضحايا سوء المعاملة والإهمال عن صورة إكلينيكية واضحة المعالم تكمن بؤرتها في صدمة الإساءة التي قد تتبدى آثارها فيما يعرف باضطراب ضغوط ما بعد الصدمة عند الأطفال وهو اضطراب يظهر في متلازمة من الأعراض مثل ( الخوف الشديد والهلع والسلوك المضطرب او غير المستقر ووجود صور ذهنية او أفكار او ادراكات او ذكريات متكررة وملحة عن الصدمة والأحلام المزعجة ( الكوابيس ) أثناء النوم والسلوك الانسحابي والاستثارة الزائدة وصعوبة التركيز وصعوبات النوم، ان المشكلات النفسية والسلوكية الناتجة عن صدمة الإساءة تظل قائمة ونشطة التأثير على الصحة النفسية للطفل لأنها بقيت كخبرة والصدمة تعيش مع الطفل والطفل يعيش معها .
6. سلوكات شاذة وغريبة وتشمل عادات غريبة في الأكل والشرب والنوم والسلوك الاجتماعي واضطراب في النمو الذهني والعجز عن الاستجابة أو للمنبهات المؤلمة كما يظهر لدى هؤلاء الأطفال أعراض انفعالية تتضمن الغضب والإنكار والكبت والخوف ولوم الذات والشك والشعور بالعجز وانخفاض تقدير الذات والشعور بالذنب والبلادة .
نصائح لمكافحة العنف :
إن أهم نصيحة يمكن تقديمها في هذا المقام هو التزام الوالدين بمبادئ وقواعد الإسلام الشرعية والتربوية
فقد أكد الإسلام على ضرورة توجيه الطفل الوجهة التربوية الصحيحة منذ الصغر ، كما أكد على أن أول من يتأثر الطفل بهم والداه ، حيث أن لسلوكهما أثره البارز ودوره الكبير على الطفل ، فمتى كانا قدوة حسنة له كان سلوكه حسناً ومتى كان الضد كان سلوك الطفل معوجاً بعيداً عن الخير والهدى والصلاح ، قال تعالى : (( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً )) سورة النحل . ويقول صلى الله عليه وسلم : (( كل مولود يولد على الفطرة وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )) متفق عليه .
وفي سنة الرسول الكريم القولية والفعلية نجد نموذجاً أعلى لما ينبغي مراعاته في العملية التربوية ، فلا شدة ولا غلظة ولكن رحمة ورأفة ولا كبت لغريزة فطرية وإنما توجيه لها وتهذيب ، وتعويد للطفل عن طريق الممارسة على المعاني الفاضلة والقيم السامية .
ومن الضوابط التي اشترطها الإسلام عند بلوغ الأطفال السابعة من العمر التفرقة بينهم في المضاجع كما جاء في الحديث الشريف : (( وفرقوا بينهم في المضاجع )) وقوله أيضاً : (( فإذا بلغ سبع سنين عزل
فراشه )) .
وهكذا نجد كيف أن الإسلام يؤكد على الوالدين تطبيق قواعد السلوك الإسلامي الصحيح والالتزام بحدود الحلال والحرام حفاظاً على هذا الكائن الصغير من أي إساءة .
وهناك نصائح مهمة لمكافحة العنف بين الأبناء خاصة في مرحلة المراهقة أهمها:
* تقوية الروابط الأسرية وضرورة استثمار الوالدين للوقت مع الأطفال والمراهقين.
• يجب مراعاة الفروق الفردية الدائمة بين الإخوة مهما تكن وعدم استثارة المقارنات الفردية المؤدية إلى الغيرة ، ولا يمنع ذلك بالطبع من إظهار النواحي الطيبة ونقاط القوة في كل منهم ومحاولة تنميتها والعناية بها .
*مكافحة العنف المنزلي بين الزوجين, لأنه يعطي المثال الخاطئ للأطفال, والامتناع عن المشاحنات أمامهم.
* تعاون الوالدين مع المدرسة في برامج ومعسكرات موجهة لترويض الميل إلى العنف بين المراهقين وشغل الفراغ بين المدرسة والأسرة والجمعيات الأهلية وأندية الرياضة.
* حث الأطفال علي ترك رفاق السوء.
* الإعلام له دور خطير لذلك يجب منع الأفلام التي تشجع علي العنف.وتقديم البرامج التي تتناول حقوق الطفل وأساليب الرعاية والاهتمام به ودفع الأخطار عنه .
* مكافحة البطالة وتأهيل ضحايا الاغتصاب والعنف والادمان.
* فصل الأطفال الكبار والبالغين في دور الرعاية الداخلية وداخل الإصلاحيات .
• معاقبة كل من يتعرض بالإيذاء للأطفال .
كلمة أخيرة:
إننا نقف أمام مسؤولية وطنية ودينية وإنسانية يفرضها الانتماء لهذا الوطن. فالعمل من اجل الطفل وإتاحة الفرصة له لنموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي لينمو نموا طبيعيا في جو من الحرية والكرامة ...بعيداً عن أساطير العنف والإساءة واجب الجميع ، فعلينا كلنا أن نعلن محبتنا للطفل ونعمل جادين من أجله ونثبت تعاطفنا معه، فهو عنوان المحبة التي يريدها الله على هذه الأرض.
المصادر :
1 – الجلبي ، د.سوسن شاكر : آثار العنف وإساءة معاملة الطفل على الشخصية المستقبلية – دراسة في زمن الحصار الإقتصادي والحروب على العراق ( بحث من الإنترنيت 19/5/2004 ) .
2 – الحديدي ، د. مؤمن . وجهشان ، د. هاني : أشكال وعواقب العنف ضد الأطفال ( بحث من الإنترنيت )
3 – الصائغ ، ليلى : الإساءة مظاهرها ...أشكالها . . . أثرها على الطفل . ( بحث من الإنترنيت – شبكة بوابة العرب ) .
4 – تاريخ طب الأطفال عند العرب – تأليف الدكتور محمود الحاج قاسم ، الطبعة الثالثة ، إصدار مركز إحياء التراث الطبي العربي – جامعة بغداد 1987 .
737 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع